أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” – علي العقبي:
يوم الخميس 29 أغسطس/آب اجتاحت صورة مؤثرة منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار لامرأة يمنية تحتضن طفلة صغيرة في ريف مديرية ملحان المنكوبة بسبب تداعيات الأمطار الغزيرة.
طوال أسبوعين ظلت الأمطار تزاور مديرية ملحان بمحافظة المحويت، لكنها تضاعفت عشية الثلاثاء 27 أغسطس وأدت لانهيارات وانزلاقات أرضية وصخرية خاصة في قرى عزلة القبلة: “الشرفي وهمدان والقرانة والمداور والبراعية”.
مأساة لم تكتمل تفاصيلها بعد نتيجة استمرار البحث عن مفقودين، لكن صورة المرأة المحتضنة طفلا تحت أنقاض منزلهما اختزت المشهد الإنساني المأساوي في ملحان جراء “الكارثة” التي زاد من قساوتها انقطاع الطرقات كليا عنهم حتى اللحظة.
“يمن ديلي نيوز” تابع قصة الصورة عبر مصدرين محليين هما: “حميد القرانة” جار الأسرة، و “إبراهيم أحمد المداور” عاقل المنطقة، ليكتشف تفاصيل أخرى تعيش خلف هذا المشهد الذي أحزن اليمنيين.. تفاصيل أظهرت مدى الإنسانية التي كانت تكتنف ضلوع تلك المرأة باحتضانها طفلة ليست ابنتها.
“سمر عبده محمد عبيد” 27 عامًا، أبت إلا أن تفارق الحياة وهي تحتضن الطفلة “بيان إبراهيم عبيد” إبنة أخ زوجها “محمد إبراهيم عبيد”، كانت تسكن في قرية المحمية بعزلة القبلة بمديرية ملحان غربي المحويت.
في التفاصيل: انتقلت الأسرة، المكونة من سبعة أفراد، إلى منزل جديد يمتلكه زوجها “محمد إبراهم” في قرية المحمية التي تبعد حوالي كيلو متر، هربًا من منزلهم المتهالك تحت الجبل، لكن الأقدار لم تمهلهم طويلاً.
الجبل الذي فروا منه لحقهم إلى المنزل الجديد بينما بقيت الأسرة الأخرى التي كانت إلى جانبهم في ذات المنزل المتهالك على قيد الحياة.
أما الطفلة “بيان” فانتقلت مع الأسرة المنكوبة إلى المنزل الجديد، لأن والدها غائب منذ عامين بسبب إصابته بشرود ذهني، وأمها انفصلت عن والدها، وتزوجت إلى قرية أخرى، وانتقلت الطفلة “بيان” مع والدتها الجديدة التي اختارها الله لها بدلا عن والدتها ووالدها.
والدتها الجديدة التي ليست أمها “سمر عبيد” كانت تعتقد أنها باحتضان الطفلة “بيان” ستدفع عنها الموت تحت الأنقاض، لكنها لم تكن تعلم أنها بموقفها الأخير قبل الرحيل ستخلد رحلة إحسانها بهذا الموقف الذي هز الشارع اليمني وأحزنه.
وكانت الصورة التي تداولها اليمنيون أمس الخميس على نطاق واسع قد أثارت حزنا واسعا، وكان الاعتقاد أنها أم تحتضن إبنها، لكن التفاصيل التي بحث عنها “يمن ديلي نيوز” أظهرت جانبا من الأمومة التي كانت تختلج صدر تلك المرأة “سمر عبيد”.
يذكر أن مديرية ملحان في محافظة المحويث (غرب اليمن) شهدت خلال الأيام الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى انفجار حواجز مائية وانزلاقات أرضية تسببت في وفاة مالايقل عن 40 شخصا وتدمير وتضرر مايزيد عن 200 منزل.
وجلبت السيول على السكان كارثة إنسانية مؤلمة، لم تكتمل تفاصيلها بعد، في ظل غياب أعمال الاغاثة الانسانية من قبل السلطات المحلية لإغاثة المواطنين وانتشال الضحايا المطمورين في السيول وتحت الأنقاض.
مرتبط
الوسوم
كوارث السيول
كارثة السيول في ملحان بالمحويت
اليمن
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news