سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" الضوء على كارثة خطيرة تهدد العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يواجه السكان أزمة جديدة بالتزامن مع موسم الأمطار. تحولت العديد من الشوارع إلى مستنقعات، وتغرق غالبية الأحياء بالأوحال لأيام طويلة، مما يعيق الحركة ويتسبب بخسائر مادية. كما تزداد المخاوف من مخاطر صحية نتيجة اختلاط السيول بمياه الصرف الصحي وتفشي وباء الكوليرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها صنعاء خلال الأيام الماضية أدت إلى إغلاق الشوارع وإيقاف حركة المرور. وشكا السكان من عدم اهتمام مؤسسة المياه والصرف الصحي، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بإزالة مسببات انسداد شبكات الصرف الصحي وفتحات السيول في الشوارع، أو شفط المياه الراكدة التي تكون المستنقعات.
وأكدت الصحيفة أن أصحاب المحال التجارية يعانون من تراجع عدد الزبائن خلال مواسم الأمطار بسبب المستنقعات التي تحدثها الأمطار في الشوارع. أوضح مالك أحد المحال التجارية أن غالبية السكان يحجمون عن المشي في تلك الشوارع، وحتى حركة المركبات تتراجع بسبب خشية السائقين من الحفر التي تخفيها المياه ومن الأوساخ التي تعلق بالسيارات.
وأضافت الصحيفة أن الروائح الكريهة المنبعثة من المستنقعات والأوحال تتسبب في عزوف الزبائن عن زيارة المحال التجارية وتناول المأكولات والمشروبات فيها. وفي شارع أبو الحسن الهمداني، المعروف بشارع حدة، توقفت كثير من المحلات عن بيع السلع وتقديم الخدمات بسبب السيول التي تتدفق إلى داخلها، مما يتسبب بخسائر كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأحياء الأكثر تضرراً من السيول والمستنقعات هي تلك الواقعة في أطراف صنعاء، خصوصاً الأحياء الغربية في مديرية معين، مثل السنينة ومذبح وهائل، وأحياء جنوب شرقي المدينة، مثل حي الصافية. وأوضحت أن شارع خولان، أحد أكبر الشوارع شرق صنعاء، شهد توقفاً شبه تام في حركة السيارات والمشاة بعد أن جرفت السيول إليه كميات كبيرة من الأتربة والحصى والحجارة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في مؤسسة المياه والصرف الصحي في صنعاء اتهامه للحوثيين بالاكتفاء بفرض الجبايات والرسوم غير القانونية دون تنفيذ أي أعمال للتخفيف من معاناة السكان خلال مواسم الأمطار. وأوضح المصدر أن الحوثيين يفرضون جبايات على السكان في الأحياء التي تتجمع فيها مياه السيول تحت مبرر استئجار صهاريج لشفط المياه، ولكن هذه الجبايات تُجمع من دون سندات رسمية.
وأكدت الصحيفة أن القادة الحوثيين يدعون أن هذه الجبايات تتم بروح تعاونية بين السكان لأجل المصلحة العامة، إلا أن المياه لا تُشفط بالقدر الكافي ولا تتبع عمليات الشفط أي أعمال أخرى لتنظيف الشوارع وإزالة مخلفات السيول. ويرى سكان صنعاء أن ممارسات الحوثيين تسببت في انهيار منظومة المجاري والصرف الصحي من خلال الإهمال المتعمد والفساد المستشري.
وأوضحت الصحيفة أن السكان يلجأون إلى إزالة بعض مخلفات السيول وتنظيف فتحات المجاري بأنفسهم للتخفيف من تجمع المياه في الشوارع والأزقة. وحذرت أوساط طبية من أن تتسبب الأوحال والمستنقعات وطفح شبكة الصرف الصحي في انتشار عدد من الأمراض والأوبئة، في ظل ما تعانيه البلاد من تفشي الكوليرا الذي يعاود انتشاره مجدداً.
وختمت الصحيفة بذكر أن مصادر طبية في صنعاء أبلغت وسائل إعلام محلية عن ازدياد حالات الإصابة بمرض الكوليرا خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت، مع عجز المستشفيات عن استيعاب الحالات التي تصل بشكل متزايد، بينما تمارس الجماعة الحوثية تعتيماً إعلامياً عن انتشار الوباء في مناطق سيطرتها خوفاً من اتهامها بالتقصير وتحميلها المسؤولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news