حراك أحرار وسط اليمن: انطلاقة جديدة نحو العدالة والحرية”

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 181 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حراك أحرار وسط اليمن: انطلاقة جديدة نحو العدالة والحرية”

كتب | محمد العياشي

تتألق المناطق الوسطى في اليمن كواحدة من أبرز المكونات الجغرافية والثقافية، حيث تشمل مجموعة من المحافظات المهمة مثل: إب، تعز، ريمة، الضالع، البيضاء ، مأرب، الحديدة، ووصاب وعتمة. يُشير مصطلح “المناطق الوسطى” إلى مجال تاريخي وثقافي متميز، لكنه يغلب عليه الطابع غير الإداري؛ إذ تُعتبر هذه المناطق منسية في غالبية الحسابات السياسية.

مرت المناطق الوسطى بمراحل تاريخية صعبة، بدءًا من ارتباطها بحروب النظام في صنعاء ضد عناصر الجبهة الوطنية الديمقراطية في الفترة من 1972 إلى 1982. فقد أسفرت هذه الصراعات عن آلاف الضحايا ودمرت العديد من المنازل. ورغم ذلك، لم تتضمن الاعتذارات الرسمية المقدمة للجنوب وصعدة أي إشارة لما تعرض له سكان هذه المناطق.

يرتبط سكان المناطق الوسطى بآمال كبيرة في تحقيق العدالة، لكن تلك الآمال خابت خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في السنوات الأخيرة، حيث لم تشمل الاعتذارات المقدمة الانتهاكات التي تعرضوا لها. وقد واجهت السلطات مطالبات التعويض بتصريحات اتهمت الأفراد بأنهم من “المخرّبين”، مما زاد من شعور الاستياء والإحباط.

تتميز المناطق الوسطى بنشاطها الزراعي والحرف اليدوية، على الرغم من النظرة السلبية التي قد يواجهها بعض الحرفيين في مناطق يمنية أخرى. تحتل هذه المناطق مكانة اجتماعية استثنائية، حيث تُظهر تداخلًا ثقافيًا يُساهم في بناء مجتمعات متماسكة.

شهدت المناطق الوسطى صراعات مسلحة متعددة، وكانت ساحةً للتوتر بين نظامي صنعاء وعدن، وعملت كطرف متوازن أمام جيش الجنوب. يُعرف سكان هذه المناطق باعتدالهم الفكري والديني، حيث احتضنوا الحركات الثورية على مدار خمسين عامًا، وقد ساهم ذلك في بناء تاريخ علمي وثقافي عريق.

حاليًا، تعاني المناطق الوسطى من تداعيات سلبية نتيجة التدخلات الخارجية والنزاعات الداخلية، خاصة ما شهدته الحديدة من عمليات نهب. وتُعاني هذه المناطق أيضًا من موقعها الجغرافي الذي يجعلها رهينة للخلافات الدائرة بين الشمال والجنوب، مما يفاقم من الوضع المعيشي.

تُعتبر المناطق الوسطى من بين الأكثر حاجة إلى العدالة الانتقالية، بالنظر إلى واقعها التاريخي والمعاصر. تُمثل وسطيّتها تحديًا سياسيًا وثقافيًا في ظل صراعات الهوية بين الشمال والجنوب، مما يتطلب التحرك الفوري من قبل رجالها ومشايخها وأكاديمييها لإعلان “حراك أحرار وسط اليمن” لتحقيق العدالة وتضميد الجراح التي عانت منها لعقود.

في خضم هذه الأوضاع المتغيرة، يبقى الأمل معقودًا على مستقبل أفضل يسعى إلى الاعتراف بمعاناة هذه المناطق وتحقيق العدالة التي تضمن حقوق سكانها.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القبض على المخلافي الذي حاول الفرار الى هذه الدولة بعد اغتيال افتهان المشهري

جهينة يمن | 517 قراءة 

الكشف عن ورع اخر الذي اغتال افتهان المشهري بتعز ليس المخلافي

جهينة يمن | 499 قراءة 

انذار عسكري حوثي اول للسعودية!

العربي نيوز | 487 قراءة 

صحفي: استسلام الحو ثي قادم بعد حدوث هذا الامر

كريتر سكاي | 449 قراءة 

 مدينة يمنية تسجل رقمًا قياسيًا  في (النصب والاحتيال) بـ(9) آلاف متهم في (3) سنوات وإدارة أمنها تفصل!!

موقع الأول | 426 قراءة 

صورة صادمة تظهر الفرق الشاسع بين مقديشو والعاصمة عدن

عدن تايم | 373 قراءة 

شاهد اول رد سعودي على خطاب الامين العام لحزب الله اللبناني بعد مقترحه ودعوته للمملكة العربية السعودية بفتح صفحة جديدة مع المقاومة ولكن باسس حسب قوله (شروط)

المشهد الدولي | 360 قراءة 

كشف تفاصيل مدوية عن (ملف) كانت تعمل عليه (افتهان) قبيل اغتيالها!

جهينة يمن | 340 قراءة 

القبض على المخلافي قبل وصوله إلى هذه الدولة بعد اغتيال المشهري

نيوز لاين | 333 قراءة 

الداخلية تعلن القبض على المدبر الرئيسي لاغ،،تيال الدكتورة افتهان المشهري في تعز

صوت العاصمة | 304 قراءة