في السلم والحرب استعداد دائم وجاهزية عالية.. أبطال القوات المسلحة من ساحات المعارك إلى ساحات الانقاذ في الكوارث

     
سبتمبر نت             عدد المشاهدات : 49 مشاهده       تفاصيل الخبر
في السلم والحرب استعداد دائم وجاهزية عالية.. أبطال القوات المسلحة من ساحات المعارك إلى ساحات الانقاذ في الكوارث

 

 

سبتمبر نت/ توفيق الحاج

 

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، أصبحت القوات المسلحة تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب استراتيجيات مرنة ومبتكرة خصوصا مع تزايد حدة الظواهر المناخية مثل العواصف  الرملية أو المطرية الشديدة والفيضانات والجفاف الذي  ألقى بظلاله على استراتيجيات الأمن الوطني وأساليب العمليات العسكرية.

فمع تصاعد وتيرة هذه التغيرات، أصبحت البيئة القتالية أشبه بساحة متقلبة يتطلب التعاطي معها مرونة عالية وتكيفًا سريعًا، وهذا ما يجب ان تكون عليها قواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها ويجب أن تتصدر هذا الجانب في الحسبان عند إعداد الخطط التأهيلية للقوات المسلحة، واعتماد مبدأ التكيف مع هذه المتغيرات من خلال دمج مفاهيم الاستدامة البيئية في خططها الاستراتيجية.

ويتمثل أحد جوانب هذا التكيف في تطوير تقنيات حديثة لتحسين القدرة على التنبؤ بالظروف المناخية وضمان جاهزية القوات لمواجهة أي حالات طوارئ قد تنجم عن تغيرات الطقس. كما أن تحسين البنية التحتية العسكرية لتكون مقاومة للتحديات البيئية يعد من الأولويات الاستراتيجية، حيث تشمل هذه التحسينات تعزيز قدرة المنشآت العسكرية والمخازن والبنية التحتية على الصمود أمام الفيضانات والعواصف وتغيرات المناخ.

إضافة إلى ذلك، يجب على قيادة القوات المسلحة أن تمد جسور التعاون مع هيئات بحثية ودولية لرصد وتحليل البيانات المناخية، مما يسهم في تحسين استراتيجيات إدارة الأزمات وتطوير خطط طوارئ مرنة، وهذا يتطلب التعاون في إطار رؤية شاملة تسعى إلى تعزيز القدرة على التكيف مع بيئة متغيرة، مما يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية التفاعل الإيجابي بين القوات المسلحة مؤسسة الوطن الأبرز والأهم والاستدامة البيئية.

تحديات كبيرة

يدرك الجميع أن بلادنا تعيش فترة تحول مناخي استثنائي وهو تحول يأتي في خضم التحولات المناخية العميقة التي تعصف بكوكبنا، وفي عمق هذا التطرف المناخي تواجه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تحديات جسيمة تهدد قدراتها على أداء مهامها بفعالية. هذه التغيرات، التي يمكن تشبيهها بتيارات جوية متقلبة وغير متوقعة، تجعل من المهام العسكرية والأمنية مسارًا محفوفًا بالمخاطر وهذا ما يواجهه ابطال قواتنا المسلحة ورجال الأمن خصوصا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وحالة الحرب المستمرة والمعاركة الوطنية المتواصلة ضد مليشيا الارهاب الحوثي.

نجاحات رغم المخاطر

إن أحد أبرز التهديدات الناجمة عن هذه التحولات المناخية يتمثل في زيادة وتواتر وشدة الكوارث الطبيعية، مثل المنخفضات الجوية والعواصف الماطرة المدمرة والفيضانات الغزيرة. تلك الكوارث تؤدي إلى إرباك العمليات العسكرية والأمنية، حيث تضطر القوات للتعامل مع حالات الطوارئ المتعددة التي تؤثر على قدرتها في الحفاظ على الأمن والنظام وتأدية المهام. في ظل هذه الظروف، يصبح رجل الجيش والأمن كالقبطان الذي يحاول التكيف مع أمواج البحر المتلاطمة، محاولًا الحفاظ على مسار ثابت وسط الفوضى وقد يخاطر بحياته ويلقي حتفه نتيجة لعدم ادراكه حجم المخاطر والكارثة الطبيعة.

ورغم شحة الإمكانات وأدوات السلامة وضعف الدراسات البحثية المتعلقة بالمناخ الا ان قواتنا المسلحة وابطالنا البواسل يحققون نجاحات عسكرية وأمنية كبيرة ويتغلبون على التغيرات المناخية والطبيعية مستمدين همتهم ومعنوياتهم وقوتهم من حبهم للوطن وعدالة قضيتهم وسمو اهدافهم.

تحديات متعددة

الصعوبات التي تواجهها القوات المسلحة تتجاوز التحديات الطبيعية، لتشمل أيضًا التحديات اللوجستية والتكتيكية. إذ تفرض الظروف الجوية القاسية صعوبات على عمليات التحرك والنقل والإمداد، مما يعوق قدرة القوات على تنفيذ المهام بسلاسة والوصول إلى نقطة تحقيق الهدف العسكري او الأمني أو تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب.

ومن التحديات التي تواجها القوات المسلحة في ظل التغيرات المناخية والتي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار تأثر معدات وأسلحة والآليات وغيرها من الأدوات، مما قد يجعلها أقل كفاءة، ولمواجهة هذا التحدي يتطلب من الجندي ومن قيادة الوحدات العسكرية القيام بتعديلات مستمرة وصيانة دورية لضمان جاهزيتها وعدم خروجها عن الخدمة.

تدريبات تتحدى

وهناك تحديات يواجها رجل الجيش والأمن تتعلق بمجالات التدريب والتأهيل والاستعداد وهي تحديات، يمكن وصفها بالعواصف غير المتوقعة التي تهب على مسارات الإعداد العسكري، تفرض ضغوطًا كبيرة على كيفية تجهيز الأفراد لمهامهم في ظل بيئات متغيرة.

لقد فرض التغير المناخي تغييرا في رؤية التدريب والتأهيل وبات التأهيل العسكري يتطلب تعديلات جذرية لمواكبة تأثيرات الظروف المناخية الجديدة. التدريب التقليدي، الذي كان يعتمد على نماذج بيئية ثابتة، أصبح الآن بحاجة إلى تطوير ليشمل محاكاة لمجموعة واسعة من الظروف الجوية المتطرفة مثل العواصف الرملية القوية، الفيضانات، ودرجات الحرارة الشديدة.

وحول هذا الموضوع يقول العقيد قاسم علي أنه يتعين على التدريبات العسكرية أن تكون أكثر ديناميكية، تحاكي بشكل واقعي التحديات البيئية التي قد يواجهها الجنود في الميدان. وهذا يستدعي استخدام تقنيات محاكاة وتجهيزات خاصة لضمان استعداد الأفراد لمواجهة كل سيناريو محتمل.

وأضاف تضع تغيرات المناخ ضغطًا إضافيًا على استراتيجيات التأهيل التي تركز على تحسين المرونة البدنية والنفسية فالأفراد الذين يتعرضون لظروف بيئية غير مألوفة يتطلبون نوعًا خاصًا من التدريب لزيادة قدرتهم على التكيف والتعامل مع الضغوط المتزايدة.

وأكد العقيد قاسم أن التأهيل الذي يأخذ بعين الاعتبار التأثيرات النفسية للتغيرات المناخية يصبح ضروريًا، إذ يعزز من قدرة الأفراد على مواجهة التحديات المتنوعة والتعامل مع الإجهاد الذي تسببه الظروف البيئية القاسية.

الواقع والظروف تثبت أن مواجهة تحديات تغيرات المناخ والطقس في مجالات التدريب والتأهيل والاستعداد تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين الابتكار التقني والتكيف الاستراتيجي، لضمان قدرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على الاستجابة بفعالية للظروف البيئية المتقلبة. توظيف التكنولوجيا

لمواجهة هذه التحديات، يجب على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تبني استراتيجيات تكيفية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، ومن الضروري تحسين نظم التنبؤ بالطقس وتطوير تقنيات جديدة لتعزيز قدرة المعدات على الصمود في الظروف البيئية المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التدريب والتأهيل لضمان قدرة الأفراد وتكيفهم على التعامل مع الظروف القاسية بفعالية، كما يتطلب التعاون مع الجهات البحثية والعلمية لتحليل البيانات المناخية وتطوير استراتيجيات وقائية شاملة.

قوة منقذة

ونحن نتابع جهود ابطال القوات المسلحة والأمن في عملية انقاذ المتضررين من المنخفض الجوي في حجة والحديدة وتعز ومأرب وقبلها في المهرة وحضرموت نلاحظ عمليات بطولية خالدة وتفانيا عجيبا وهذا هو حالهم في ساحة المعارك أو في ساحة الكوارث، فكل فرد من منتسبي القوات المسلحة والأمن درع متين وقوة منقذة تتجاوز نطاق القتال التقليدي.

لقد اعتاد ابطالنا على مواجهة التهديدات العسكرية، فهم قادرون أن يتحولوا بسلاسة إلى مهام إنقاذ وتخفيف الأضرار في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية ارواحهم على اكفهم في كل وقت وحين ففي ساحة المعارك، يُنظر إلى الجنود كخط دفاع حاسم، و في أوقات الأزمات الإنسانية، يظهرون كرموز للأمل والإغاثة، عندما تضرب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، والعواصف والاعاصير يتخذ الجنود من مهاراتهم الاستراتيجية واللوجستية أدوات لإنقاذ الأرواح وإعادة الاستقرار للمجتمعات والمدن والقرى المنكوبة يسارعون الى تفقد المناطق المتضررة، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإقامة مراكز الإيواء، متجاوزين المخاطر الشخصية لتأمين السلامة للمتضررين وهذا ما لاحظناه وتابعناه ولمسه المواطنين في مختلف المحافظات المتضررة خلال الايام العصيبة الماضية.

ومن الجهود التي قدمها ابطال قواتنا المسلحة في الساحل الغربي وفي حجة وفي مأرب تنظيم عمليات الإجلاء، وإدارة فرق الإنقاذ، وتقديم العون الطبي للجرحى وتنسيق العمليات مع الهيئات المدنية لتسريع عملية الاستجابة والطارئة.

بذلك، يتجلى دور ابطالنا البواسل ليس فقط كمحاربين في ساحات القتال، بل كبناة أمل في ميادين الكوارث، حيث يجسدون قوة التحمل والعطاء في أحلك الظروف.

إن التغلب على تحديات تغيرات المناخ يتطلب استعدادًا متعدد الأبعاد، يجمع بين الابتكار التكنولوجي والمرونة الاستراتيجية، لضمان استمرار قدرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على أداء مهامها في ظل ظروف بيئية متقلبة ومتغيرة هذه الظروف البيئية المتغيرة قد تؤثر بشكل مباشر على فعالية المعدات وموثوقيتها، مما يستدعي تطوير أنظمة دعم لوجستي مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات.

وطالما استمرت تغيرات المناخ في تشكيل تهديدات جديدة، تظل القدرة على التكيف والإبداع في مواجهة هذه التحديات جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات العسكرية المعاصرة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن امر سار سيحدث في عدن لاول مرة اليوم

كريتر سكاي | 2431 قراءة 

ترتيبات جديدة لإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي مكونة من ثلاثة أعضاء فقط (الأسماء المقترحة)

وطن الغد | 1947 قراءة 

شركة طيران خاصة في عدن تسعى للاستحواذ على الطائرات الثلاث المقدمة من دولة الكويت الشقيقة

هنا عدن | 1444 قراءة 

مداهمات واعتقالات واسعة بالساحل الغربي !

العربي نيوز | 1396 قراءة 

قناة الجزيرة: هذه الدولة تنتقد إسرائيل علنا وتزودها بالنفط سرا !!

وطن الغد | 1011 قراءة 

الحكومة الشرعية تبعث رسالة عاجلة إلى مشايخ إب .. أبرز ما ورد فيها؟

وطن الغد | 815 قراءة 

عملية لقوات العمالقة ودرع الوطن.. أحرقت الارض من تحت أقدامهم

نافذة اليمن | 786 قراءة 

بالأسماء.. السعودية تعلن القبض على خلية يمنية خطيرة متخصصة في تهريب الأموال والكشف عن حجم المبالغ التي كانت بحوزتهم والعقوبة التي تنتظرهم

وطن الغد | 684 قراءة 

ضربة موجعة للحوثي.. هذا ما طلبه رئيس مجلس القيادة ‘‘العليمي’’ من رئيس الوزراء العراقي

المشهد اليمني | 662 قراءة 

أول ظهور لـ"أحمد علي في صنعاء" ضحيته العيزري

نيوز لاين | 629 قراءة