شروين المهرة: خاص
أثار بيان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا حول إسقاط ثلاث طائرات انتحارية أطلقها الحوثيون على منشأة صافر النفطية في مأرب يوم الجمعة، موجة من ردود الفعل والتناقضات والاتهامات المتبادلة بين الأطراف المختلفة. ففي نفت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، تبنى كيان يُدعى “أحرار قبائل عبيدة” الهجوم، مؤكدًا أنه جاء كرد على اعتداءات السلطات المحلية في مأرب.
ويوم الجمعة أعلنت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية أن جماعة الحوثي قامت عند تمام الساعة الثالثة و26 دقيقة باستهداف منشأة صافر النفطية في محافظة مأرب، بثلاث طائرات مسيرة انتحارية مجنحة تحمل مواد شديدة الانفجار في محاولة لتدمير هذه المنشأة الحيوية.
وأكد البيان أن الجيش اليمني أسقط تلك الطائرات قبل تحقيق أهدافها، موضحًا أن المعلومات أفادت بأن الطائرات الحوثية أُطلقت من نقطة واقعة بين منطقتي دحيضة وقرن الصيعري شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف المجاورة الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وفقًا لوكالة سبأ الحكومية.
القوات المسلحة تعلن اعتراض ثلاث طائرات انتحارية أطلقتها المليشيات الارهابية الحوثية على منشأة صافر النفطية
#سبأنت
#اليمن
#yemen
pic.twitter.com/JUHWl2fPXn
— سبأنت (@SABA_NET)
">
وعلق وزير الإعلام والثقافة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني على استهداف جماعة الحوثي لمنشأة صافر النفطية في مأرب بطائرات مسيرة، واصفًا الهجوم بأنه “تصعيد خطير” يندرج ضمن حرب اقتصادية تشنها الجماعة على الحكومة والشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الهجوم على صافر يأتي في إطار سلسلة من الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، بهدف إضعاف الاقتصاد اليمني وتجويع الشعب.
● اقدام مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على استهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب، احد اهم المنشآت الحيوية لإنتاج النفط والغاز، بثلاث طائرات مسيرة انتحارية، تصعيد خطير يندرج ضمن الحرب الاقتصادية التي تشنها على الحكومة والشعب اليمني، ونهجها التدميري للبنية التحتية…
— معمر الإرياني (@ERYANIM)
">
وعقب الهجوم، شنّ ناشطون وصحفيون يمنيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن التضامن مع أهالي مأرب ورفض محاولات الحوثي لاستهداف المنشآت الحيوية، منها صافر التي تعد إحدى أهم المنشآت النفطية في اليمن، حيث دعا مستشار وزير الإعلام اليمني فهد طالب الشرفي الى التفاعل مع الحملة معبرًا بسخرية من استهداف جماعة الحوثي لمنشأة صافر النفطية. وصفًا الهجوم بأنه دليل واضح على أن الحوثيين لا يمثلون سوى أدوات في يد أعداء اليمن، وأنهم يوجهون سلاحهم ضد الشعب اليمني بدلًا من مواجهة التهديدات الخارجية.
انتظرنا الرد الحوثي على إسرائيل بقصف تل ابيب فتوجه نحو مارب وارسل مسيراته المفخخة صوب مقدرات الشعب اليمني .. ليس متسغربا من ادوات الفرس تدمير كل ما هو يمني وكل ما هو عربي .. واللعنة على الزنابيل
#مارب_ليست_اسرائيل_ياحوثي
">
وغرّد الصحفي هائل البكالي على منصة إكس، مشيرًا إلى أن الحوثيين قد ردوا على الضربات الصهيونية الأخيرة، ولكن “بطريقتهم الإجرامية الإرهابية، باستهداف الشعب ومؤسساته”.
وأوضح البكالي في تغريدته أن الحوثيين أدركوا أنهم لن يجرؤوا على الرد المباشر على “الكيان الصهيوني”، وبالتالي اختاروا استهداف المدنيين والبنية التحتية كوسيلة للانتقام.
وأخيرا رد الحوثي ، لكن بطريقته الاجرامية الإرهابية، باستهداف الشعب ومؤسساته.
فهو يدرك أنه لن يجرؤ على الرد المباشر على الكيان الصهيوني.
#مارب_ليست_اسرائيل_ياحوثي
pic.twitter.com/Q2XYcakh7b
— هائل البكالي (@hailalbakaly)
">
كما غرّد الشاعر والناشط السياسي زين العابدين الضبيبي، مشيرًا إلى أن “كلما ارتفعت وتيرة الشعارات الحوثية ضد أمريكا وإسرائيل، كان الهدف هو التحشيد للسيطرة على محافظة يمنية، وأن هدفهم الآن هي مأرب”.
وأضاف الضبيبي أن “مأرب كانت وستظل عصية” على سيطرة الحوثيين، في إشارة إلى الصمود الذي أبداه أبناء محافظة مأرب في مواجهة محاولات السيطرة الحوثية المتكررة.
كلما ارتفعت وتيرة الشعارات الحوثية ضد أمريكا وإسرائيل كان الهدف هو التحشيد للسيطرة على محافظة يمنية وهدفه الآن هي مأرب لكنها كانت وستظل عصية.
#مارب_ليست_اسرائيل_ياحوثي
pic.twitter.com/QgINftKOHH
— زين العابدين الضبيبي (@ZAINDHUBAIBI)
">
في المقابل نفت جماعة الحوثي، أمس السبت، مسؤوليتها عن محاولة استهداف منشأة النفط اليمنية صافر في محافظة مأرب وفقاً لما نقلته وزارة الإعلام التابعة لجماعة الحوثي عن وزيرها هشام شرف قوله: “الادعاءات حول محاولة استهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب محاولة بائسة لتشويه سمعة الحكومة الوطنية في صنعاء، وتأتي في إطار الحملة الإعلامية ضد اليمن”.
وذكر أن جماعته “اتخذت نهجا واضحا في حماية الشعب ومقدراته، ورغم كل الصعوبات والتحديات، فإننا مستمرون في جهودنا لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين”.
عاجل | وزير الإعلام هاشم شرف الدين ينفي ادعاءات مرتزقة التحالف السعودي الإماراتي في
#اليمن
، التي تزعم “محاولة استهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة
#مأرب
”
– ناطق حكومة التغيير والبناء: الحكومة الوطنية في العاصمة
#صنعاء
، تبنت نهجًا واضحًا وشفافًا، وهو نهج حماية الشعب ومقدّراته وبناه…
pic.twitter.com/Nhi3BzbEhe
— وزارة الإعلام اليمنية (@media_gov_ye)
">
وتأتي هذه الهجمات بعد تهديدات سابقة صادرة عن جماعة الحوثي بإيقاف استفادة الحكومة المعترف بها دوليًا من نفط محافظة مأرب، حيث هدد القيادي في جماعة الحوثي حسين العزي في مايو الماضي بإيقاف منشأة صافر كما فعلت الجماعة في أماكن أخرى، في إشارة إلى قصفهم موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة أواخر 2022.
وقال العزي في منشور على حسابه في إكس: “من دون أي خجل أو شعور بالذنب يستأثرون بنفط مارب، بينما 90% من الشعب محرومون تماماً، وكأنه ملكية خاصة للعرادة وحزب الإصلاح”.
وأضاف: “هل ترون أن علينا ايقاف النفط في مأرب، ومنع الاقتراب منه، كما فعلنا في أماكن أخرى؟ لحين منح الشعب في مناطقنا الحرة حصته الكاملة؟”
من دون أي خجل أو شعور بالذنب يستأثرون بنفط مارب بينما90% من الشعب محرومون تماماً وكأنه ملكيةخاصة للعرادةوحزب الإصلاح هل رأيتم وقاحة وبشاعة بهذا المستوى؟!
وهل ترون أن علينا ايقاف النفط في مأرب ومنع الاقتراب منه كمافعلنا في أماكن أخرى؟
لحين منح الشعب في مناطقنا الحرة حصته الكاملة؟
May 5, 2024
">
واستهدف الحوثيون خلال أكتوبر ونوفمبر في العام 2022م موانئ الضبة والنشيمة في محافظة حضرموت وقناء في محافظة شبوة من خلال طائرات مسيرة، الأمر الذي تسبب في إيقاف تصدير الحكومة اليمنية للنفط، حيث نقلت قناة المسيرة عاجل عن القوات المسلحة: “نفذنا ضربة تحذيرية بسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت”
#المسيرة_عاجل
| القوات المسلحة: نفذنا ضربة تحذيرية بسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت
October 21, 2022
">
وكان الناطق العسكري باسم جماعة الحوثي العميد يحيى سريع كتب تدوينة في أكتوبر 2023 قال فيها: “القوات المسلحة تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة مادامت دول العدوان الأمريكي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية، وقد أعذر من أنذر”.
القوات المسلحة تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة مادامت دول العدوان الأمريكي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية، وقد أعذر من أنذر
— العميد يحيى سريع (@army21ye)
October 2, 2022
">
وفي الوقت الذي نفت جماعة الحوثي أي علاقة لها باستهداف منشأة صافر النفطية في مأرب ظهرت وثيقة تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صادرة عن كيان أطلق على نفسه “أحرار قبائل عبيدة” تبنى استهداف منشأة “صافر” النفطية.
وذكر البيان أن الهدف من الهجوم هو إرسال رسائل تحذيرية للسلطات المحلية بمأرب لوقف الاستحواذ على ممتلكاتهم، مؤكدًا أن هذا الهجوم جاء بعد استهداف آليات تابعة لحزب الإصلاح كانت تتعدى على أملاك القبائل.
وحذر البيان جميع العاملين والشركات في المنشآت النفطية بصافر بضرورة الابتعاد عنها خلال 24 ساعة، مهددين باستهداف تلك المنشآت بشكل مباشر إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
وعلق الناشط عبدالله الشريف على بيان قبائل عبيدة قائلًا: “هذا حقيقة ماجرى من حادثة في صافر، حيث قامت مجاميع من قبيلة عبيدة بأرسال رسائل تحذيرية لمليشيا الأخوان عبر اطلاق قذائف هاون بإتجاه حقول النفط لإرغامها على التوقف عن تطويق مديرية وادي عبيدة بسور ترابي. ولاعلاقة للقوات المسلحة بالحادثة إطلاقا.”
هذا حقيقة ماجرى من حادثة في صافر، حيث قامت مجاميع من قبيلة عبيدة بأرسال رسائل تحذيرية لمليشيا الأخوان عبر اطلاق قذائف هاون بإتجاه حقول النفط لإرغامها على التوقف عن تطويق مديرية وادي عبيدة بسور ترابي. ولاعلاقة للقوات المسلحة بالحادثة إطلاقا.
">
وقال الإعلامي سالم المصعبي إن كياناً يسمي نفسه “أحرار قبائل عبيدة” أعلن استهدافه لصافر بقذائف كرد على ما أسماه اعتداء سلطات مأرب وميليشيات حزب الإصلاح على أملاك قبائل عبيدة، ويتوعد بالتصعيد إذا لم تتراجع السلطات.
وأكد المصعبي أنه سمع أصوات 4 انفجارات متوسطة في محيط صافر يوم الجمعة الساعة الرابعة فجراً بتاريخ 23 أغسطس 2024، موضحًا أنه لا يوجد دفاعات جوية حالية في مأرب تستطيع إسقاط المسيرات سوى المضادات الجوية التقليدية، ولم يسمع أصوات لإطلاقها.
كما ذكر أن الطائرة المسيرة التي تم عرضها ونشر صورها مع أجزاء أخرى هي لطائرتين سابقة تتبع الحوثيين سقطتا في مأرب خلال الأشهر السابقة وتم إخراجها من المخازن اليوم لتصويرها.
اربعة ايضاحات حول حقيقة ما حدث في صافر:
1- كيان يسمي نفسه (أحرار قبائل عبيده) اعلن استهدافه صافر بقذائف كرد تحذيري حول ما أسماه اعتداء سلطات مأرب وميليشيات حزب الاصلاح على أملاك قبائل عبيدة، ويتوعد بالتصعيد إذا لم تتراجع السلطات
2- فعلاً سمعت أصوات 4 انفجارات متوسطة
اليوم…
">
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا متواصلة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، والحوثيين المسيطرين على محافظات عدة بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014، وتعمل منشآت النفط في منطقة صافر بمأرب على سد بعض احتياجات المناطق اليمنية المحررة بالغاز المنزلي والوقود.
تابعوا شروين المهرة على
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news