كشف تقرير صادر عن معهد دول الخليج العربي في واشنطن أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة على الحوثيين قد تدفعهم إلى استئناف هجماتهم على
المملكة العربية السعودية
في المستقبل القريب، كما أن هذه الضغوط قد تجعل من الصعب توحيد اليمن تحت حكومة واحدة على المدى الطويل.
وأوضح التقرير أن السبب وراء عدم ضغط كل من المملكة العربية السعودية و
الأمم المتحدة
على الحوثيين اقتصاديًا يكمن في تجنب تفاقم الوضع الإنساني وتجنب تعقيد جهود إعادة توحيد اليمن.
وأشار التقرير إلى أن المجتمع الدولي يواجه خيارين غير مرغوب فيهما. من جهة، تفتقر الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة إلى الإرادة السياسية أو القدرة العسكرية للقيام بعملية عسكرية شاملة ضد الحوثيين لإلحاق الهزيمة الكاملة بالجماعة. ومن جهة أخرى، حتى لو كانت الولايات المتحدة تمتلك الإرادة السياسية، فإن هزيمة الحوثيين بشكل حاسم ستكون مهمة صعبة وطويلة، وربما غير مضمونة.
وأوضح التقرير أن الإجراءات الجزئية ضد الحوثيين لم تكن فعالة، حيث فشلت الجهود العسكرية الأمريكية في تنفيذ حملة قصف فعالة، كما أخفقت المساعي السياسية للأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بالانضمام إلى حكومة وطنية.
وأضاف التقرير أن الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية قد أسهمتا في تقوية الحوثيين من خلال إضعاف حلفائهم في الحكومة المعترف بها دوليًا، وذلك بالنظر إلى الوضع الإنساني المتدهور والآثار الطويلة الأجل على وحدة اليمن.
اقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تضغط لإلغاء قرارات البنك والمجلس الرئاسي يحذر الحوثيين ويضع 3 شروط..!
وذكر التقرير أن الحوثيين يعملون ككتلة موحدة نحو هدف مشترك، بينما لا يتسم أعداؤهم بالتنظيم نفسه.
وأشار التقرير إلى أنه عند بدء حملة القصف السعودية والإماراتية على اليمن في عام 2015، كانت الولايات المتحدة شريكًا مترددًا، والآن تواصل الولايات المتحدة قصف الحوثيين في حملة لا ترغب المملكة العربية السعودية في المشاركة بها.
وفي الوقت ذاته، يعاني التحالف المحلي ضد الحوثيين، المعروف باسم "مجلس القيادة الرئاسي"، من الانقسام والتأثيرات السلبية للضغوط الدولية التي تدفعه للتراجع عن القتال.
وأوضح التقرير أن الحوثيين يواصلون توحيد صفوفهم، مستغلين انقسامات أعدائهم، واستخدام المدنيين كوسيلة ضغط سياسي، بينما يواصلون تعزيز هدفهم بالسيطرة الكاملة على اليمن.
وأشار التقرير إلى أن الضعف الاقتصادي للحوثيين يُعتبر نقطة ضعف، لكن المخاطر المرتبطة بعزلهم تمامًا، بالإضافة إلى تهديداتهم المتكررة بشن هجمات على السعودية، تجعل من الصعب على الرياض والأمم المتحدة ممارسة ضغوط اقتصادية فعالة عليهم.
واختتم التقرير بأن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم استعداد المجتمع الدولي للحرب الشاملة ضد الحوثيين، مما يجعل من غير المرجح أن تنجح أي تدابير أقل في تحقيق أهدافها. وبالتالي، يستمر الحوثيون في تعزيز قوتهم، بينما تزداد الصعوبات في دور القوات اليمنية غير المتحالفة مع الحوثيين في تشكيل مستقبل اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news