فيضانات قادمة وتحذير دولي من خسائر أكثر فداحة

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 488 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فيضانات قادمة وتحذير دولي من خسائر أكثر فداحة

لا تمثّل الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي منيت بها مناطق يمنية بسبب الفيضانات التي شهدتها خلال الأيام الماضية نهاية المأساة، حيث لا يزال اليمن الفقير والمضطرب سياسيا وأمنيا واقعا في قلب موجة من التقلّبات الجوية التي يتوقّع أن تحدث أضرارا أكبر ذات تأثيرات أبعد مدى، بحسب تحذير أممي صدر الاثنين.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من فيضانات شديدة في اليمن خلال الأيام المقبلة، قد تؤدي إلى أضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية والبنية التحتية.

ويمتلك اليمن البنية الأضعف من نوعها مقارنة ببلدان جواره القريب، وزاد من تهالك بناه ومرافقه العامّة، توقّف حركة تجديدها وصيانتها، بينما أدّت الحرب إلى تراجعها بنسب كبيرة.

كما يواجه البلد أزمة اقتصادية ومالية طاحنة أثرت على أوضاعه الاجتماعية ووسعت دائرة الفقر بين سكانه.

وتثير تلك الأوضاع مخاوف جدية من أن تؤدي تقلّبات الطقس التي تحوّلت إلى ظاهرة في المنطقة مرتبطة بالتغير المناخي إلى فشل اليمن كدولة.

وأصبحت منطقة شبه الجزيرة العربية التي ينتمي إليها اليمن جغرافيا تشهد ظواهر طبيعية غير اعتيادية توصف بـ”التطرّف” حيث تتراوح بين ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، ونزول كميات من الأمطار ليس لبلدان المنطقة سابق عهد بها، خصوصا وأنّ بعضها يسجّل في مواسم معروفة بجفافها وندرة تساقطاتها المطرية.

وجاء التحذير الأممي وفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة والتي ورد فيها أنّ اليمن يواجه مخاطر فيضانات شديدة خلال الأيام العشرة المقبلة في محافظات إب وذمار وسط البلاد، وصنعاء وعمران شمالا، والحديدة وحجة غربا.

وأضافت المنظمة في نشرتها أنّ “المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية باليمن تواجه خطرا كبيرا من الفيضانات الممتدة خلال الفترة ذاتها”.

وما يضاعف المخاطر ويهدّد الأمن الغذائي شبه المعدوم أصلا في اليمن، أن بعض المناطق المشمولة بالإنذار الأممي تمتد على مساحات زراعية شاسعة وبعض أخصب الأراضي في البلد والأكثر إنتاجا للحبوب والفواكه وغيرها من الأغذية.

ومن المتوقع أن تتسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المصاحبة لها في أضرار جسيمة بالمحاصيل الزراعية، بحسب النشرة ذاتها.

وحذرت الفاو من أنّ “ظروف السكن الهشة معرضة لخطر التدمير ما سيؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا، وقد تنهار أنظمة الصرف الصحي غير الكافية في المناطق الحضرية، ما سيتسبب بإتلاف البنية التحتية وتعطل وسائل النقل وفشل شبكات الاتصالات”.

ومنذ مطلع الشهر الجاري ازدادت كمية الأمطار الغزيرة في عدد من محافظات اليمن، ما تسبب بحدوث سيول وفيضانات خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين، ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات التي ضربت البلد خلال الأيام الماضية إلى سبعة وخمسين قتيلا وفقدان آخرين.

وقالت المنظمة الأممية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني “أودت الفيضانات التي بدأت أواخر يونيو الماضي واشتدت في مطلع أغسطس الجاري بحياة سبعة وخمسين شخصا على الأقل مع فقدان وإصابة آخرين، فيما تضررت أربعة وثلاثون ألف أسرة منها”.

ومن جهته حذر القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة في اليمن مات هوبر من أنه “بدون الدعم الكبير والمستدام من المانحين والشركاء الدوليين ستظل القدرة على تلبية احتياجات المتضررين محدودة للغاية”. ووصف المسؤول الأممي حجم الكارثة والاحتياجات الإنسانية بالهائلة.

لكنّ تراجع حجم المساعدات الدولية لليمن أصبح حقيقة واقعة. وفي يوليو الماضي أعلنت الحكومة اليمنية انخفاض التمويلات الدولية للقطاع الصحي بنحو سبعين في المئة.

منذ مطلع الشهر الجاري ازدادت كمية الأمطار الغزيرة في عدد من محافظات اليمن، ما تسبب بحدوث سيول وفيضانات خلفت خسائر بشرية

ويؤثّر تناقص التمويل الدولي على قطاعي الصحة والغذاء شديدي الحيوية للسكان الذين يعانون توسّع دائرة الفقر في صفوفهم وندرة موارد الرزق تأثرا بالأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد، فضلا عن كون أعداد كبيرة منهم باتت مقيمة بعيدا عن مناطقها الأصلية التي اضطرت إلى النزوح عنها فرارا من الحرب.

ويتوقّع أن يكون للفيضانات أثر على الوضع الصحي في البلاد بسبب تضرر البنى الصحية وصعوبة وصول السكان إلى ما بقي من مرافق جراء انقطاع الطرق وتعطل وسائل النقل، فضلا عن تضافر عاملي الرطوبة والحرارة في توفير البيئة الملائمة لظهور بعض الأوبئة ونمو الحشرات الناقلة لها.

وعاد بالتوازي مع الفيضانات وباء الكوليرا ليهدّد سكان عدد من مناطق البلاد. وأعلن تيسير السامعي مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز قبل يومين وفاة أربعة وثلاثين شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف آخرين بالكوليرا في المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن منذ مطلع العام الجاري.

ووجَّهت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الأسبوع الماضي نداء استغاثة عاجلا إلى المانحين الدوليين لمساعدتها في التصدي لأضرار السيول.

وما ضاعف من خطورة الفيضانات في اليمن أنها طالت مناطق مزروعة بالألغام التي انجرفت أعداد كبيرة منها وتوزعت في مناطق أبعد ما يجعل من الخرائط المتوفّرة لدى الأطراف التي قامت بزرعها عديمة الجدوى ويحوّل تلك الألغام إلى خطر محدق بعدد كبير من السكان وعلى مدى أجيال قادمة.

نقلا عن العرب اللندنية

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إسرائيل تمطر طهران بـ50 طائرة مقاتلة.. أعنف غارات تستهدف العمق النووي والصاروخي

حشد نت | 1219 قراءة 

الشرعية توجه ضربة موجعة للحو/ثي باتخاذ قرار مفاجئ وهذه تفاصيله!

صوت العاصمة | 817 قراءة 

عاجل : طائرات إيرانية تصل إلى عُمان وترامب يرفع السقف .. مفاوضات أم مواجهة؟

المشهد اليمني | 687 قراءة 

شرطة تعز تضبط قاتل زوجته بعد 16 عامًا من ارتكاب الجريمة وحرق الجثة

حشد نت | 663 قراءة 

توقيف الحوالات الصادرة من عدن

كريتر سكاي | 653 قراءة 

مسؤول حكومي : يلوّح بنهاية وشيكة للحوثيين: مفاجآت قادمة ستُسعد كل يمني حر

يني يمن | 638 قراءة 

ترامب يلوح بالتدخل العسكري ضد إيران ويمنحها مهلة حتى هذا الموعد

تهامة برس | 574 قراءة 

أول تعليق سعودي بعد تهديدات ترامب بضربة ساحقة لايران

المشهد اليمني | 547 قراءة 

قائد عسكري تابع للشرعية يقدم على خطوة لا تصدق

كريتر سكاي | 512 قراءة 

صنعاء تدعو الى هذا الامر بشان عدن

كريتر سكاي | 463 قراءة