أمطار جارفة وإعصارات وعواصف.. أدخنة الدول الصناعية تفتك باليمن (تقرير)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 476 مشاهده       تفاصيل الخبر
أمطار جارفة وإعصارات وعواصف.. أدخنة الدول الصناعية تفتك باليمن (تقرير)

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:

منذ أربع سنوات تشهد اليمن تقلبات مناخية ملحوظة يؤكد مسنون أنها لم تحصل على مدى 80 عام ماضية.

من أبرز تلك التقلبات: الأمطار المفاجئة والجارفة، والاعصارات والعواصف الرعدية الكثيفة والصواعق، والتقلبات المفاجئة بين البرد الشديد والحر الشديد خاصة في أسابيع الانتقال بين فصلي الصيف والشتاء.

ومؤخرا ضربت سيول جارفة عددا من المحافظات خصوصاً الحديدة وتعز وحجة (غرب اليمن)، ما أدى إلى وفاة 45 شخصا وفقدان 12 آخرين، فضلا عن نزوح آلاف وتضرر أكثر من 93 ألف، وفق إحصائية أصدرتها جمعية الهلال الأحمر اليمني.

في محافظة مأرب شهدت الأحد 11 أغسطس/آب عاصفة رعدية يقول مسنون إنهم لم يعرفوا مثلها منذ نعومة أظفارهم.

العاصفة الرعدية استمرت لأكثر من ربع ساعة دون توقف الأمر الذي أثار الهلع والخوف أوساط السكان، وتسببت في وفاة حالتين.

وتسببت الصواعق الرعدية خلال الشهرين الماضيين في وفاة وإصابة العشرات خاصة في محافظة المحويت الجبلية، وكذلك محافظات إب وريمة وحجة وصنعاء وتعز.

وخلال الأشهر الماضية من العام الجاري شهدت محافظة المهرة منخفضين جويين (عواصف مطرية) تسببت في تدفق السيول بكثافة ووفاة 5 أشخاص، وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية، حيث امتد تأثير تلك العواصف إلى محافظة حضرموت.

خبراء في المناخ أكدوا لـ “يمن ديلي نيوز” أن اليمن واحدة من أكثر الدول تأثرا بالتقلبات المناخية نتيجة الانبعاثات الحرارية التي تصدر عن المصانع واستخدام الوقود الاحفوري في الدول الصناعية الكبرى.

كما تحدثوا عن آثار صحية وبيئة على الانسان والحيوان والزراعة، وهو ما يتطلب إعداد رؤية حكومية شاملة قابلة للتفاوض في قمة المناخ القادمة المقرر عقدها في باكو بأذربيجان خلال نوفمبر المقبل.

المسبب الأول

يقول الاستشاري في المناخ والبيئة “ريان الشميري”: اليمن لا تساهم بشكل كبير في انبعاث الغازات الدفيئة (وهذي الغازات هي المسبب الاول في تغير المناخ) وبالتالي اليمن من أكثر الدول المتضررة أو المتأثرة من تغير المناخ”.

وأشار “الشميري” إلى أن “التغيرات المناخية في اليمن قد يترتب عليها تغير بشكل عام ظهور آثار قد تكون مفيدة في منطقة وقد تكون ضارة في منطقة أخرى، ولكن زيادة حدة هذه الآثار يؤدي إلى آثار كارثية نتيجة وجود مواطن ضعف في القدرة مواجهة الكوارث.

وأضاف: “من خلال تقييم الأضرار الناتجة عن السيول في الحديدة نلاحظ أن الآثار كارثية ولا يوجد أي تقرير شامل حول الأضرار على البنية التحتية والبيئة حتى والآن، وإنما قامت الأوتشا بعمل حصر أضرار وخسائر للأفراد والممتلكات بغرض تقديم استجابة طارئة للمتضررين”.

وتابع: استمرار الحرب وضعف الوعي بأهمية تنفيذ تدخلات في مجال البنية التحتية سيؤدي إلى أضرار مضاعفة سنة تلو الاخرى، وبالتالي سيفقد المزارعين سبل عيشهم وأراضيهم الزراعية ويزيد تلوث البيئة وتضرر الحياة والصحة بشكل عام”.

وعن دور الحكومة لمواجهة هذه التغيرات أشار إلى أن “من المفترض أن يكون هناك إصلاح مؤسسي، وتحديث السياسات وتقييم بيئي شامل لمواطن الضعف والقدرات وتهيئة البيئة الداخلية والخارجية للجهات الحكومية بشكل عام ومن ثم تقديم رؤية لمعالجة التحديات البيئية والكوارث الناجمة عن تغير المناخ في اليمن”.

وأشار إلى أن الرؤية الي تزمع الحكومة إعدادها وتقديمها لمؤتمر المناخ لن تكون ذي جدوى إذا لم تكون هناك تهيئة مسبقة لمواجهة الكوارث.

تغيرات متسارعة

من جهته اعتبر الباحث في التغيرات المناخية “أنوار الحميري” من الطبيعي حصول تغيرات على الأنماط المناخية للأرض لأسباب طبيعية على مدى زمني كبير جداً، لكن الملاحظ أن التغيرات المناخية أصبحت متسارعة وخاصة بعد الثورة الصناعية نتيجة لأنشطة الانسان، من خلال حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات.

وأضاف في حديث مع “يمن ديلي نيوز”: حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة والصناعات الأخرى، يسبب انبعاثات للغازات الدفيئة التي تحبس حرارة الأرض وتمنعها من الخروج إلى خارج الغلاف الجوي مما يؤدي إلى ما يسمى الاحتباس الحراري وتغير المناخ”.

ومن الأسباب التي ذكرها الحميري “قطع أشجار الغابات”، إذ تمتص الغابات ثاني أكسيد الكربون، وإتلافها يحد من قدرة الطبيعة على حماية الغلاف الجوي من الانبعاثات، ويتسبب بانطلاق الكربون، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل متسارع وينتج عنها هذه التغيرات المناخية.

وعن آثار التغيرات المناخية الحاصلة على البيئة والزراعة والحياة بشكل عام ذكر “الحميري” أن التغيرات المناخية ينتج عنها ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة لذوبان الجليد، وسوف تتسبب في حدوث الفيضانات والسيول والعواصف وتدمير المحاصيل الزراعية وإتلافها.

كما ستؤدي التغيرات المناخية وفقا للباحث “الحميري” إلى الجفاف في بعض المناطق وعدم انتظام هطول الأمطار مما يسبب بتغير في المواسم الزراعية والتأثير على الإنتاج الزرعي وكذلك القطاع السمكي.

كمـا تتسبب ارتفـاع درجـات الحـرارة الناجمة عن الغيرات المناخية في تدهـور الصحة العامة وزيادة نسبة الأمراض المتعلقة بالحرارة والجفاف.

وأضاف: على الرغم أن اليمن ليست منتج كبير للغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أنها في صدارة الدول المتأثرة بتداعياتها.

ودعا “الحميري” الحكومة اليمنية إلى التركيز على إعداد رؤية وطنية وصياغة موقف تفاوضي في القمة المناخية القادمة يعكس الأولويات والاحتياجات لمواجهة هذه الأثار المدمرة”.

واستدرك بالقول، “يتعين على الحكومة أن تركز على سبل العيش، والموارد البيئية، والخدمات الأساسية، والبنى التحتية، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لتحسين القدرات الوطنية في مواجهتها والتنبؤ بها، والتكيف المستمر مع تقلباتها، والتركيز على قضايا التمويل والتكيف والخسائر والأضرار والانتقال العادل”.

ودعا إلى تقديم المشاريع للعمل مع صناديق المناخ المختلفة للحصول على تمويلات، وإقامة شراكات إقليمية ودولية، وتنفيذ التدابير والإجراءات الضرورية الرامية الى تخفيف حدة مخاطر التغيرات المناخية”.

وفي 5 أغسطس/آب الجاري وجه رئيس الحكومة اليمنية “أحمد عوض بن مبارك” ببناء استراتيجية تفاوضية شاملة تتضمن التحديات غير المباشرة والمرتبطة بالتغيرات المناخية على اليمن لتقديمها إلى قمة المناخ (كوب 29) المقرر عقدها في نوفمبر المقبل في أذربيجان.

وأكد “بن مبارك” على أهمية إعداد رؤية وطنية وصياغة موقف تفاوضي يعكس أولويات واحتياجات مواجهة الآثار المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن، خصوصاً على سبل العيش، والموارد البيئية، والخدمات الأساسية، والبنى التحتية، والدعم الدولي المطلوب للحد من تداعياتها.

وقال إن اليمن من أكثر الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية رغم أنها من أقل الدول مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي.

قمة باكو

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الأذريبيجانية “باكو” في نوفمبر المقبل قمة المناخ (مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 29).

وقمة المناخ (مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي) هي مؤتمرات سنوية تعقد في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC).

وتعدّ القمة بمثابة الاجتماع الرسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (مؤتمر الأطراف، كوب) لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع التغير المناخي- بدءًا من منتصف التسعينيات- للتفاوض بشأن اتفاقية كيوتو لوضع التزامات ملزمة قانونًا للدول المتقدمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

عُرف كل مؤتمر من المؤتمرات منذ عام 2005 على أنها “مؤتمر الأطراف العامل كاجتماع للأطراف في اتفاقية كيوتو”، إذ يمكن أيضًا للأطراف في الاتفاقية غير الأطراف في البروتوكول المشاركة في الاجتماعات المتعلقة بالبروتوكول كمراقبين.

انعقد أول مؤتمر للأمم المتحدة حول التغير المناخي في عام 1995 في برلين، وترتفع نسب نجاح المؤتمرات عندما تُعقد في أماكن مشمسة، وفقًا لسليم الحق أثناء حديثه خلال كوب 26 بعد حضوره لكل مؤتمرات الأطراف السابقة.

مرتبط

الوسوم

الأعاصير

الاحتباس الحراري

التقلبات المناخية

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

زوارة الدفاع البريطانية تنشر خريطة لمناطق سيطرة الحوثيين.. لن تصدق حجم المساحة

عدن توداي | 3790 قراءة 

هذا ما وعد به الجانب الروسي طارق صالح !

نيوز لاين | 3144 قراءة 

زعيم الحوثيين: لدينا ترسانة حربية متطورة لا تمتلكها دول

شروين المهرة | 2714 قراءة 

ابتداء من يوم غد الاحد .. الفلكي عياش يتوقع حدث طبيعي بخصوص فترة الليل والنهار

عدن توداي | 2245 قراءة 

قاضي بارز في صنعاء يهاجم سلطة الحوثي ويصف تصرفاتهم بالحمقاء

نافذة اليمن | 2216 قراءة 

انباء عن تصفية الشيخ المؤتمري امين راجح في معتقله وإصابة العشاري

نافذة اليمن | 1783 قراءة 

مقتل شخصية بارزة وسط صنعاء (صدمة)

كريتر سكاي | 1711 قراءة 

شروط جنوبية لمصالحة اسرة صالح (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 1697 قراءة 

أمريكا تستفز الجنوبيين بهذا الإعلان الصادم (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 1600 قراءة 

هل تحسنت قيمة الريال اليمني في عدن؟ اليكم آخر تحديث بأسعار الصرف

مأرب برس | 1235 قراءة