تتسلل الإمامة بين اليمنيين عبر ثلاث طرق سنها لهم الإمام الهادي يحي الرسي الذي قدم إلي اليمن لإقامة خلافة إسلامية علوية، وإسقاط الخلافة العباسية وهي :
1. المشاكل بين الأطراف اليمنية المتصارعة.
2. إغراء الزعامات القبلية، والإقطاعية بالمناصب، و بالمكاسب المادية.
3. التنكيل بالمعارضين من هدم البيوت، والمزارع، ومصادرة الممتلكات، علاوة على السجن والقتل والتنكيل.
كانت الخلافات والحروب على أشدها بين القبائل، و الزعامات القبلية في ذلك الحين، بين الفطيميون والاكيليون في صعده، وبين الدعام زعيم بكيل والضحاك زعيم حاشد، وبين آل يعفر وبني طريف في صنعاء، وبين علي ابن الفضل ومنصور ابن الحوشب زعماء الدعوة الإسماعيلية في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من كل هذه الخلافات والحروب بين اليمنيين والتي حاول استغلالها الإمام الهادي غير أنه وبعد ١٤ عام من دخوله اليمن، مات ولم يستطع أن يحافظ الا على صعده وأجزاء من نجران بعد استخدامه القوة المفرطة ضد معارضيه، وهدم بيوت وقرى كاملة، وتخريب مزارع المعارضين، وتقطيع نخيلهم، وارسال رؤوس المعارضين إلي نجران ليخضع أي حركة معارضه ضده فيما تبقى له من أحلامه في صعده ونجران.
اليمنيون بطبيعتهم أهل نزعة استقلالية من قديم الزمان، لا يمكن أن يقبلوا بمن يأتيهم بنظرية الاصطفاء وأنا خير منكم، ولذلك خرج أهل صنعاء بعد دخول الإمام الهادي إليها يتظاهرون ضده مرددين القول ''لن يحكمنا علويا'' وكلما دخل الإمام الهادي صنعاء مستغلا الخلافات بين الزعامات أنذاك، واستمالة أحدهم ضد الآخر حتى يصل صنعاء، اخرجوه منها حتى أصابه اليأس، وتحطمت احلامه في تأسيس دولة علوية باليمن إلي أن مات مسموما في منزله بصعده.
سار على نهجه ابناءه، وأحفاده، وتبعهم العديد من الأئمة من أسر أخرى، وساروا على ماسار عليه، غير أن دولتهم العلوية التي ارادوها باليمن، ومنه إلي كل العالم العربي، والإسلامي لم تتحقق أمام قوة وصلابة اليمنيين.
مالم يتحقق للأئمة خلال ألف ومائة عام لن يتحقق لعبدالملك الحوثي اليوم حتى وإن استغل خلافات اليمنيين، وصراعاتهم فيما بينهم غير أنهم-اليمنيون-سرعان مايتفقوا ليطيحوا بالإمام حتى وإن استقرت الأمور له لفترة بسيطة لكن نهايته حتمية على أيدي اليمنيون.
ماعجز عن تحقيقه الإمام الهادي يحي الرسي لن يحققه عبدالملك الحوثي والتاريخ يشهد بذلك. يسير عبدالملك الحوثي اليوم على ماسار عليه أجداده في إخضاع اليمنيين، ونسير نحن على ماسار عليه أجدادنا في النزعة الاستقلالية ورفض الاستعلاء على اليمنيين بالنسب، والحق الإلهي المزعوم وبنفس الظروف التي تخلص فيها أجدادنا من أئمتهم سنتخلص نحن أيضا من عبدالملك الحوثي والتاريخ سيعيد نفسه.
ختاما/ لا يقبل بالإمامة اليوم الا:
1. جاهل لم يقرأ تاريخها الأسود في اليمن.
2. صاحب مصلحة وهذا سيبيع الإمامة في حال تهيأت الظروف له من طرف أخر.
3. صاحب ثأر منتقم من غيره بالإمامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news