يعلم المرشد الإيراني الأعلى " على خامنئي" حجم المكانة الروحية والدينية للمملكة العربية السعودية في قلوب 2 مليار مسلم منتشرين في شتى بقاع الأرض، كما ان كبار القادة السياسيين في إيران يدركون حجم ومكانة المملكة الاقتصادي على المستوى الاقليمي والدولي ، ومدى تأثير ذلك على السياسة العالمية.
وأهم ما يثير إعجاب كثير من القادة الايرانيين هو الطريقة الذكية ، والاسلوب الديبلوماسي الرفيع الذي تعاملت به السعودية مع الضغوطات الأمريكية الهائلة لدفع المملكة للتطبيع مع دولة العدو الصهيوني، إذ وضعت القيادة السعودية شرطا تعجيزيا للموافقة على التطبيع واقامة علاقة مع اسرائيل ، هذا الشرط تمثل في إعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني ، وقد تبين بعد نظر السعوديين إذ اعلن الكنيست الاسرائيلي بالاجماع تحريم إقامة الدولة الفلسطينية ، واعتبر المشرعين الاسرائيليين ان من يدعوا لقيام دولة فلسطين سينظر اليه بانه عدو للدولة الاسرائيلية والشعب اليهودي .
ومن حكمة القيادتين في المملكة وإيران انهما أدركا ان اشعال حرب كلامية بين البلدين من منطلق مذهبي لن يحقق اي مصلحة لهما ، بل سيقود الى تنامي الكراهية ، واثارة القلاقل وعدم الاستقرار في المنطقة ، لذلك سارع الطرفان لا عادة المياه الى مجاريها ، ووقعا على المصالحة في العاصمة الصينية بكين ، وفتح السفارات بين الجانبين ، فكانت تلك صفعة مدوية لأمريكا واسرائيل ، وكل أعداء المملكة وإيران ، كما ان هذا أسعد كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لوقف المتطرفين والمتشددين الذين يسعون لاشعال نار الفتنة المذهبية التي ستأكل الأخضر واليابس.
لذلك فإنه عقب قيام الكيان الصهيوني بعملية الاغتيال القذرة التي أودت بحياة القيادي البارز في حركة حماس" إسماعيل هنية" في قلب العاصمة الإيرانية طهران ،كانت اول دولة في العالم تتواصل معها إيران هي السعودية ، ولقد كشف الاتصال الإيراني للجانب السعودي اثر عملية الاغتيال مدى التقارب بين المملكة وإيران ، ووحد قلوب المسلمين السنة والشيعة في شتى أرجاء المعمورة ، فليس هناك سوى عدو واحد يتربص بالأمتين العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني المغتصب.
وبتكليف من المرشد الإيراني الأعلى ، فقد قام وزير الخارجية الإيراني المكلف علي باقري كني ، بالاتصال بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأكد له أن إيران ستتخذ إجراءات ضد إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وبحسب وكالة "إيسنا" فأن وزير الخارجية السعودي بن فرحان أدان عملية اغتيال هنية، والتحرك ضد سلامة أراضي إيران من قبل إسرائيل ، وأعلن ترحيب السعودية بالطلب الإيراني لعقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بعد اغتيال هنية".
ان الاستجابة السعودية للطلب الإيراني وترحيبها بشكل فوري لعقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، بث الرعب والهلع في نفوس كل يهود العالم ، وسبب ضربة موجعة للكيان الصهيوني الغاصب ، فهذا النتن والمتطرفين من حوله يدركون حجم وتأثير المملكة وإيران وانها ستكون نهاية لاسرائييل مالم تعيد حقوق الفلسطينيين وتقام لهم دولتهم المستقلة فالتقارب الإيراني - السعودي سيجعل إسرائيل وقادتها المتطرفين يدركون تماما إنهم لن يكونوا في امن وامان إلا بتنفيذ وتحقيق الشرط السعودي الداعي لإقامة الدولة الفلسطينية التي تمكن الفلسطينيين من العيش كبقية شعوب العالم ، وينهي الجرائم الوحشية الإسرائيلية ضد ابناء فلسطين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news