تفاصيل إحاطة المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (نص احاطته)

     
المشهد الدولي             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر
تفاصيل إحاطة المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (نص احاطته)

في جلسة لمجلس الامن اليوم جاء في إحاطة المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

شكراً لك، السيد الرئيس.

 

السيد الرئيس، بعد أربعة أيام في 19 آب/أغسطس سنحتفي باليوم الإنساني العالمي، وهو يوم كُرِّس تكريماً لجهود الذين لم تفتر جهودهم في العمل دون كلل أو ملل في خدمة المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن. ومع ذلك، نواجه في اليمن حملة قمع تستهدف الفضاء الإنساني والمدني من قبل أنصار الله. فقد مضى حوالي ثمانون يوماً منذ بدأ أنصار الله حملتهم المكثفة في احتجاز موظفين يمنيين لدى الأمم المتحدة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية ومؤسسات القطاع الخاص. عشرات الرجال والنساء، منهم 13 موظفاً لدى الأمم المتحدة من ضمنهم أحد موظفي مكتبي لا يزالون جميعاً محتجزين في أماكن مجهولة.

 

تلك الإحتجازات جاءت بالإضافة إلى احتجاز موظفين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من قبل أنصار الله، حيث تم احتجازهم منذ عامي 2021 و2023 على التوالي. إضافة الى ذلك، قام أنصار الله في 29 تمُّوز/يوليو بإغلاق مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء وطلبوا من جميع الموظفين الدوليين المغادرة. وبعد ذلك، اقتحمت قوات أنصار الله المكتب في الثالث من آب/أغسطس، في انتهاك صارخ لامتيازات وحصانة الأمم المتحدة. هذا الإجراء يشير الى اتجاه أوسع يتبعه أنصار الله ويمثل اعتداءً خطيراً على قدرة الأمم المتحدة في تنفيذ ولايتها. فحماية حقوق الإنسان هي في جوهرها حماية لمستقبل اليمن ولحقوق وحريات اليمنيين.  

 

لذلك، أدعو أنصار الله إلى التصرف بمسؤولية ورأفة تجاه المواطنين والمواطنات في بلدهم والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص إضافة إلى أبناء الأقليات الدينية والامتناع عن المزيد من عمليات الاحتجاز التعسفية مستقبلاً. دعوهم يجتمعون مع أسرهم مجددًا، دعوهم يعودون إلى وظائفهم لخِدمَةً اليمنيين من خلال تقديمهم للمساعدات الإنسانية والإنمائية، وبناء السلام، وحماية حقوق الإنسان، والوساطة، وحماية الإرث الثقافي.

 

السيد الرئيس، إن الشرق الأوسط حاليًا يحبس أنفاسه، وآمل بصدق أن يتم عكس مسار التصعيد الذي شهدناه في الأشهر الماضية. فما بدأ في إسرائيل وغزة في أكتوبر من العام الماضي جَرَّ عدة بلدان أخرى بما فيها اليمن. وعلى الرغم من الجهود الجادة لفصل اليمن عن هذا التصعيد الإقليمي، ما زال أنصار الله يهاجمون السفن في البحر الأحمر وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تواصل ضرباتها على الأهداف العسكرية في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله. إن هذا الوضع، الذي استمر لأكثر من ثمانية أشهر الآن، لا يمكن إستمراره.

 

السيد الرئيس، إن هذا التصعيد الإقليمي يتزامن مع تحديات حقيقية وملحة داخل اليمن والتي تتطلب معالجة. إن معالجة النِّزاع المستمر منذ عقد من الزمن في اليمن لا يزال هو محور تركيز جهودي. هذا النِّزاع أودى بحياة مئات آلاف الضحايا وأَضْعَفَ النسيج الاجتماعي في اليمن وقوَّضَ توفير الخدمات العامة فيه، ما جعل اليمن أكثر هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية والمخاطر البيئية والأمراض. كما برز جليًا خلال الفيضانات التي شهدتها مؤخراً الحديدة ومأرب وتعز إضافة إلى تفشي وباء الكوليرا.

 

لذلك أدعو الأطراف اليمنية مجدداً وأنصار الله على وجه الخصوص لوضع مصالح اليمنيين في مقدمة أولياتهم. وأقول لهم إنَّ مسؤوليتهم الأولى والأخيرة تتعلق باليمن وعلينا أن نعيد التركيز إلى اليمن والعثور على حلول لمشكلات اليمن.

 

السيد الرئيس، خلال الأشهر الماضية، أعربت باستمرار عن قلقي العميق إزاء الاتجاه الذي تسير فيه الأحداث في اليمن، وللأسف، لا يزال المسار التراجعي المتمثل في استمرار الأنشطة العسكرية والخطاب التصعيدي مستمرا ومع أنَّ مستويات العنف على طول خطوط التماس ما زالت قيد الاحتواء النسبي مقارنة بمستوياتها قبل هدنة عام 2022، ما زلنا نشهد استعدادات عسكرية وتعزيزات يصاحبها تهديدات مستمرة بالعودة إلى الحرب، مع ظهور مزيد من التقارير حول الاشتباكات في الضالع والحديدة ولحج ومأرب وصعدة وتعز، ومرة أخرى، تمثل هذه التطورات تذكير صارخ بمدى هشاشة الوضع على طول خطوط الجبهات اليمنية.

 

رغم هذه الصورة القاتمة، السيد الرئيس، تمكن الطرفان الشهر الماضي، بدعم من المملكة العربية السعودية، من احتواء دائرة خطيرة من التصعيد التي كانت تؤثر سلباً في قطاعي البنوك والنقل في اليمن وتهدد بإشعال فتيل نزاع عسكري جديد. ومنذ إعلان تفاهم خفض التصعيد، الذي شمل تشغيل رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية وضمان استمرار وصول البنوك الكبرى في اليمن إلى الخدمات المصرفية الدولية، شهدنا بعض التقدم الأولي نحو تنفيذ ذلك التفاهم. ولكن الآن، يقع العبء على الأطراف لتنفيذ هذا الاتفاق، وهذا يتطلب ليس فقط العمل بحسن نية والالتزام بالوعود التي قُطعت، بل أيضًا تحويل هذه التفاهمات إلى إجراءات ملموسة تحسن حياة جميع اليمنيين ومعيشتهم. لذلك، أؤكد مجددًا على أهمية العمل نحو توحيد العملة، وإنشاء بنك مركزي موحد وضمان إستقلالية القطاع المصرفي عن التدخل السياسي. وقد أعدَّ مكتبي خيارات وقدم مقترح ومساراً واضحين لتحقيق هذه الأهداف، والتي استندت جميعها إلى مدخلات الأطراف أنفسهم، ونحن لانزال مستعدين لدعم الأطراف للوصول إلى حلول مقبولة للجميع من خلال الحوار، بما يعود بالنفع على جميع اليمنيين.

 

السيد الرئيس، في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم، وافقت الأطراف على مجموعة من الالتزامات، وما زالت هذه الالتزامات قابلة للتحقيق حتى اليوم رغم كل التعقيدات التي تواجه المساحة المتعلقة بالوساطة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وما زلت ملتزماً بالحفاظ على جميع قنوات الاتصال مفتوحة وعلى استمرار انخراطنا على مختلف المستويات وعلى مختلف القضايا: في الاقتصاد، ووقف إطلاق النَّار الشامل في البلاد وغير ذلك من تدابير أمنية، وعلى عملية سياسية والإفراج عن المحتجزين والآسرى على خلفية النِّزاع.

 

تماشياً مع هذه الجهود، جَمَع مكتبي الشهر الفائت بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للمرأة سبعين ممثلة عن مختلف شرائح المجتمع اليمني في اللقاء التشاوري الرابع في المكلا في حضرموت لإستمرار العمل على تطوير رؤية لعملية سلام شاملة تتضمن صوت النِّساء، كذلك زار فريقي الرياض وعدن لمواصلة العمل نحو وقفٍ شاملٍ لإطلاق النَّار في جميع أنحاء اليمن، وغيرها من الترتيبات الأمنية بما في ذلك استكشاف طرق دعم جهود خفض التصعيد في اليمن. إضافة لذلك، منذ اجتماع الآسرى ومحتجزي النِّزاع في تمُّوز/يوليو، واصلنا عملنا مع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إحرازه في سلطنة عُمَان.

 

السيد الرئيس، نقوم بكل ذلك للمحافظة على التركيز على الأولويات بعيدة المدى، التي تهدف إلى الوصول لحل عادل ومستدام يخدم مصلحة جميع اليمنيين. مازلت مصمماً على إنجاز المهمة التي كلفني بها هذا المجلس ، وهي دعم استئناف عملية انتقال سياسي شامل بقيادة يمنية، وما زلت أعتمد على دعم المجلس الكامل لهذه الجهود. إنَّ اتِّساق رسالتكم ووحدتها حول أهمية العملية السياسية ووقف إطلاق النَّار، واستمرار تأييدكم للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة لهو أمر بالغ الأهمية في خضم هذه الأوقات العصيبة. شكراً لكم.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محلل سياسي: هذا هو الحليف القوي لروسيا في اليمن الذي سيطيح بالحوثيين

المشهد اليمني | 3508 قراءة 

الرئيس العليمي واللواء الزبيدي يتوجهان إلى هذه الدولة

كريتر سكاي | 2694 قراءة 

الرئاسي اليمني بصدد إقالة ثلاثة محافظين .. من هم؟

يني يمن | 2243 قراءة 

الأمير محمد بن سلمان يعلن التطبيع مع إسرائيل في هذه الحالة فقط

عدن نيوز | 2112 قراءة 

سياسي حوثي يحذر من أيام من الهلع بسبب عمل لا يُحمد عقباه ويدعو المليشيات للخروج

المشهد اليمني | 1888 قراءة 

الكشف عن ماسيحدث في صنعاء عقب تحريرها من الحوثيين

كريتر سكاي | 1812 قراءة 

أسعار خدمة ‘‘ستارلينك’’ والاشتراك الشهري بالريال اليمنية.. والكشف عن المناطق التي تتوفر فيها الخدمة

المشهد اليمني | 1532 قراءة 

موقع إماراتي: رد إسرائيلي مدمر على الهجوم الحوثي الأخير على تل أبيب.. سيجعل ضربة ميناء الحديدة مجرد مناوشات!!

المشهد اليمني | 1474 قراءة 

رغم “دفن العميل”.. كيف وقع نصر الله في “فخ البيجر”؟

العاصفة نيوز | 1422 قراءة 

ابو زرعة المحرمي يكشف عن موقفه من تفعيل خدمة ستار لنك بالاراضي اليمنية

سما عدن | 975 قراءة