يمن إيكو|أخبار:
توقعت مجلة أمريكية أن تحقق الصين ما وصفته المجلة بـ “انتصار بلا سلاح” على الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر سيطرتها على صناعة الإلكترونيات، مؤكدة أن صعود الصين كقوة عالمية حصيلة جهد استراتيجي ومقصود ومدعوم بقوة من الحكومة الصينية للسيطرة على القطاعات التكنولوجية الحيوية في إطار المبادرة التي عرفت بشعار “صنع في الصين 2025”.
ووفقاً لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، ضخّت الحكومة الصينية دعماً بمليارات الدولارات في الشركات التي تنتج كل شيء من الهواتف الذكية حتى شاشات العرض الرقمية، وسمح هذا الدعم للشركات الصينية بزيادة حصتها السوقية في سوق شاشات عرض البلور السائل (إل سي دي) بشدة من 13% في عام 2016 إلى 45% في عام 2023.
وأشارت المجلة- في تقرير تحليلي رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”- إلى ما حققته الشركات الصينية من تقدم كبير، مثل شركات مثل “بي أو إي تكنولوجي” و”تي سي إل” التي أصبحت أسماء بارزة وتورّد إنتاجها إلى العديد من الشركات العالمية التي تحتاج إلى هذه المكونات الحيوية في صناعة أجهزتها، ومن ثم أصبحت هذه السوق تعتمد بشدة على القدرات التصنيعية للصين.
ونقلت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية عن كبير مديري إدارة المرونة في مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق بريان جيه كافاناو قوله: “إن السيطرة الصينية المتزايدة على صناعة الإلكترونيات لا تهدد فقط الحالة الاقتصادية لقطاع الإلكترونيات الأمريكي، وإنما تنطوي كذلك على مخاطر كبيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة.
وأضاف كافاناو- عمل خلال الفترة من 2018 إلى 2021 تحت رئاسة كل من الرئيسين السابقين دونالد ترامب والحالي جو بايدن- للمجلة أنه عمل 3 سنوات في مجلس الأمن القومي الأمريكي فكان شاهد عيان على الطرق المعقدة، وغير المرئية، في كثير من الأحيان التي تؤثر بها سلاسل التوريد العالمية على الأمن القومي.
وقال كافاناو- الذي يشغل كبير نواب رئيس إدارة الأمن الداخلي والتكنولوجيا في شركة “أميركان غلوبال ستراتيجيز” للاستشارات: إن التداعيات الاقتصادية للسيطرة الصينية على صناعة الإلكترونيات واضحة، فمن خلال الدعم الكثيف تشوّه الصين السوق العالمية وتجعل من شبه المستحيل على شركات دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة منافسة الشركات الصينية بصورة عادلة.
وأضاف كبير نائب رئيس الشركة- التي أسسها مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقاً روبرت أوبرين وكبير موظفي مجلس الأمن القومي ألكس غراي- أنهم شاهدوا ذلك بالفعل حيث تكافح الشركات الأمريكية والغربية الأخرى لمواجهة الأسعار المنخفضة التي تقدمها الشركات الصينية، وقد أدى ذلك إلى تراجع التصنيع المحلي وفقدان الوظائف في الولايات المتحدة.
وأوضح أن هذا التدهور لصناعة الإلكترونيات المحلية يضعف المرونة الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها ككل، مشيراً إلى أن التداعيات على الأمن القومي أكثر خطورة، فالاعتماد على الشاشات الرقمية وغيرها من المكونات الإلكترونية الصينية الصنع يخلق كثيراً من نقاط الضعف في منظومة الأمن القومي الأمريكي، وفق كافاناو.
واعترف كافاناو بأن الولايات المتحدة لن تستطيع هزيمة الصين بمفردها في هذا المجال، لذلك عليها إعادة النظر في علاقتها التجارية مع الصين وبخاصة في قطاع الإلكترونيات، كما أن عليها العمل مع حلفائها وشركائها لبلورة استراتيجية مشتركة للتعامل مع ممارسات السوق الصينية حتى يمكن الحدّ من مخاطر هذه الممارسات.
ووفقاً لما نقلته المجلة عن كافاناو، فإن الدعم الحكومي الصيني لصناعة الشاشات الذي يتزايد، ليبلغ نحو 90% من النفقات الاستثمارية في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية، يتيح للشركات الصينية الاستثمار في التقنيات الجديدة مثل شاشات العرض المتناهية الصغر بدون القلق من العائد على الاستثمار.
وأشار إلى أن الدعم الصيني المستمر يتيح للشركات مواصلة الابتكار والتوسع في الأسواق ويعزز مكانة الصين في صناعة الإلكترونيات العالمية، مؤكداً أن التصدي للتهديد الصيني المتعدد الجوانب، يحتاج إلى استراتيجية شاملة تجمع بين السياسة الاقتصادية والابتكار التكنولوجي وإجراءات الأمن القومي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news