جيش الجنوب وتعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية وتأمين الملاحة الدولية
ظل الجنوب بموقعه وجيشه لاعباً محورياً في تدعيم عناصر الاستقرار الإقليمي وفي حماية وتأمين الملاحة والتجارة الدولية حتى في أوج اشتداد الصراع والتنافس الدولي على مصادر الطاقة والممرات والمضائق التجارية، حيث كانت الممرات التجارية في المياه الإقليمية والدولية في بحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية للدولة، ولم تشهد أي حادثة قرصنة طيلة وجود جيش الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" ولهذا السبب وغيره كان الجنوب ومازال هدفاً للتظيمات الإرهابية التي وظفتها القوى اليمنية كوسيلة غزو واحتلال.
كانت البحرية الجنوبية جزءاً من التفوق العسكري لجيش الجنوب وذات فاعلية تتجاوز فاعلية وقدرات وإمكانيات كثير من الدول المشاطئة، وتبرز هذه القوة وعوامل تفوقها وقدراتها في تأمين الملاحة البحرية على طور المسار البحري الممتد من بحر العرب إلى خليج عدن وباب المندب وصولاً إلى البحر الأحمر من خلال تشكيلاتها والتدريب والتسليح والتزام الدولة بالإسهام الفاعل في حماية أمن واستقرار المنطقة وتعزيز الأمن والسلام الدوليين وتأمين شرايين الملاحة البحرية وإمدادات الاقتصاد العالمي في منطقة تشكل جزء من الموقع الجيوبولوتيكي للجنوب تربط بين الشرق والغرب وبيان القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا .
تكونت تشكيلات البحرية الجنوبية " ج ي د ش " من سبعة ألوية نظامية احترافية قوية كما ونوعا في أداء مهامها وهي على النحو التالي :
- اللواء الأول بحرية
- اللواء الرابع بحرية
- اللواء السادس صواريخ بحرية
- لواء إنزال بحري
- لواء بحري احتياط القيادة العليا
- لواء بحري مراقبة واتصال
بدأت الحرب الإرهابية على الجنوب منذُ اللحظة الأولى التي أعلن فيها زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي ومؤسسه أسامة بن لادن وتنظيمه الأول جماعة الإخوان ، الانسحاب من أفغانستان والانتقال إلى اليمن للجهاد ضد الجنوب وشعبه وعقب اجتياح الجنوب واحتلاله في صيف 1994 م علمت قوى الاحتلال اليمني على تفكيك وتدمير وتسريح جيش الجنوب ونهب مقدراته وكذا مكاثرة تصدير الإرهاب إلى الجنوب وتجذيره وتنمية قدراته وتوطين عناصره على الأرض وتمكينها عسكريا وأمنيا ، وهو ما وسع من مخاطره ومهدداته ليشمل المنطقة الشائكة بالمصالح الدولية ، وأمن الملاحة البحرية وإمدادات التجارة العالمية .
في عام 1992م ظهرت أول صادرات الإرهاب الإخواني إلى الجنوب وتحت راية ما سمي بتنظيم الجهاد الإسلامي، وهو التنظيم الإرهابي الذي استهدف قوات من المارينز الأمريكية بفندق في العاصمة عدن ، ثم ظهر فيما بعد ما عرف جيش عدن أبيَن الإسلامي ، كل هذه التنظيمات الإرهابية إضافة إلى قرابة 50 ألف من الأفغان العرب الذين جرى نقلهم من أفغانستان إلى اليمن للجهاد ضد الجنوب ، كان هدفهم الأول إزاحة جيش الجنوب " جمهورية اليمن الديمقراطية" الاقتراب من بنك الأهداف الدولية أو ما تسميه التنظيمات الارهابية "بالغرب الكافر " في الخط الملاحي الدولي الذي يشرف عليه الجنوب من باب المندب غربا إلى سقطرى والمهرة شرقا ، وبعد احتلال الجنوب مباشرة أصبح أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن هدفا للإرهاب ومختلف الجرائم المنظمة منها القرصنة .
في عام 2000م استهدفت المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في ميناء عدن بهجوم إرهابي انتحاري، أسفر عن مقتل 17 جندي أمريكي ، ووجهت الإدارة الأمريكية إصبع الاتهام إلى الزعيم الروحي لجماعة الإخوان عبدالمجيد الزنداني وطالبت السلطات اليمنية بتسليمه وفي عام 2002 استهدفت ناقلة النفط الفرنسية لينبورغ ، بعملية إرهابية أثناء استعدادها للرسو في ميناء المكلا و أسفر الهجوم عن مقتل بحار بلغاري، وقد تبنى تنظيم القاعدة الهجوم الذي أحدث فجوة في الناقلة التي تبلغ حمولتها نحو نصف مليون طن.
ثم تصاعدت جرائم القرصنة التي استهدفت السفن المدنية الدولية المارة في الممر الملاحي الرابط بين البحر العبي وباب المندب والبحر الأحمر.. وحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية يوم 3 مايو/أيار 2013.
بلغت عدد السفن المختطفة من قبل القراصنة في عام 2009 46 سفينة ، و47 عام 2010، وانخفضت إلى 25 في 2011، أما 2012 فقد شهد 75 عملية قرصنة فاشلة في الساحل الصومالي وخليج عدن، بينما بلغت جملة الهجمات الناجحة والفاشلة عام 2011 وحده 237 عملية
* قرصنة وإرهاب الحوثي
المليشيات الحوثية الإرهابية ومنذ نوفمبر 2023 تواصل شن عمليات إرهاب وقرصنة مستهدفة أمن الملاحة البحري في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ووصلت عملياتها الإرهابية التي تستهدف السفن التجارية أكثر من 80 عملية ، تسببت هذه الهجمات الإرهابية في رفع تكاليف التأمين على السفن ودفع بعض الشركات إلى تغيير مساراتها لتجنب المرور عبر ذات الممر الملاحي وكان المتضرر الأول أبناء شعبنا وأصبح محاصرا من إمدادات الغذاء والدواء كما هو حال أبناء شعبنا في فلسطين الذي يدعي الحوثي كذبا نصرتهم .
خلاصة القول ، إن عودة جيش الجنوب ممثلا بالقوات المسلحة الجنوبية المعاصرة وبقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تمثل فرصة وضمانة أكيدة لعودة الأمن واستقرار المنطقة والملاحة والتجارية الدولية ، وهي كفيلة وقادرة وملتزمة بلعلب الدور الذي أداه جيش الجنوب السابق.. كما أكد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في أكثر من مناسبة في استعداد وجاهزية قواتنا لتكون شريكا ضمن أي تحالف دولي لحماية وتأمين خطوط الملاحة الدولية شريطة تعزيز قدراتها .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news