في خطوة غير مسبوقة، أعلن الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عن التزام الدولة بدعم القطاع الصحي... ولكن هذا الدعم قد لا يصل إلا بعد تحرير الأطباء المحتجزين في معتقلات المليشيات الإرهابية!
جاء ذلك في كلمته اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، خلال افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الأول لأمراض القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى، الذي نظمه مركز القلب والأوعية الدموية وزراعة الكلى بالشراكة مع جامعة تعز.
حضر المؤتمر أكثر من ألف وخمسمائة مشارك محلي وأجنبي، مما يجعلنا نتساءل: هل كان الجميع هناك للاستماع إلى الوعود أم لمجرد الاستمتاع بمشاهدة "الحوار الوطني" عن بعد؟
العليمي أشار بفخر إلى زيارته الأخيرة لمحافظة تعز، وأعرب عن أمله بأن يكون هذا المؤتمر هو "بداية التشخيص للاعتلال" الذي يعاني منه البلد. ومن هنا بدأت الأسئلة تتدفق: هل يمكن أن تكون الخطوة الأولى للعلاج هي تحرير الأطباء المحتجزين أم ربما بدء جلسات "العلاج النفسي" لأولئك الذين يعيشون في خوف دائم؟
كما أبدى العليمي تفاؤله بأن المؤتمر سيكون استهلالاً فريداً لشهر الثورة اليمنية، مشيراً إلى أن "أفضل زائر لليمنيين في هذا الشهر هو الطبيب". ربما يمكن اعتبار هذا تصريحاً واقعياً، خاصة عندما يكون "الطبيب" هو الوحيد الذي يمكنه إنقاذ حياة الملايين، ولكن يبدو أن هذه الحقيقة غابت عن المليشيات المسلحة التي تحاول إرجاعنا إلى العصور الغابرة.
في النهاية، أعرب العليمي عن شكره لجميع المنظمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي. ربما يكون هذا الشكر في محله، ولكن يبقى السؤال: هل يكفي الشكر لتعويض النقص في الأدوية والخدمات الصحية في ظل الحرب المستمرة؟
ونحن ننتظر بفارغ الصبر لنرى ما إذا كان هذا المؤتمر سيكون بالفعل "نقطة التحول" التي طالما انتظرها القطاع الصحي اليمني، أم أنه سيكون مجرد اجتماع آخر مليء بالوعود البراقة والآمال الزائفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news