منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، سعت المليشيا الحوثية الإرهابية جاهدةً، وبكل حقد، إلى تدمير المنظومة التعليمية في البلاد، مستهدفة المدارس والجامعات والمعاهد على حدٍ سواء.
وكان وراء هذا العمل الإجرامي هدف واضح هو القضاء على أي بصيص أمل من المعرفة والوعي، وتسهيل عملية غسل الأدمغة وتجنيد الشباب والأطفال في صفوفها، باعتبار أن هذه المؤسسات بمثابة حائط الصد الأول والمنيع أمام موجة التطييف والغزو الثقافي الخميني.
لم تكتفِ المليشيا الحوثية بتعطيل العملية التعليمية، بل سعت إلى تدميرها بشكل منهجي. فمن خلال نهب رواتب المعلمين وفصلهم، وتغيير المناهج الدراسية، وحشو العقول بأفكار طائفية ضيقة وضالة، أرادت المليشيا أن تحول المدارس إلى معاقل للتطرف وأن تزرع بذور الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
لم تتوقف جرائم المليشيا الحوثية عند تدمير التعليم فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى نهب أراضٍ واسعة تابعة للجامعات الحكومية في محافظات متعددة أبرزها محافظتا صنعاء وذمار، مستهدفة شلّ العملية التعليمية وتقويض أي محاولة في المستقبل لتطوير المؤسسات الأكاديمية، وممهدةً للسطو على هذه المؤسسات الوطنية كليًا وتحويلها إلى استثمارات خاصة.
وكشفت وثيقة صادرة في مايو الماضي، عن المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للمليشيا الإرهابية، عن توجيه بتسليم مساحات كبيرة من أراضي جامعة صنعاء لأحد المستثمرين الموالين للمليشيا، بزعم بناء مدينة طبية.
المشاط وجه ما يسمى القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بتسليم 10 آلاف لبنة لمشروع المدينة الطبية في صنعاء، غرب كلية الطب بجامعة صنعاء.
ومؤخرًا، أقدمت مليشيا الحوثي على استقطاع خمسة آلاف لبنة من الحرم الجامعي الغربي في مدينة ذمار، بتوجيهات من المدعو محمد البخيتي، منتحل صفة محافظ محافظة ذمار، وبموافقة المدعو مهدي المشاط.
وقالت مصادر أكاديمية؛ إن الغاية من هذا النهب المنظم لأراضي الجامعات الحكومية وراءه مخطط مرسوم بعناية لهدم التعليم الجامعي وتقويضه إلى الحد الذي يصبح فيه بلا جدوى، وإفساح المجال أمام الجامعات المستحدثة من قِبل المليشيا، التي تروج للفكر الحوثي، وتُعتبر مصدر دخل مربح لقيادات المليشيا تنشط على حساب تدمير المؤسسات الأكاديمية الوطنية مثل جامعتي صنعاء وذمار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news