بروح رياضية.. انتهت المبارة النهائية بفوز شبه مستحق لهلال لصبور على غريمه فريق القزعة، غير أن الفوز الحقيقي استحقته بكل جدارة اللجنة التنظيمية والجهة الداعمة لهذا الدوري ممثلة بصحيفة صوت العاصمة.
وبعيدًا عن الأجواء الحماسية والروح الرياضية التي تسكن كل قرية وكل بيت في الشعيب، وهو الأمر الذي يجب علينا التوقف أمامه قليلاً، بغية مناقشة أمرين مهمين:
أولاً: الروح الرياضية التي تتمتع بها الشعيب ليست وليدة اليوم، إنما هي امتداد لعشرات السنوات من العشق الكروي الذي كان يُمارَس بشكل دوري، على الرغم من الصعوبات الكبيرة وقتها، غير أن تلك الصعوبات ذُللت بفضل رجال الخير والشخصيات الاجتماعية، وخلال الفترات السابقة وبذات الجهود، أُنشئت العديد من الملاعب وفي أكثر من قرية، بعد أن ظل ملعب العوابل الوحيد ولسنوات طوال.
الجهد المبذول مجتمعياً والحرص الكبير على تشجيع الشباب نحو خلق جيل متعلم ورياضي، بهدف الابتعاد عن مجالس القات، وكل أنواع المخدرات، يقابله إهمال حكومي متعمد ومستمر حتى اليوم، وهي النقطة الثانية والأخطر في هذا الإيجاز.
لو حَرَصت وزارة الشباب والرياضة على إكمال الجهد المجتمعي باهتمام حكومي يكمل جوانب القصور، مثل توسعة الملاعب وإنشاء المدرجات، أو على الأقل إنشاء ملعب بمعايير دولية في أي قرية من قرى الشعيب، وهي خطوة يتطلع إليها الكثيرون، ولو من باب الدعايا والكذب التي تعودت المديرية وسكانها سماعها من كل السلطات الحكومية المتعاقبة سابقاً وحتى اليوم.
تخيلوا معي أن الضالع بأكملها وبقيمتها ورصيدها النضالي لا يوجد بداخلها ملعب يليق بشبانها وطموحاتهم، وما اُفتتح من صالات رياضية خلال السنوات الماضية ما تزال حتى اليوم مغلقة، وبعضها تم عسكرته بشكل مخزٍ، وكل هذا بفضل الحرب التي استمرت لسنوات داخل هذه المحافظة.
العرس الرياضي الذي شهدته الشعيب، اليوم، يجب أن يُحتفى به لأشهر قادمة، والعمل بجدية نحو خلق إنجازات رياضية تليق بالمديرية وباقي مديريات محافظة الضالع، وهو أمر أعتقد أنه صعب المنال طالما وعلى رأس هرم السلطة محافظ اسمه علي مقبل.
عموماً، لو كنت أنا وزير الشباب والرياضة -لا قدر الله- ودونما أحضر المبارة، وشاهدت كل تلك الصور والفيديوهات المحفزة، لبادرت وبشكل مباشر لرعاية هذه الأنشطة الرياضية الريفية، خصوصاً وهي تقام بدعم ورعاية مجتمعية، ما يعني أنني كوزارة سأتكفل بالشيء اليسير مقابل ما سأحظى به من مكاسب كبيرة.
وعليه وفي وقتها سأوجه الجهات المختصة بالجلوس مع الجهات المنظمة ومديري مكاتب الشباب والرياضية وباقي اللجان التنظيمية والسماع لهموهم، ومساعدتهم في تطوير مثل هذه الملاعب وهذه الأنشطة الرياضية وتوسعتها على نحو يشمل كل أنواع الرياضات.
وهي خدمات مجانية ستقدمها الوزارة باعتبارها من صلب تعاملها ومهامها، خدمة ستجني الوزارة مكاسب رياضية جمة، لن تتوقف عند خلق جيل شاب وناشئ ومحترف سيكون رافداً مباشراً لكل المنتخبات الوطنية، وستعزز من حضور الدوري المحلي.
لهذا يا وزير الشباب والرياضة، نحن وكل الشعيب لا يمكن لها أن تتخيل أو أن تتوقع أن إنشاء ملعب محترم سيكون قيد التنفيذ خلال الأشهر القادمة أو السنوات، لكن أمنيات الجهات المسئولة على أقل تقدير تتلخص في اعتماد مشروع توسعة مدرجات ملعب شهداء العوابل ليتسع مستقبلاً لعشرة آلاف مشاهد على الأقل، كي تتمكن عاصمة المديرية مستقبلاً من احتضان فعاليات رياضية ضخمة تتسع لكل عشاقها، بعيداً عن التزاحم الذي يفسد عظمة الحدث.
هذه الرسالة تعني بالضرورة المجلس الانتقالي الجنوبي وبالأخص دائرة الشباب والرياضة، رسائل ستثبت الأيام عملياً أي الفريقين أحرص على مستقبل الأجيال القادمة، ولحينها سنظل وستظل الشعيب تؤازر نفسها وتدعم نفسها وتنظم نفسها وتظهر بالشكل الذي يليق بمكانتها وتاريخها الرياضي، إلى أن تستلم الشعب تقريراً يفيد بأن الرسالة قد تم استلامها، ولم تعلق مثل العشرات من المشاريع الخدمية التي قدمت خلال السنوات السابقة.
وشكراً..
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news