حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من مخاطر عالية للفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في اليمن نتيجة هطول أمطار غزيرة على مناطق متعددة خلال الأيام المقبلة.
وأفادت المنظمة في "نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية"، الصادرة اليوم الثلاثاء، أنه من المتوقع أن تشهد اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار غزيرة تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والجنوبية، مع أعلى كثافة يومية للأمطار تصل إلى أكثر من 120 ملم في 7 أغسطس/آب.
وأشارت الفاو إلى أن الأمطار الغزيرة المرجح هطولها بين 1 و10 أغسطس قد تشمل حتى المحافظات الأكثر جفافاً مثل غرب حضرموت، التي قد تتلقى ما يصل إلى 60 ملم من الأمطار.
وأكدت المنظمة أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع المقبلة سيزيد من احتمالية حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية بشكل كبير. وأوضحت أن المناطق المعرضة لخطر الفيضانات تشمل أودية تُبن ورسلان وزبيد ورماح وسهام على طول السواحل الجنوبية والغربية، والأجزاء الغربية من وادي الجوف، بالإضافة إلى وادي بنا ووادي مور ووادي سردد التي هي تحت حالة التأهب.
وأوضحت الفاو أن اليمن عادة ما تشهد هطول أمطار غزيرة بين أغسطس وسبتمبر، مما يفيد الأنشطة الزراعية خاصة في المرتفعات والسهول الساحلية. لكن أمطار هذا العام من المتوقع أن تكون أشد غزارة، مما قد يؤدي إلى أضرار واسعة النطاق، خاصة في المناطق الزراعية المنخفضة.
وتطرقت النشرة إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها ستؤثر سلباً على المجتمعات الحضرية والزراعية. وقد تفيض شبكات الصرف الصحي السيئة في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى إتلاف البنية التحتية وتعطيل وسائل النقل وانهيار شبكات الاتصالات.
كما حذرت النشرة من إمكانية حدوث عواصف ترابية خلال فترة التوقع، تمتد من المناطق الساحلية في خليج عدن إلى مناطق الهضبة الشرقية في محافظتي حضرموت والمهرة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الظروف السيئة الموجودة مسبقاً. وستستمر أيضاً الرياح الشديدة في المحافظات الجنوبية، مما يشكل تهديداً للمزارع وإنتاج المحاصيل.
ودعت الفاو إلى اتخاذ التدابير الاحترازية للتخفيف من حدة الآثار السلبية لهذه الأحوال الجوية المتطرفة على المجتمعات الزراعية.
وختمت المنظمة نشرتها بالتأكيد على أن الأسابيع المقبلة تمثل فترة حرجة بالنسبة لليمن، حيث تواجه البلاد تحديات هطول الأمطار الغزيرة والمخاطر المرتبطة بها، مما يستدعي الاستعداد واعتماد استراتيجيات مناسبة لتعزيز القدرة على الصمود وتجاوز هذه الفترة الصعبة والحد من المخاطر المحتملة.
وكانت الأمطار الغزيرة والفيضانات والعواصف الرعدية المصاحبة لها، والتي شهدتها عدة محافظات خلال الأيام القليلة الماضي، خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والماشية، وأضرار واسعة في الأراضي الزراعية والمباني الشعبية والبنية التحتية، خاصة في مخيمات النازحين، كما فاقمت مخاطر الألغام الحوثية التي جرفتها مياه السيول إلى مناطق جديدة.
وأعلنت الأمم المتحدة، مساء أمس الإثنين، تضرر الآلاف من المواطنين خلال الساعات الماضية، جراء السيول في محافظة شمال غرب البلاد.
والأسبوع الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن الأمطار الغزيرة والسيول تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة 14 آخرين، أثرت على أكثر من 158 ألف شخص في اليمن منذ بداية 2024 وحتى 28 يوليو.
وتشهد البلاد تدهوراً كبيراً في البنية التحتية، الأمر الذي زاد من تأثير الفيضانات على السكان في أغلب المحافظات اليمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news