أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – عدي الدخيني:
لمسافة تصل إلى 3 كيلو مترات كانت تقطعها “فاطمة أحمد الراعي” البالغة من العمر 30 عامًا، كل صباح للوصول إلى منطقة القوز الواقع في الريف الغربي بمحافظة تعز كي ترعى أغنامها التي تمثل مصدرها الأساسي في الدخل.
كانت الأغنام بالنسبة لها مصدرا لصناعة الجبن البلدي، وفجأة وهي في مكان الرعي الذي تذهب إليه صادر لغم أرضي زرعته جماعة الحوثي في وقت سابق حلمها، وجعلها تعيش بين الفقر وألم المعاناة.
“فاطمة أحمد الراعي” تنتمي لقرية الربق التابعة لمديرية مقبنة تقول لـ”يمن ديلي نيوز”: “كنت أرعى الاغنام في منطقة القوز بقرية الأشروح بمديرية جبل حبشي وفجأة انفجر بي لغم زرعوه الحوثيين عندما كانوا مسيطرين عليها”.
تسبب اللغم في بتر إحدى قدميها وفقدان أصابع اليد اليسرى، ولم يمر عام حتى تعرض عمها سيف لإصابة بطلقة نارية صادرة عن أحد القناصين التابعين لجماعة الحوثي أبقته طريح الفراش كما تقول “فاطمة”.
الموت المفاجئ
تسبب الصراع المستمر منذُ تسع سنوات بمعاناة كبيرة أثقلت كاهل مالكي الأغنام، وجعلت عملية التنقل بالنسبة لرعاة الاغنام بين المناطق محدودة ومحفوفة بالمخاطر، بسبب زراعة الالغام والعبوات الناسفة بشكل كبير في المناطق الريفية.
يقول “محمد الراعي”، المنحدر من قرية الحقب مديرية مقبنة في الريف الغربي لمحافظة تعز إن “الحرب المستمر جعلت رعاة الأغنام عاجزين عن التنقل من مكان لآخر لرعي الأغنام، مما جعل منسوب الألبان والذي يتم من خلاله صناعة الجبن البلادي يقل بشكل كبير”.
وأشار الراعي، إلى أن “معظم رعاة الأغنام فقدوا الكثير من مواشيهم بسبب انفجار الالغام والعبوات الناسفة بشكل كبير في المنطقة التي يتواجد فيها الاعلاف والحشائش المفيدة للمواشي.
ومن جانب آخر قال “محمد توفيق غيلان” وهو أحد رعاة الأغنام من أهالي عزلة اليمن غربي تعز، إن “الأغنام التي كانت تعدُ المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه معظم الأسر في تسيير حياتها أصابها لهيب الحرب”.
وتابع غيلان حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “في يوم واحد فقط فقد أهالي القرية أكثر من 30 رأس غنم بسبب انفجار شبكة من العبوات الناسفة اسفل جبل عاطف الواقع تحت سيطرة الحوثيين”.
تراجع الانتاج
وتعتبر مديرية مقبنة وجبل حبشي ومنطقة هجدة وموزع والبرح في محافظة تعز، من أكثر المناطق الريفية التي تتميز بصناعة الجبن البلدي، وتصديره إلى مختلف المدن، لكن الألغام تسببت في تراجع كمية الانتاج بشكل كبير وغير مسبوق .
يقول محمد الراعي أحد المنتجين الريفين للجبن البلدي لـ” يمن ديلي نيوز” إن الصراع المستمر منذ 9 سنوات في المناطق الريفية تسبب في تراجع نشاط أنتاج الجبن البلادي.
ويضيف محمد: “كنا قبل الحرب نبيع الجبن البلدي ومردوده المالي كان يكفي لإعالة أسرنا، فالإقبال على الشراء كان كبير مقارنة في ظل سنوات الحرب ”
إلى جانب الألغام التي حولت حياتهم إلى جحيم أسفر تسبب تراجع العملة المحلية أمام العملات الأجنية في تعميق معاناتهم وبات المردود المالي من مبيعات الجبن البلدي لا تغطي احتياجاتهم الأساسية.
الحاجة “حسناء القوزي” 55 عامًا من منطق القوز بمديرية جبل حبشي في الريف الغربي لمحافظة تعز تؤكد أن تقطع كل يوم مسافة طويلة جدا تصل على 18 كيلو للوصول إلى أقرب قرية لبيع الجبن البلادي”.
تقارن حسناء في حديثها لـ “يمن ديلي نيوز” بين الأسعار قبل وبعد الحرب وأنها كانت تبيع الطبقين الجبن كل طبق يحتوي على 12 قطعة وتعود إلى المنزل بما يكفي من احتياجاتها، أما اليوم أصبحت لا تستطيع بيع نصف ما كانت تبيعه سابقًا بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع إنتاج الجبن البلادي.
مرتبط
الوسوم
محافظة تعز
الألغام في اليمن
الجبن البلدي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news