مسجد القرشي بتعز وتحديات الكبار.. بقلم /عبدالسلام فارع

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 146 مشاهده       تفاصيل الخبر
مسجد القرشي بتعز وتحديات الكبار.. بقلم /عبدالسلام فارع

عدن توداي

عبد السلام فارع…

مسجد القرشي بتعز هو واحد من أعرق مساجد المدينة وقد تناوب على الأمامة والخطابة فيه كوكبة من أبرز العلماء والخطباء ابرزهم أمام وخطيب المسجد الاستاذ أحمد عبد الرب الصلوي….

وخليفته الاستاذ عبد الستار الشميري وأخيرا حظي مسجد القرشي بأحد الأعلام البارزين والمتميزين انه الخطيب الرائع والمتمكن الصبري الجميل الاستاذ جميل يحى بن يحى والذي أثرى خطبتي الجمعة عن التحديات الداخلية والخارجية….

على النحو الآتي…..

هناك تحديات وعقبات تقف أمام الأفراد والاسر والامم وفي الغالب اننا نواجه نوعين من التحديات

تحديات داخليه وتحديات خارجيه

وقد مضت سنة الله تعالى بأن تكون التحديات الداخلية الأشد تأثيرا والأصعب مواجهة.

المعارك الأساسية للأفراد والأسر والأمم العظيمة ليست مع الخصوم والمنافسين

والظروف الخارجية

المعارك الأساسية مع النفوس والأهواء والرغبات

المسلمون انتصروا على العدو في أحد وتبدل النصر هزيمة عندما انهزم بضعة منهم داخليا في نفوسهم لذلك ترى دهشتهم في قولهم

(أنى هذا…)

كيف وقعت الهزيمة وهم المسلمون …

لكن سنن الله لا تحابي احدا فكان رد الله تعالى:

(قل هو من عند أنفسكم..)

وقعت الهزيمة وانقلبت موازين المعركة لما انهزم المرابطون الرماة أمام رغبات النفوس بالحصول على الغنائم رغم ااومر رسول الله الصارمة

– الكبير يبقى كبيرا إذا انتصر على نفسه وأهوائه وهذه هي تحديات الكبار

– من أجل ذلك كان محور رسالات الآنبياء عليهم الصلاة والسلام تزكية النفوس واصلاحها .

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)الجمعه٢

فجعل تزكية النفوس مهمة الرسول الكريم.. (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)

– القرآن يعلمنا أن زوال النعم وتبدل الأحوال إلى الأسوء لا ينشأ اساسا من تدهور البيئة وخراب العمران ولا تآمر الأعداء انما من تغير النفوس وخرابها وانحطاطها

– اشار إلى ذلك سبحانه بقوله (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ۝ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ) [الأنفال:53-54

– من أجل ذلك اذا أراد الناس استعادة ما فقدوه واصلاح ما افسدوه فالخطوة الأولى نفسية داخليه ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

– الانتصار في معركة النفس من اكبر التحديات التي تواجه الفرد والى هذا اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حذَيْفَةُ قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ)

– والناس مع هذا التحدي صنفين صنف انتصرت عليهم أهوائهم نسوا الله فنسيهم (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (23)الجاثية

– وصنف وهم الكبار وقفوا أمام هذا التحدي النفسي الداخلي يصارعون الهوى والنفس الامارة فاذا وقعوا نهضوا وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾

[ آل عمران: 135]

– وحتى نكسب التحدي وننتصر في هذه المعركة النفسية علينا بتقوية أسلحة الداخل النفسي : القلب والعقل

– فالقلب ما كان حياً رقيقا صافيا صلبا لا تضره فتنه وأحب القلوب إلى الله اصلبها واصفاها وارقها … وعليها محط نظر الله ولنحذر انطفاء الداخل فإنه يبدأ من القلب (إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

– والعقل ما كان مميزا مدركا بصيرا استطاع صاحبه أن يتميز بإنسانيته وهذا ما يميز الإنسان عن الحيوان فلا يكون عبدا لشهواته وغرائزه واستضاء طريقه بهذا الجهاز النقدي الداخلي واستطاع ان يميز بين الأشياء الحسنة والأشياء القبيحة روى الترمذي ( ما خلق الله خلقا اكرم عليه من العقل ) وقال على رضي الله عنه: ما أكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى) وعقل المؤمن عقل واع يميز بين الخير والشر

والحلال والحرام والمعروف والمنكر لأنه ينظر بنور الله( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)

– ونور العقل لا يطفئه إلا المعاصي والدوام عليها والمجاهرة بها وعدم التوية منها روى احمد ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والارض )

– والانسان حين تتحطم المقاومة والمناعة الداخلية لديه يصبح الشيطان قرينه ( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله)

– واستحواذ الشيطان ووسوسته ينهزم أمامها اناس وينتصر أصحاب التحصينات الداخلية القوية( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)

اخرج النسائي ( إن الشيطان قعد لابن آدم بطرق فقعد له بطريق الاسلام فقال: أتسلم وتترك دينك ودين ابائك

فعصاه وأسلم ثم قعد له بطريق للهجرة فقال : أتهاجر اتدع أرضك وسماءك فعصاه وهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال أتجاهد وهو تلف النفس والمال فتقاتل فتقل فتنكح نساؤك ويقسم مالك فعصاه وجاهدثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة)

تحديات الكبار مع

النفس والأهواء فكيف نحصن الداخل النفسي حتى تستمر سلامة البناء الداخلي ونظل نقاوم ونجاهد حتى نلقى الله ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

ومما يساعد على تحصين الداخل النفسي

– تخليص النفس من أدرانها

– إرادة صلبة كيف نقوي الإرادة ١- تتجلى قوة الارادة في طول النفس على المتابعة نتدرب على قراءة جزء من القراءن دون التفات أو انقطاع ٢- نمنع النفس ونحرمها من شيء اعتادته وليس بالضروري ٣- نقرأ في سيرة أقوياء الإرادات

– حسم أي صراع داخلي

– السيطرة على الانفعالات

إن معركتنا الأساسية لم تكن ولن تكون مع قوى الاستكبار العالمي شرقا وغربا إن معركتنا الأساسية داخلية مع اهوائنا وفرقتنا مع البغي والظلم الداخلي الذي نمارسه فيما بيننا وحين ننتصر في هذه المعركة ونعتصم بحبل الله ويشع في نفوسنا نور التوحيد وفي حياتنا توحيد الكلمة

سننتصر في كل الميادين

التحديات التي تواجه الأفراد هي غالباً داخلية والافراد العظماء والامم العظيمة حين يشتد عليهم الهجوم من الخارج يرتدون إلى الداخل أولا تنمية وتحصينا وتنظيما وتطهيرا القرآن يقرر هذه الحقيقة بأبسط أسلوب إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)عمران

______________

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انتبهوا !! ..هذه العلامات تنبه بوجود ثعبان في المنزل وعليك البحث في هذه الأماكن !

وطن الغد | 1137 قراءة 

الجزيرة تعلن عن تفاصيل “تفخيخ” أجهزة البيجر في لبنان

هنا عدن | 1043 قراءة 

توجيه عاجل بمنح الجنسية السعودية لجميع الأجانب الذين دخلوا المملكة قبل هذا التاريخ

وطن الغد | 882 قراءة 

وزير سابق يدق ناقوس الخطر ويكشف عن تصعيد كارثي قادم في اليمن

وطن الغد | 840 قراءة 

مجزرة البيجر.. تعرف على مصير عناصر الحوثي بعد الإعلان عن حالة نصر الله والسفير الإيراني

يني يمن | 710 قراءة 

إيلون ماسك يبشر اليمنيين بوصول ستارلينك

مندب برس | 640 قراءة 

أسعار الاشتراكات الشهرية في خدمة ستارك لينك في اليمن وسعر الجهاز

مندب برس | 593 قراءة 

الحوثيون يعلنون رسميًا عن قبر نبي جديد في صنعاء (صورة)

وطن الغد | 520 قراءة 

مصادر مقربة من سحر الخولاني تكشف سبب اعتقال الحوثي لها في صنعاء

نيوز لاين | 472 قراءة 

تدشين خدمة الانترنت "ستارلينك" رسمياً في اليمن..تعرف على سعره وأسعار الباقات

العين الثالثة | 430 قراءة