‎الفضلي : عزفت الإمارات بنغمات الانفصال بالجنوب ففصلت العقول عن الأجساد وسلبت العقول والبلاد

     
هنا عدن             عدد المشاهدات : 180 مشاهده       تفاصيل الخبر
‎الفضلي : عزفت الإمارات بنغمات الانفصال بالجنوب ففصلت العقول عن الأجساد وسلبت العقول والبلاد

‎الفضلي : عزفت الإمارات بنغمات الانفصال بالجنوب ففصلت العقول عن الأجساد وسلبت العقول والبلاد

قال الكاتب الجنوبي البارز الدكتور جلال الفضلي في مقال له بعنوان (داء الاستحمارية في اليمن) أن دولة الإمارات في جنوب اليمن عزفت بنغمات الانفصال، ففصلت العقول عن الأجساد، وسلبت العقول والبلاد. وأضاف الفضلي "رفعت الأعلام على مدرعاتها، وملأت السجون بطلاسم الارهاب، وصاح القوم وجدنا من سيحقق لنا الانفصال، ويثبت لنا الأمن، وصرنا كالحمار الذي وضع له صاحبه جزرة أمام رأسه ليسرع به، فما استفاد الحمار إلا التعب والهلاك، وفقد الرفقة، والجماعة، وعدن خير شاهد. وتعيد صحيفة الوطن العدنية نشر المقال والذي جاء فيه ما يلي : داء الاستحمارية في اليمن العقل نعمة كرم الله بها بني آدم، فبه يعرفون ربهم، وبه يعلمون، ويخططون. ولولاه بعد الله سبحانه لصارت البشرية بهيمية، لا تفكر إلا في شهواتها، وتجري خلف عاطفتها. ولما كان العقل عائقا وسدا منيعا من تحقيق بغية ذوي الأطماع والخطط الإبليسية، ورأوا أن الاستعمار في هذا الزمن مستحيل، وأن النفوس لن ترضى بتسليم أرضها ولا عرضها، ولا خيرها، ولو حل بها، ما حل؛ سارعوا للاستحمارية، وتغييب العقول العبقرية، فخاطبوها بلغة الشهوة، والعزف بالنغمة التي تخدرها وتطربها وتسكرها، ليحققوا ما يتمنونه ويسعون له. الاستحمارية وما أدراك ما الاستحمارية: السين والتاء تدل على الطلب أو التصيير، فيطلبون منك أن تكون حمارا، أو يصيرونك حمارا، غادر العين من كلمة الاستعمار، واستبدل بحاء الاستحمار، ليكون الغزو على العقل لا الأرض، وهذه مشكلة خطيرة، إذ سلب العقل هو سلب الأرض وتوابعها، بل ربما صرنا نتكلم بلغة المستعمر، وندافع عنه، فالعقل الذي يردعنا ويصدنا ويغوص بنظره الثاقب في الحال والمآل قد غيب، وصرنا حميرا تعشق الشهوة، ولا تفهم إلا لغتها، تخدم من يدفع لها، ويمنيها بما ترغب، لا تبالي بكد وتعب، وخطر وضرر، ومآل وحال، تتحمل كل ضرب وهوان، وذل وطغيان، المهم أن تبقى النغمة التي تحب سماعها ووعدت بتحقيقها واستحمرت بها تُعزف وتسمع، فلا خطب قس بن سعادة تقنعها وتردها إلى صوابها، ولو وعظت ألف موعظة، ولا خطر ولا ضرر يفجعها ويرهبها، فالاستحمارية سكر شربته، فلن تتنازل عن ذلك ولو لقيت حتف أنفها. والأطم من ذلك أن يرضى الإنسان بالاستحمارية لأجل شهوة مال أخذت عقله وسلبته، فيتعلق بسيد المال -غاصب بلده- كتعلق الحرباء بالعود، ويصير أتبع من ظله، وأطوع من نعله، ويحني له ظهره، فيركب عليه كل ضرر وبلاء له ولوطنه، ولايهمه كل ذلك فالعلف الأخضر ينتظره ولو حصل معه الضرب بالعصى، والتعب والظمأ، فمتى كان الحمار يحمل حقدا وغضبا، فهو مستعد لعمل أي مهمة ترضي سيده، بل يخرب كل ما لا يعجب سيده ومولاه، طاعة وكرامة، ويسعى لإرضائه بكل وسيلة وطريقة، وينهق في القوم أن هلموا إلى الخير والعطاء، وبيعوا أرضكم، واستحمروا أنفسكم، تجدوا ما يسركم، فالعلف الأخضر هنا، ولم النفور منا؟ هل ستنفعكم الآدمية التي تتسمكون بها؟ والعقل الذي ضيع رزقكم؟ ( وإذا قيل لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون). للأعداء ألف حيلة، ووسيلة، فقلبك يكرههم ولسانك يلعنهم لكنك تصفق لهم وتسير في ركبهم بدون شعور، وترى ما أنت فيه هو عين الصواب، فتتصرف كتصرف المسحور، ليس طلاسم هاروت وماروت من أثر فيك، ولكن استحمرت فكنت العبد المطيع. يزمرون على آذاننا بنغمات الشهوة التي تعجبنا ونرقص لها بطرب وسرور متناسين شخصيتنا ومكانتنا وقوتنا وتاريخنا بل وخيرات بلادنا، ونعيش في جو الوهم والمرح، ويظل صاحب المزمار بأنغامه محققا ما رسمه، وجانيا ثمرة ما بذره، وتبقى تلك الأجساد كالأفعى الضخمة المخيفة والمرعبة ترقص أمام المزمر الذي لا يطمع من كل هذا إلا في النقود والتسلي، وبعد الرقصة الطويلة وجمع الأموال ترد تلك الأفعى إلى صندوقها الصغير أسيرة مكسورة، بعد ما كانت قوية مهابة متحررة يهابها العظماء والشجعان، ويتوقى الحذر منها كل إنس و حيوان. استحمرت الحوثة! فضرب المزمّر على آذانهم نغمة الملك والتمكين، ليحققوا له خططا مرسومة، ومدروسة. واستحمرت الساسة والقيادة اليمنية بصنعاء فعزف العازف وتر التخدير بمقام "هدف الحوثة هم الإخوان المسلمون لا غير"، فما استفاق القوم من غفلتهم إلا واليمن تحترق، وانقلبت الخضراء غبراء، وصار الهواء دخان المدافع والصواريخ، وشردت الأسر، وسفكت الدماء، فلبس الساسة حداد الندم، وتعثرت القدم، ورأوا أن الخرق قد اتسع، فصاروا يسعون للحلول الضعيفة، والتمسك بخيوط العنكبوت، وعلموا أنهم حيل بينهم وبين مايشتهون، فتسابقوا على الهروب، ونعقت الغربان البشرية بأصواتها المرتفعة -بعد أن رأت أن خطتها في سيرها المحكم- قائلة: ومن جعل الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب . وفي جنوب اليمن عزفت الإمارات بنغمات الانفصال، ففصلت العقول عن الأجساد، وسلبت العقول والبلاد، ورفعت الأعلام على مدرعاتها، وملأت السجون بطلاسم الارهاب، وصاح القوم وجدنا من سيحقق لنا الانفصال، ويثبت لنا الأمن، وصرنا كالحمار الذي وضع له صاحبه جزرة أمام رأسه ليسرع به، فما استفاد الحمار إلا التعب والهلاك، وفقد الرفقة، والجماعة، وعدن خير شاهد. الغفلات والسقطات لا يخلو منها العقلاء، ولكل جواد كبوة، بل كبوات، والاستحمارية سواء شربنا من سكرها قليلا أو كثيرا، ليس عيبا، فكل بني آدم خطاء، والرجوع للحق فضيلة، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، لكن المصيبة البقاء على الاستحمارية، واللهث خلف أربابها، وجعل العقل وترا يضرب به العوّاد بما يسليها ويرغبها. ليتفقد كل عقله، ولينظر كل إلى كل حرف وكلمة وعمل وفكرة، هل كانت لمرضاة رب الأرض والسماء؟ وهل يعود نفعها على الوطن؟ أم هي وبال وخزي وعار وندم وشنار؟ هل المصلحة هي من دفعتك لذاك؟ أم الشهوة الخفية أو الظاهرة كانت هي المسير والمتحكم بزمام أمرك؟ أيها السادة: بلادكم هي التي تدمر، وشعبكم هو الذي يموت ويشرد، وخير بلادكم ملئت به كروش المفسدين من الخارج والداخل، فاستفيقوا من سكركم، وعودوا لرشدكم، واستحضروا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( والحكمة يمانية) وطاولة الحوار هي مسرح العقل، ولن تعدم الحكمة اليمانية حلا إذا فكرت بعقلها لا بعقل غيرها، فحلوا قضيتكم بأنفسكم، وأوقفوا نزيف الدم، وارحموا أنفسكم وأهليكم.

Loading...

جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رغم تدخل الرياض وأبوظبي.. موقف صارم لمحافظ البنك المركزي في عدن

المشهد اليمني | 3357 قراءة 

قصف ميناء الحديدة و الصليف وفي قلب صنعاء.. مسؤول سابق يكشف عن رد الشرعية على تهديدات الحوثيين باستهداف منشآت النفط

المشهد اليمني | 3085 قراءة 

الحوثيون يطوقون أحد المركز الصيفية في صنعاء بعناصرهم وسط تعالي صراح وبكاء الطلاب

المشهد اليمني | 2550 قراءة 

شاهد بالصور مالذي ظهر بشوارع صنعاء واثار قلق ومخاوف واسعة !

المشهد اليمني | 2010 قراءة 

سلمان: سنعيد هذا الأمر إلى مشارف صنعاء والحديدة

كريتر سكاي | 1973 قراءة 

تفاصيل اغتيال رجل دين سلفي

العين الثالثة | 1805 قراءة 

مقتل أول شاب يمني قاتل في صفوف القوات الروسية ضد القوات الأوكرانية" شاهد الصور"

بوابتي | 1673 قراءة 

هجوم حوثي مباغت على جبهة حساسة جنوبي اليمن وسقوط قتلى وجرحى

المشهد اليمني | 1563 قراءة 

فلكي يمني يكشف عن توسع تدريجي لهطول الأمطار في هذه المناطق

كريتر سكاي | 1400 قراءة 

قتل زوجته ففضحه "جوجل"

العاصفة نيوز | 1215 قراءة