لماذا يعيش أبناء تهامة في الخيام بينما يتربع الغرباء في المدن السكنية؟

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 143 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لماذا يعيش أبناء تهامة في الخيام بينما يتربع الغرباء في المدن السكنية؟

في تهامة حيث تحفر الشمس أثرها في جباه الرجال الذين لا يلينون، يجد أهلها أنفسهم اليوم في مواجهة حقيقة مُرة.

يتكدس أبناء الأرض في خيام مهترئة، يعانون من قسوة الظروف على أرضهم التي دافعوا عنها بدمائهم، نجد من كانوا يوماً ما جزءاً من الانقلاب على الدولة، يتمتعون بامتيازات المدن السكنية المحصنة. لكن هنا يبرز سؤال جوهري: لماذا تهامة؟ لماذا اختيرت هذه الأرض تحديداً لتكون موطناً لهؤلاء الغرباء؟

لماذا لم يتوجهوا إلى مأرب أو صرواح، الأقرب إلى صنعاء، حيث كانت المقاومة والصمود وحيث تصنع القرارات من قبل أبناء الأرض أنفسهم؟ هل كان طارق صالح والزيود معه سيجدون نفس الترحيب هناك كما وجدوه في تهامة؟ أم أنهم كانوا يعلمون أن تلك المناطق لن تقبل بوجودهم إلا بشروط صارمة؟

هذا التناقض الصارخ يثير الغضب والشعور بالظلم. لماذا يُفرض على تهامة قيادة من خارجها، بينما تتخذ المناطق الأخرى قراراتها بنفسها؟ لماذا تهامة بالذات هي التي يُفرض عليها تحمّل عبء وجود قوى لا تنتمي إليها؟ هل لأنهم رأوا في أهلها تسامحاً يمكن استغلاله، أو ربما اعتقدوا أن التهاميين سيكونون أقل مقاومة للسيطرة الخارجية؟

ألم يكن الأجدر أن يكون طارق ورفاقه في مناطق مثل صرواح أو نهم، الأقرب إلى صنعاء، ليكونوا هناك في الخطوط الأمامية حقاً، بدلاً من الاستقرار في الساحل التهامي الذي يبدو أنه أُختير لأنهم يظنونه ساحة سهلة للهيمنة؟ ولماذا لم يتحركوا من هناك ليحرروا صنعاء بدلاً من التمركز في تهامة وكأنهم أصحاب الأرض؟

هذه التساؤلات لا يجب أن تمر مرور الكرام. على أبناء تهامة ويجب أن يتساءلوا: لماذا نحن؟ لماذا تُترك مناطقنا لمصير يقرره من لا ينتمون إليها؟ ولماذا يُفرض علينا تحمّل نتائج سياسات لم نكن طرفاً فيها؟ لقد استُغل أهل تهامة بما فيه الكفاية، وآن الأوان لوضع حد لهذا الاستغلال المستمر.

تهامة، تلك الأرض التي لطالما كانت رمزاً للصمود والكرامة، تستحق أن تُدار من أبنائها، الذين يعرفونها ويقدرونها أكثر من أي غريب. لا يمكن أن يُترك أبناء تهامة يعيشون في خيام بينما ينعم غيرهم بالرفاهية في مدن سكنية على أرض ليست لهم. ولماذا يجب أن نتحمل نحن وحدنا هذا العبء، بينما لا يجرؤ هؤلاء على فرض وجودهم في مناطق أخرى أكثر حساسية؟

وعلى أبناء تهامة أن ينهضوا ويطالبوا بحقوقهم. لماذا يبقى الساحل التهامي تحت قيادة من لا ينتمي إليه؟ لماذا لا يكون لأبناء تهامة الكلمة الأولى والأخيرة في إدارة شؤونهم؟ فاستمرار هذا الوضع يعني أن التهاميين سيظلون يُستغلون، بينما يحقق الآخرون مكاسبهم على حسابهم.

فالوقت قد حان لتصحيح هذا الوضع المختل. ويجب أن تعود تهامة لأهلها، ويجب أن يكون لهم الدور القيادي في حماية أرضهم واتخاذ القرارات التي تخصهم. ولا يمكن أن يستمر هؤلاء الغرباء في استغلال أرض تهامة، بينما يُترك أهلها يعانون في الخيام. هذا الظلم لن يُقبل بعد الآن، وعلى الجميع أن يدرك أن تهامة لا تقبل إلا بأبنائها .

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول مؤسسة حكومية في عدن تعلن الحياد وترفض الانضمام للانتقالي

بوابتي | 1045 قراءة 

تطورات مثيرة.. طارق يتحالف مع ‘‘الزبيدي’’ ويوجه دعوة للمسؤولين.. وتوقف اجتماعات مجلس القيادة وتحرك غربي عاجل

المشهد اليمني | 902 قراءة 

قرارات رئاسية مرتقبة تشمل تغييرات واسعة في الحكومة بدعم سعودي لتعزيز الاستقرار شرق البلاد

نيوز لاين | 786 قراءة 

التحالف يستدعي قيادات عسكرية يمنية بارزة لإعادة هيكلة مرتقبة في خارطة النفوذ

موقع الجنوب اليمني | 775 قراءة 

البنك المركزي يؤكد حياده واستقلاليته ويحذر من المساس بالنظام المصرفي ويقر موازنته للعام المالي 2026

حشد نت | 635 قراءة 

تحركات عسكرية مفاجئة للانتقالي الجنوبي تربك المشهد الأمني في حضرموت

نيوز لاين | 547 قراءة 

قيادة التحالف تستدعي العميد البوحر وقيادات عسكرية أخرى

العاصفة نيوز | 428 قراءة 

بريطانيا تعلن موقفها من وحدة اليمن 

بوابتي | 422 قراءة 

هل أوقفت السعودية تأشيرات العمرة عن اليمنيين؟؟ وما سبب رفض بعضها؟؟ إليك الحقيقة الكاملة

المشهد اليمني | 400 قراءة 

عيدروس الزبيدي يتلقى صفعة أمريكية مدوية.. قناة العربية تفتح الملف.. ماذا حدث وراء الكواليس؟

المشهد اليمني | 353 قراءة