قبل الزيارة:
ما أن بدأت تباشير الزيارة تلوح في الأفق الافتراضي لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي وكذا بعض تسريبات القنوات الإخبارية … إلا واستبشرت:
النقاط العسكرية:
بمرور موكب القيادة الرئاسي أمام ناظريها يبادلها التحية العسكرية بأحسن بل وبأكرم منها عطاء ماليًا محترمًا بالعملة التي تستلمها القياديه الرئاسية والسلطة السياسة..
لأيام أكثر من معدودات ظلت هذه النقاط بمفهومها الذي تسيير فيه دوامها اليومي في الجبايات والاتاوات وغيرها.. تحلم بيوم مرور القيادة الرئاسية.. وتناظر لفتتها الكريمة بنظرات تقدير وإكبار لمواقفها في الحر والبرد.
المطبات:
ومثل هذه النقاط كانت المطبات التي تطبب الطريق بها على إبطاء السرعات الجنوبية التي تتخطف أطفال ومواشي المناطق المحيطة بامتداداتها، كانت تتشوق لرؤية الموكب الرئاسي يثني عليها الحفاظ على أطفال هذه المناطق وما تبقى من حيواناتها.
المدارس:
وكهولاء كانت المدارس تحلم برؤية الموكب الرئاسي شامخًا تحت رايته الوطنية التي تردد الدنيا صوت نشيدها الذي لن ترى على أرضه وصيا.
المستشفيات والأسواق و..:
وكمثل ما سبق كانت المستشفيات والأسواق الشعبية، والدوام اليومي وأصحاب المحلات التجارية والمخابز.. وحتى أصحاب السوابق.. كل هولاء كانوا يستبشرون بيوم مليء بالفرحة العامرة برؤيتهم للموكب وهم ينعمون بقضاء يومهم الذي اعتادوا على قضائه المقدر بمشيئة الله من دونما تغيير أو تبديل لظروف العقد المنصرم من سنوات الحرب.. في التسارع اليومي المتزايد وراء لقمة العيش.
اخضرار الحقول:
حتى اخضرار الحقول التي أفاض الله عليها بغيث مغيث لها وللناس والطير والحيوان.. استبشرت نظرة إجلال وإكبار من قبل الموكب الرئاسي، لمن كان وراء زراعتها في هذا الزمن المجدب خيرًا والمخصب حربًا وسلبًا ونهبًا وانخفاضًا في قيمة هويتها الوطنية (العملة الوطنية) وانشطارها إلى عملتين غير متكافئتين.
أثناء مرور الموكب:
كل تلك الاستبشارات تبخرت قبل ليلة وضحاها من مرور الموكب الرئاسي، النقاط تبخرت، المدارس خرجت قسرًا وربما دون علم أولياء الأمور، تعطلت حركة الدوام الرسمي في المستشفيات والجامعات والأسواق، والمحلات التجارية تعطل شهيقها وزفيرها بهذا الكساد الذي أصابها بسبب تأخير المتسوقين، المطبات أصبحت أثرًا بعد عين.. مفترق الطرق أصبحت سهامًا مصوبة إلى قلب المناطق التي يصل إليها الأخطبوط الأسود.
امتداد الطريق:
كغيره وربما أكثر كان يستبشر هذا الامتداد أن يصبح ضيق صدره_ بمنعطفاته الحادة واستقاماته الخاطفة_ متسعًا رحبًا للموكب الرئاسي، و أن يحظى بوافر الشكر والتقدير من قبل هذا الموكب.. لأن هذا الضيق في هذا الامتداد هو الوحيد الذي يتسع لكل الحافلات والدراجات النارية التي تحمل أرواح الناس ذهابًا وايابًا بين تعز وعدن وأكثر من ذلك يتسع هذا الضيق لكل الناقلات التي تمر به كرهًا وطوعًا بين مدينتين هذا الامتداد.
بعد الزيارة:
سيعود الموكب الرئاسي بذات الطريق وربما فيطريق أخرى تحدد خارطة طريق تحدد معالم الخروج من شطري شارع جمال باتجاه الساحل، إضافة إلى أقل القليل من استبشاراته السابقة وبأكثر الحماقات حماقة لتعويض ما استنقصت خيبات استبشاراته السابقة من جرح لكبرياء أطماعها، وسيعود ضيق امتداد الطريق أكثر اتساعًا للقادمات من المواكب.. وهكذا دواليك دواليك.
استبشارات تعز المدينة:
ستكون لها نصيب من استبشارات الطريق الممتد إليها والراجع منها، عصية على كل شيء.. الشوارع المخنوقة بالازدحام والتي كانت تحلم بمتنفس صغير يجدد في رئتيها هواء المدينة تصبح مخنوقة حتى ترى نجوم سمائها معلقة عندما تكون شمس المدينة في كبد السماء ذاتها..
المشافي التى كانت ترجو الشفاء العاجل لمرضاها ستصير تتمنى الموت العاجل المكافيء لما في اليد.
جامعة تعز وضحاها:
ربما كانت جامعه تعز الأكثر حظًا في هذه الاستبشارات بين الجامعات في لقاء فرحة العمر هذه باستقبال الموكب الرئاسي، لكنها في لحظة تقدر بأل من غمضة عين تعلن بأن يوم اللقاء الرئاسي بمثابة عطلة فقط عطلة ولو أن الجامعة أعلنتها (عطلة رئاسية) لكان لها حق الإمتياز بين الجهات الرسمية في سلطة المدينة المحلية..ِ. وربما كان الموكب الرئاسي يصدر قرارًا عاجلاً بمنح جامعة تعز العضوية الفخرية في مواكبه القادمة لو قدر لها مواكبة التغيرات في الخارطة الاقليمية وهنا دخل أحدهم معلقًا على الخاص ترى كيف يحرم منتسبوا الجامعة من رؤية هذا الموكب الرئاسي الذي تجاوز انتظاره العقد من السنوات. تلك هي المعضلة وماهو الهدف من زيارة المباني والقاعات الفارغة إلا من الغبار والكراسي. وكذا المناظر تلك التي لن تُسر بها رؤية الموكب الرئاسي للأشجار التي قُطعت أغصانها وجذوعها عنوة اضافة إلى شواهد جذوعها التي قُتلت غيلة في ضحى الجامعة.
وهنا استوقف هذا الضحى تعليقًا آخر على الخاص قائلاً من حُسن حظ الموكب الرئاسي إنه جاء في موسم الزراعة والرعي..
الملفات والقرارات والقضايا الأخرى:
أما بقية الملفات والقرارات والامتيازات والمواقع العسكرية والأمنية وأوضاع العمل السياسي والمنظمات المدنية والحقوقية وكل مايهم الشارع الشعبي فهي تشبه مسلسل تووم وجيري، لا أحد يمتلك شفرات حلها إلا المخرج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news