يمانيون في موكب الثورة.. بقلم /جمال أنعم

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 148 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
يمانيون في موكب الثورة.. بقلم /جمال أنعم

عدن توداي

كتب/ جمال أنعم

متعباً، كنت مرهقاً يائساً مني ومن كل شيء، آوي وجعاً لا ينام، وأصحو على صباحات ليست لي، أكابد غربة قاتلة، لا أكاد أجد ما أتشبث به، ضائعا تتسع داخلي المتاهة ويتعاظم الخواء ،

كنت مختنقاً بإخفاقات كثر، إلى ذاك الحد «الذي لا يجد فيه يقينك هواءً يتنفسه».

ربما اختبرنا جميعا هذا التوتر، هذا الشعور العاصف بالألم والوحشة إذ تجد نفسك تائها ، لا مكان، ولا كيان، لا وطن غير الندم، يوهي واقعك الشائه علاقتك بذاتك، بحاضرك، بماضيك، بمستقبلك، لتعيش القطيعة ليل نهار منكسرا تهزمك ضرورات اليوم والليلة، تتلوى كمحارب مخذول لا يدري لم خسر معركته ولا كيف أسلم نفسه للهزيمة قبل الأوان ؟

كنت أغرق في الكآبة والضجر يتآكلني العجز في محيط من مبكيات غير أن يمناً آخر كان في انتظاري، وكذا فتىً آخر غير الذي كنته، فتىً بزغ فجأة من وهج العصور

«وبدأت أحس بزوغ فتى

غيري من مزقي يتكون»

بحسب البردوني.

عدت من الهيئة العامة للكتاب بـ «تاريخ اليمن في مقدمة ابن خلدون» الذي حققه الراحل محمد حسين الفرح.

قرون من العنفوان والمجد، يومها كتبت منتشياً كمن وجد نفسه: انظر ابن من أنت؟ وعلى أي أرض تقف؟ومن أي سماوات تتحدر ” وخجلت من ضعفي المهان».

هو من تلك الكتب التي تعيد بناء الذاكرة الوطنية، تعيد تشييد الوجدان الذي خربه الواقع ، تصلنا بامتدادنا الأصيل، بالجذور لنرى أنفسنا أكثر رسوخاً وثباتاً، أكثر شموخاً ورفعة. عصيين على الإقتلاع .

كان الفرح أحد عشاق اليمن الكبار، في إنتاجه شغف هاوٍ، مولع بتسلق القمم، بمتابعة الروح المتدفقة من نهر المهد، عوالم وفضاءات رحبة وخصبة.

يمثل كتابه الآخر «يمانيون في موكب الرسول» توقيعاً على ذات الولع.

كانوا معي قبل شهور عديدة، ندى يسبق الخطو، عبقاً يملأ الأرجاء ما بين مكة والمدينة،كانوا معي رفاق درب، ينيرون الطريق يدلونني علي، يتلامعون بروقاً في كل أفق، سحائب خير، قادة أفذاذا، أبطالا كبارا،أسهموا في إدارة عجلة التاريخ، تعرفهم كل أرض، وتشير إليهم كل سماء.

أتذكر بحب ذلك الصباح الفرح، في دار الكتب، حيث أقامت وزارة الثقافة أيام خالد الرويشان فعالية تكريم للفرح قبيل وفاته بشهور، قدمته يومها ببعض شغفه، حييت روحه العاشقة لليمن واليمانيين، سألته بدهشة وارتعاش: تُرى كيف تنام وفي قلبك تصحو كل هذه الأزمنة؟.

هم اليمنيون، على مر العصور أحرار ثوار لا يقيمون على ضيم، لم يعيشوا نكرات، استلفتوا انتباه الحقب برجولتهم وشجاعتهم وحضورهم وشمائلهم الكريمة ،

خطاهم على جسد الأرض عزف الروح الأبية،، ونشرهم طيب الأرض أم كل الطيوب والمكرمات .

، الفضاءات عشقهم المتوارث ، هم الناس

“وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن ”

#سبتمبر مجيد

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل صادمة ...الكشف عن خفايا اعتراف مدين علي عبد الله صالح بقتل والده في قرية الجحشي بسنحان

جهينة يمن | 628 قراءة 

الكشف عن اين كان طارق صالح قبيل مقتل الرئيس صالح في صنعاء

كريتر سكاي | 576 قراءة 

الداعري: هل قتل عفاش وهو هارب أومنسحب تكتيكيا من منزله المحاصر بالثنية؟

مراقبون برس | 429 قراءة 

مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟

جهينة يمن | 397 قراءة 

تنبيه هام: تفاصيل مثيرة للقلق بشأن البطاقة الشخصية الإلكترونية الجديدة بعدن

المرصد برس | 355 قراءة 

خالد الرويشان يؤكد هذا الامر بشان مقتل الرئيس صالح

جهينة يمن | 316 قراءة 

وفاة شاب على يد ”راقي شرعي” خلال جلسة طرد جن في اليمن"شاهد فيديو صادم"

جهينة يمن | 307 قراءة 

إعلان واحد قلب الموازين: كيف تغيّر مسار الريال اليمني في اليمن ؟

نيوز لاين | 281 قراءة 

البنك المركزي اليمني بعدن ينجح في تأمين تمويل دولي لتطوير نظام المدفوعات ويستعد لإطلاقه أغسطس المقبل

صحيفة ١٧ يوليو | 258 قراءة 

تحسن جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن اليوم الأحد

يني يمن | 251 قراءة