كتبه: أحمد بن جمال الكازمي.
منذ فترة لا بأس بها، وأنا أريد أن أكتب عن هذه القضية، وعن تبعاتها الخطيرة، وآثاره الشنيعة، وهي التمدد الحوثي في المناطق المحررة، عبر وسائل متنوعة، وطرائق مختلفة؛ لكن اليوم أصبح الأمر أكثر خطرا، وأكبر ضررا، حيث أصبح التحوث يعلن به، ويصرح به جهارا نهارا، وأصبح له دعاة يدعون إليه سرا وعلنا، والله المستعان.
ومن المناطق التي يستهدفها التحوث اليوم، بعض مناطق محافظة أبين، ومع أنها قد اكتشفت من قبل عصابات تعمل لصالح الحوثي، في بعض مناطق أبين وغيرها؛ لكن الأمر اليوم استفحل، حيث أصبح التجنيد مع الحوثي يعلن عنه في بعض المناطق، كما سمعنا ذلك في مقتطف من خطبة الجمعة للشيخ حسين الصلاحي.
بل للأسف سمعنا أحد السياسيين، وهو يهدد المجلس الانتقالي الجنوبي، حال اعتراضه للمسيرات والمظاهرات المطالبة بالكشف عن مصير عشال، بتدخل طرف ثالث سوف يقتحم الجميع، ولا شك أنه يعني الحوثي.
والمشكلة أن كل هذا الواقع يدور اليوم في الساحة الأبينية، مع غفلة السلطات الإدارية والعسكرية والأمنية، عن كل ذلك، سواء من سلطات أبين، أو سلطة الأمر الواقع، أو حتى قادة ألوية الجهاد والمقاومة ضد الحوثي، وهذا خطر كبير، يهدد الجميع.
والواجب هو عدم إهمال هذه الأمور، وإن كانت قليلة في نظرنا؛ لكنها تزداد ضراوة مع مرور الأيام، فلا بد من الاستيقاظ قبل فوات الأوان.
فعلى السلطات العامة في البلاد، وسلطة الأمر الواقع في الجنوب، إعادة النظر في واقع أبين، والعمل على حل جميع الإشكالات، التي سببت إنفصاما كبيرا، وعدم ثقة، بين بعض أبناء أبين، وسلطات البلاد، كما أنه من المهم العناية باختيار المسؤولين، في سلطات المحافظة، أو سلطات المديريات، وعدم التراخي في هذا الجانب، فنحن في مرحلة حرب مستعرة، مع عدو يتحين الفرصة للقضاء علينا، فلا بد من وضع الرجال الأمناء، والشخصيات الحازمة، والمتقدة بالعداء للمد المجوسي الرافضي، وليس اختيار شخصيات ضعيفة، أو غير أمينة، والتي عندها الحوثي وغيره سواء، بل ربما رغبتها في تسلط الحوثي أكبر من رغبتها في تسلط غيره، وهذه أمور تحتاج إلى لفتة جادة، من هذه السلطات، فإن هؤلاء الأشخاص سيسلمون للحوثي بمجرد اقترابه، هذا إذا لم يقفوا في صفه، ويتواطأوا معه.
كما على السلطات الأمنية والعسكرية، وخاصة تلك التشكيلات العسكرية، التي تجابه هذا المد الحوثي، والرافضي، كالإخوة في قوات العمالقة، أو درع الوطن، أو غيرهما، أن تنتبه لهذا الخطر، وأن تعتني بسد هذه الفجوة، فإن خطر بني قريظة على المسلمين يوم الأحزاب، ربما كان أشد من الأحزاب ذاتها، فلا بد من تنسيق عال المستوى مع الجهات الأمنية والعسكرية، أو حتى رفد بعض تلك المناطق بكتائب تعين الجهات الأمنية والعسكرية هناك.
كما يجب على الدعاة والموجهين والمرشدين، التحذير من هذا الخطر، وتوعية الناس بذلك، وأن موالاة الأعداء أخطر وأكبر من الانتصار بهم في بعض الحقوق التي لنا على بعض إخواننا.
كما ينبغي لأولئك الذين يروجون للتحوث، وخاصة من أعيان المجتمعات، أو من وسائل الإعلام، أن يتقوا الله، ولا يجعلوا الخصومات الأخوية سبب لجلب الأعداء، ولا يبيعوا دينهم وأوطانهم على العدو الحقيقي المتربص بنا جميعا، وليعلموا أن هذا العدو سيسقيكم من نفس الكأس التي قد تسقون إخوانكم بها منه، والوقائع الكثيرة فيها العبر العديدة، فما قصة علي عبد الله صالح عنكم ببعيد، سلمهم الدولة، ثم قتلوه، ولم يعرفوا حقه عليهم، وهذا رئيس حركة حماس إسماعيل هنية -رحمه الله- استنجد بهم ضد اليهود، فمنوه دهرا، ثم باعوه بأبخس ثمن، فعلينا أن ننتبه من كيد هذا العدو، والله حسبنا ونعم الوكيل.
وختاما هذه صيحة نذير، قبل أن تتحوث أبين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news