جريمة مروعة تقشعر لها الأبدان، ويشيب لها شعر الرأس ، ولا يمكن لشخص يمتلك ذرة من الإنسانية أن يقترف تلك الجريمة الوحشية، إنها الجريمة الخاصة بالطفلة المغتصبة جنات التي هزت عرش "عبد الملك الحوثي" ، و ضجت كافة المواقع التواصل الإجتماعي بشأنها ، طوال الفترة الماضية ، ولم يعد هناك من حديث إلا عن مأساة تلك الطفلة البريئة والتي أستفزت مشاعر كل اليمنيين داخل اليمن وخارجها، وأثارت عضبهم وسخطهم على كل القيادات الحوثية المجرمة.
لقد بت القضاء في قضية "غالب القاضي" وحكم عليه بالاعدام رميا بالحجارة حتى الموت كما تم إطلاق سراح البطل أحمد الزويكي بعد ان انتقم من مغتصب أخته وأرداه قتيلا ، ويوم أمس الأربعاء أصدرت محكمة رداع الابتدائية، حكماً مستعجلاً بالإعدام بحق السجين عبدالكريم أحمد صلاح العمراني المكنى "أبو حرب"، والمدان بارتكاب جريمة اغتصاب طفل من أسرة "آل غليس" في سجن رداع المركزي، فلماذا يلتزم عبد الملك الحوثي الصمت ويسمح لمجموعة من السفلة وعديمي الرجولة بتعطيل الحكم على هذا المجرم ، خاصة وانه اعترف واٌقر بجريمته النكراء، ولماذا لم تصدر اي محكمة حوثية حكما عاجلا بحق هذا المجرم القذر كما فعلت ببقية القضايا التي شكلت رأي عام؟
لماذا يسمح عبد الملك الحوثي لمجموعة من الأوباش والأوغاد التوسط لانقاذ هذا الذئب البشري الذي لا يستحق أي رحمة، وما كشفه والد الفتاة المغتصبة شيء لا يصدقه العقل ، فأولئك الأوغاد الذين يقومون بالوساطة، يطلبون من الأب المكلوم أن يقدم طفلته لتكون زوجة لمغتصبها ، فهل هذا منطق، إن هذا الأمر سيكون كارثيا بكل المقاييس ، وستكون كل فتاة يمنية معرضة للاغتصاب في أي مكان في اليمن.
لن تكون هناك حاجة للنظرة الشرعية ، أو للخطوبة وتحديد موعد لعقد الزاوج ، فكل ما على الشاب اذا اعجبته فتاة صغيرة أو كبيرة أن يترصدها ، ويكمن لها أمام منزلها أو حتى في الشارع ، ويقوم باختطافها واغتصابها ، ومن ثم يضع أسرتها أما الأمر الواقع من أجل ان يتزوج بها بدلا من الفضيحة وتدمير سمعة الأسرة؟
القبائل اليمنية مشهود لها بالمرؤة والرجولة ، والمواقف المشرفة، ويمكنهم التسامح والعفو عن أي شيء إلا في قضية كهذه تمس الشرف والعرض، لكن شرذمة ممن يطلقون على أنفسهم لقب شيخ، يسعون جاهدين للوساطة لإنقاذ هذا الذئب البشري.
ولا أدري هل ماتت فيهم الحياء والرجولة، وقد أعجبني كثيرا اليوتيوبر اليمن الشهير " مصطفى المومري" الذي أطلق إنذار شديد اللهجة لأولئك الأوغاد الذين يعتقدون انهم بعملهم القذر يسعون لفعل الخير ، وهدد "المومري" أي شيخ يتوسط بهذه القضية القذرة بأن يفضحه على الملاء وينشر اسمه في كافة مواقع التواصل الاجتماعي حتى يعلم الجميع مدى قذارة هؤلاء الذين يدعون انهم مشايخ.
وفي اعتقادي ما كان لهؤلاء المشايخ ان يقدموا على الوساطة إلا بضوء أخضر من قيادات حوثية قذرة لا تخاف الله ولا تسعى لتطبيق الشرع والحكم العادل بحق هذا المجرم، الذي يستحق ان يعدم بطريقة بشعة ، حتى يعلم الجميع ان العرض والشرف خط أحمر لا يمكن تجاوزه وان العقاب سيطال كل من يقدم على هذا العمل الإجرامي مهما كانت مكانته ومنزلته في المجتمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news