أمر مفجع وصادم قامت به مقيمة يمنية في السعودية ، فقد تمكنت من تكوين عصابة خطيرة لممارسة النصب والاحتيال، وبلغت بها الجرأة إن قامت بتزوير أمر ملكي لتحقيق هدفها ، حيث استطاعت أن تجمع 80 مليون ريال سعودي ، وهو الأمر الذي تم الإعلان عنه رسميا من قبل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، في المملكة العربية السعودية يوم الخميس الماضي.
المقيمة اليمنية التي تدعى " آمنة محمد علي عبدالله" لم تكتفي بعملها الإجرامي لجمع المال ، بل قامت بتوريط مسؤول سعودي، وهو ضابط برتبة عقيد متقاعد من رئاسة أمن الدولة، يدعى "سعد بن إبراهيم اليوسف" حيث تم القبض عليه لحظة استلامه شيك بمبلغ 30,000,000 ريال من أصل 100,000,000 ريال متفق عليه.
كثير من المغتربين اليمنيين في المملكة ، يقضون أكثر من نصف أعمارهم ، بعيدين عن زوجاتهم وفلذات أكبادهم ، ويعملون بكد وجهد ، ويسيل العرق من جباههم من أجل هدف نبيل هو توفير الحياة الكريمة لعائلاتهم ، وربما بناء منزل متواضع يسكن فيه مع الزوجة والأولاد ، أما هذه النصابة ، فقد رغبت أن تختصر الوقت ، وتحقق أحلامها في وقت وجيز دون جهد ولا تعب لتتمكن من العيش في رفاهية ورغد، لكن كما يقولون من عاش بالحيلة مات بالفقر ، فقد وقعت في شر أعمالها، وسقطت في الحفرة التي أرادت ان تحفرها للآخرين فوقعت في أسفلها والله يقول " ولا يحيق المكر الشيء إلا بأهله " صدق الله العظيم.
هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، في المملكة ، كشفت كل التفاصيل، وذكرت أن العقيد المتقاعد من رئاسة أمن الدولة، ارتكب الجريمة المتمثلة في ادّعائه بحفظ قضية فساد مالي وإداري منظورة لدى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مرتبطة برجل أعمال، بمساعدة المقيمة اليمنية "آمنة " ، وكشف بيان الهئية مدى الجرأة التي تمتعت بها المقيمة للقيام بتلك العملية ، اذ لم تكتفي بالادعاء أنها تعمل بمنصب حكومي وأنها من أفراد الأسرة الحاكمة بإحدى دول الخليج، بل وقامت بتزوير خطاب يتضمن أمرًا ملكيًا، لإيهام رجل الأعمال بصحة ما يدّعونه، وقيامهما بجمع مبلغ ثمانين مليون ريال من مواطنين مدّعين استثمارها في مشاريع الدولة.
ولفتت الهيئة في بيانها إلى ان المقيمة شكلت عصابة خطيرة ، من خلال مقيمين اثنين وهما المقيم محمد سليم عطفه - سوري الجنسية -، والمقيم عادل نجم الدين - سوداني الجنسية -، وقيامهم بشراء عقارات داخل وخارج المملكة، وشراء مقتنيات ثمينة وتهريبها لخارج المملكة، وتمكنت أيضا من اقناع العقيد السعودي المتقاعد "سعد بن إبراهيم اليوسف" في عملية الخداع والتضليل، وجمع الأموال الطائلة، وكان على هذا العقيد ان يساعد في القبض على العصابة ، لكن الطمع يصيب الانسان بالعمى ،فدفع ثمنا غاليا بسبب طمعه.
الغش والخداع ، والنصب والاحتيال والتزوير، كلها جرائم حرمتها شرائع السماء وقوانين الأرض ، لأن عواقبها تكون وخيمة ومرعبة ، فقد انكشف المستور ، وتم القبض على العصابة التي ينتظرها مصير كارثي وعقوبة مزلزلة ليكونوا عبرة لغيرهم ، وكنت اتمنى لو ان هذه المقيمة استغلت ذكائها بطريقة أفضل وأبعدت نفسها عن الهلع والطمع والجشع فربما كانت حياتها ومستقبلها أفضل ، لكن فات وقت الندم وحان وقت الحساب والعقاب ، حيث أعلن المصدر المسؤول في الهيئة، أنه "قد تم إيقاف المذكورين على ذمة القضية، وجارٍ اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news