تمثل الحرب التي اشعلت شرارتها جماعة الحوثي الانقلابية بعد انقلابها على الدولة أكبر المأسي التي مرت باليمن طوال تاريخها الحديث لما تركته من آثار شملت جميع جوانب حياة اليمنيين، ومن ذلك صحتهم النفسية التي تأثرت بالتأكيد بالأحداث، فمشاهد الدماء والقتل والحصار والقصف والصدمات بمختلف انواعها وتخلخل البنية الاجتماعية للبلد الواحد والاسرة الواحدة في احيان كثيرة هذا الواقع يمثل بيئة خصبة لانتشار الامراض النفسية وتغلغلها بين افراد المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية، أضف إلى ذلك الوضع الاقتصادي الصعب الذي يكتوي بناره اليمنيين والذي تضاعف منذ الانقلاب وما تبعه من حرب جعل من الصعوبة على أرباب وربات الأسر توفير الاحتياجات الاساسية لابنائهم ليضلوا على قيد الحياة، وأمام هذا العجز تحضر الضغوطات النفسية التي تتحول لأمراض مع استمرارها وتجددها.
النزوح وترك المنازل واللجوء إلى المخيمات هرباً من نار الحرب والقصف وغياب الامان الاجتماعي والتفكك الأسري كلها عوامل تؤدي لارتفاع نسبة القلق والتوتر والاكتئاب، وكلها تصبح أسباباً أساسية لتدهور الصحة النفسية وقد تدفع الكثير إلى انهاء حياتهم بالانتحار في ظل عجز المنظومة الصحية المنهارة اصلاً عن تقديم خدمات الرعاية النفسية، وهذا بالتأكيد ليس مبرراً لكنه تشخيصاً فقط، والانتحار جريمة بحق روح حفظها الله ليس مباحاً إزهاقها تحت أي ظرف أو سبب.
الحرب ليست نزهة لكنها تحضر بكل مافيها من مآسي وآلام تترك اثرها على الذين يعيشون أهوالها سواء من تصل اليهم بشكل مباشر او بشكل غير مباشر، وتزداد الاثار النفسية لها مع غياب مؤسسات الرعاية النفسية والدعم النفسي التي انهارت كغيرها من الخدمات الحكومية بعد انقلاب جماعة الحوثي على الجمهورية واسقاط ونهب مؤسساتها، ووسط هذا الوضع المتأزم تمثل الفئات الاجتماعية الاضعف (النساء - الاطفال) أحد أكثر المتأثرين نفسياً بفعل الحرب وأثارها اذ يمثلون أكثر الفئات تعرضاً للصدمات النفسية نظراً لـ ضعفهم وهشاشتهم تجاه الأحداث الصادمة والمؤلمة التي تحصل معهم أو أمامهم.
تتحمل جماعة الحوثي الانقلابية التي اشعلت هذه الحرب المسؤلية الاخلاقية والقانونية عن كل المخاطر التي أحاطت باليمنيين وعلى راس ذلك الاثار النفسية التي تدمر حياة الكثير من اليمنيين وتصل بسببها العديد من الاسر اليمنية الى التفكك والتشتت الناتج عن الامراض النفسية التي سببتها الحرب، ولامناص لايقاف كل هذه المخاطر إلا استكمال إسقاط الانقلاب بكل أشخاصه وأدواته وآثاره.
دمتم سالمين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news