تواجه عيادة طبية جنوب محافظة الحديدة، ضغطًا متزايدًا، بسبب ارتفاع عدد المرضى المشتبه في إصابتهم بالكوليرا بعد الفيضانات الأخيرة، و الغزيرة التي ضربت المنطقة زادت خطر انتشار المرض.
ويُعالج الأطفال والنساء على أسرة طبية، في "مركز علاج الإسهالات" في مديرية حيس جنوب الحُديدة، ، بينما تُسمع صرخات الأطفال في الخلفية.
ويستقبل المركز حاليًا جزءًا من حوالي 164 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء اليمن، وهو رقم قد يرتفع إلى 250 ألفًا في الأسابيع المقبلة إذا لم تُعزز جهود الاستجابة، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال طبيب الطوارئ بكيل الحضرمي إن "الإقبال على المركز ازداد بشكل كبير بسبب السيول والأمطار"، محذرًا من "كارثة طبية" محتملة إذا لم تتدخل الجهات المعنية بسرعة.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن الفيضانات أسفرت عن مقتل 60 شخصًا، وألحقت أضرارًا بـ268 ألفًا آخرين منذ أواخر يوليو. مناطق عدة، بما في ذلك حيس، تعاني آثار الفيضانات، مما يهدد بنشوب أزمة صحية جديدة؛ بسبب الأمراض المنقولة عبر المياه.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن "الموجة الأخيرة من الكوليرا تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة و"، ما زاد خطر تلوث المياه. منذ بداية أغسطس حتى 18 منه، استقبل المركز 530 مريضًا يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا، لكن السلطات الصحية أكدت ثلاث حالات فقط بعد إرسال العينات إلى مختبر في تعز، مما يعكس محدودية الإمكانيات الطبية في المنطقة.
وأوضح الحضرمي أن الكوليرا "منتشرة" وأن الوضع قد يتفاقم بسبب الأمطار. الكوليرا، التي تنتقل عبر المياه أو الغذاء الملوثين، تُعتبر مستوطنة في اليمن الذي يعاني نزاعا طويل الأمد بين الحكومة والحوثيين.
وتسببت الفيضانات الأخيرة في نقل الألغام الأرضية إلى مناطق جديدة، مما يزيد صعوبة وصول الإغاثة.
وفي الفترة من 2016 إلى 2022، سجلت اليمن 2.5 مليون حالة كوليرا، مما جعلها أكبر تفشٍ للمرض في التاريخ الحديث، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
وتشير الأرقام الأخيرة إلى زيادة جديدة في عدد الحالات، مع تسجيل 163944 حالة مشتبه بها و647 وفاة بحلول العاشر من أغسطس 2024، وفقًا ليونيسف.
وحذرت ليزا داوتن من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع أسوأ مما كان متوقعًا، مشيرة إلى أن التمويل الحالي يكفي فقط لمعالجة ربع الحالات المتوقعة. وناشدت بضرورة تعزيز جهود الاستجابة فورا لتجنب زيادة كبيرة في عدد الحالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news