انهالت علي مئات الرسائل تسألني عن أحمد ناصر الرهوي الذي عينه الحوثيون رئيسا لحكومتهم الانقلابية وهل يمكنه فعل شيء للشعب، وأنا أقول لهؤلاء، إن الرهوي لديه رصيد سياسي ونضالي واجتماعي يمتد من أبيه إليه،لكن هذا الرصيد لا يساوي شيئا لدى عصابة تزعم أنها تستمد شرعيتها من الله، ومن يعمل لديها فهو مجرد خادم يتشرف بخدمتها .
وهنا لست بحاجة للتأكيد بأن رصيد الرهوي السياسي والنضالي مجرم لدى هذه العصابة،فهو وأسرته جمهوريون وهي عصابة تكره الجمهورية وكل ما يتصل بها، بل هي تنتفض رعبا من العلم الجمهوري الذي مازالت تبقي عليه شكلا حتى لا تفقد كثير من الأتباع الذين يعملون في خدمتها .
إن ما أجبر الرهوي وغيره من مهادنة هذه العصابة أنهم لم يجدوا شرعية حقيقية تمثل الشعب اليمني وإلا لما كان الرهوي اليوم في صفوف هذه العصابة، وهو يراها تخوض حربا مفتوحة ضد أهلنا في البيضاء، لكنه في الوقت نفسه لم يجد وزير الدفاع ولا رئيس أركانه وجهوا أوامر عملياتية لمواجهة هذه العصابة، ولو تم ذلك لكان كفيلا بتحقيق الإنتصار الحاسم الذي انتظرناه طويلا، إن العنف الذي يواجِه به الحوثيون الشعب منذ عشر سنوات، ليس له مثيل في التاريخ، إنهم يتبعون استراتيجية، قتل الشعب بكامله بتدمير كل وسائل العيش التي لديه، فأين هي الشرعية اليوم مما يجري في البيضاء ؟.
الجميع يعلمون أن هذه العصابة تأسست منذ البدء على العنف والقتل والمجازر، وتأسست على نموذج ليس له مثيل في التاريخ، فهي ليس لها أي ولاء للشعب ولا صلة لها به، بل هي تنفذ إرادة الحاكم الذي تعتبره حاكما باسم الله من دون تفكير، ومن المؤسف أن قسما من الجيش وقسما واسعا من القبائل تم تحويلهم إلى عصابات يعملون تحت سلطتها،بسبب غياب الشرعية الوطنية .
يعيش اليمنيون اليوم حالة من الاستعمار الداخلي والخارجي، قسم منه يقع تحت الاحتلال السعودي الإماراتي والقسم الآخر يقع تحت احتلال هذه العصابة التي تفرض على الشعب كل شيء، كما لو كنا تحت الاحتلال، وفي المقابل يتعرض الشعب اليمني لمسخرة المجتمع الدولي في انتهاك المبادئ الإنسانية والقيم الكونية، فالدول الكبرى تتفرج على القتل اليومي، من دون أن تحرك ساكنا، بل تجيزه، ما يعني إباحة كل الاعتداءات والمجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب .
إن كل ما فعله المجتمع الدولي حتى الآن، هو الهروب من مسؤوليته، رغم القرارات التي اتخذها بالإجماع، مما يثبت أن هذا المجتمع، هو مجتمع مصالح، وليس مجتمع مبادئ وقيم .
ولن أبالغ في نهاية الأمر إذا قلت إن هذه الدول ليست هي المتخاذِلة وحدها، بل النخب السياسية والثقافية اليمنية، فالشعب بحاجة لأن يسمع صوت هذه النخب، لكي يشعر بأن نخبه معه، فلن ينتصر الشعب اليمني مالم ينزع شوكه بيده، لكن كيف يمكن ذلك والشرعية منقسمة على نفسها، سواء على صعيد المثقفين أو الأحزاب، مما أدى إلى غياب قيادة سياسية موحدة، هناك اليوم قيادات متنابذة ومتنافسة ومتصارعة وتابعة، ليس لديها مشروع وطني، لذلك لا تنتظروا من الرهوي أن يفعل شيئا فلن يكون سوى ممسحة نظيفة يمسح بها الحوثيون وساختهم وفسادهم .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news