تحدث رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء عاموس يدلين، عن الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي في "حماس" إسماعيل هنية، بالعاصمة طهران.
وأشار اللواء عاموس يدلين في مقابلة مع إذاعة "103FM" إلى القلق بشأن استعداد إسرائيل لهجوم من قبل إيران بعد اغتيال هنية، قائلا: "إنهم بحاجة إلى تأكيد ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" (التي نقلت مساء الأربعاء عن 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين تصريحاتهم بأن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بضرب إسرائيل مباشرة ردا على اغتيال هنية)"، مضيفا: "لست متأكدا من حدوث ذلك بعد، وعليهم إعداد طريقة العمل بعد ذلك..يريدون إطلاق النار، هل سيفعلون ذلك بمفردهم أم بالتنسيق مع وكيلهم الرئيسي حزب الله؟ وأي أهداف في إسرائيل سيضربون، أهدافاً عسكرية أو مدنية؟"
وبالنظر إلى احتمال إطلاق طائرات بدون طيار، أجاب يادلين : "إذا صعدوا درجة 13 أبريل (الهجوم الإيراني على إسرائيل ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من المستشارين العسكريين)، فلا أعتقد أنهم نزلوا منها، لقد عبروا نوعا ما من الحاجز النفسي لإطلاق النار مباشرة على إسرائيل.. في الماضي لم يكونوا يرغبون في التورط مباشرة، لقد فعلوا ذلك إما من خلال وكيلهم أو من خلال نشاط سري من الأرجنتين إلى أوروبا".
وأردف اللواء الإسرائيلي: "بعد فشل الهجوم في أبريل، تقوم (إيران) بإجراء تحقيق وتحاول تصحيح نوع الهجوم، والصواريخ التي تستخدمها، وربما الكميات، وربما لا تعطينا تحذيرا ولا تستخدم طائرات بدون طيار تطير لمدة ثماني ساعات، ولكن فقط الصواريخ الباليستية التي تطير لمدة تتراوح بين 10 و12 دقيقة.. لديهم الكثير من العمل للقيام به، لذلك أعتقد أن الاستجابة لن تكون فورية، فهم سيأخذون بعض الوقت للتخطيط".
واستطرد: "إنهم لا يريدون الحرب.. الاستراتيجية الإيرانية لا تتضمن مواجهة إسرائيل.. هي قوة إقليمية ذات قدرات عسكرية ظهرت بعد الهجوم السابق.. إنهم يقرأون في الصحف عن كل استراتيجيات إسرائيل.
إنهم لا يريدون حربا مباشرة.. هناك فرق بين هجوم واحد والحرب.. الاستراتيجية الإيرانية هي محاصرة إسرائيل بالوكلاء، واستنزافنا لجرنا إلى حرب منخفضة المخاطر بالنسبة لحماس والحوثيين وجعل الحياة مريرة بالنسبة لنا".
وعلق عاموس يدلين على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، قائلا: "إنه غير مقتنع بحقيقة أنه ذاهب إلى نوع من الحرب الطويلة التي لا نهاية لها.. هناك حجر أساس اسمه عودة المختطفين، الاتفاق بشأن المختطفين..نتنياهو قال: "لو وافقت على الضغوط لوقف الحرب لما قتلنا هذا وذاك"، جميل جدا، لكن ماذا عن المختطفين؟ لأنك لم توافق على الصفقة وقمت بتخريبها..نحن فقط نخدم الاستراتيجية الإيرانية، ونوسع الحرب في غزة إلى حرب ربما مع إيران على سبع جبهات".
وتابع: "لدينا التزام أخلاقي بإعادة المختطفين.. يجب أن نعيدهم، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك، فهي الخطوة الصحيحة من الناحية الاستراتيجية..أوقفوا الحرب الآن، فحماس تعرضت لهزيمة ساحقة.. لا تستطيع حماس أن تكرر 7 أكتوبر وتحدد النصر بعودة المخطوفين".
وتساءل: "هل كان من الممكن تجنب اغتيال هنية، إذا كان الاتفاق على وشك الانتهاء؟ الجواب هو أن الاتفاق مرهون برئيس الوزراء، وهو قادر على إتمامه غدا.. حماس تهزم.. بعد أن استولينا على فيلادلفيا، وبعد أن قتلنا محمد الضيف (قائد الجناح العسكري لـ"حماس")، وبعد أن لم تعد معظم كتائبه موجودة، حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق"، على حد قوله.
من جهته، قال القيادي بحركة "حماس" عزت الرشق، تعليقا على إعلان السلطات الإسرائيلية اغتيال محمد الضيف: "إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة.. ما لم تعلن أي منهما (قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة) فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أية أطرف أخرى"، دون مزيد من التفاصيل.
ويأتي تصريح الرشق، تعقيبا على إعلان الجيش الإسرائيلي أنه "تأكد استخباراتيا" من اغتياله قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، بهجوم جوي نفذه في 13 يوليو الماضي على منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم النفي السابق للحركة.
وجاء الإعلان الإسرائيلي عن "التأكد" من مقتل الضيف عقب إعلان "حماس" أمس الأربعاء، اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news