قدم إبراهيم البكري والد الشهيدة حنين البكري صباح يوم الخميس في الأول من اغسطس نموذجا مشرفا في العفو والأخلاق الكريمة، وبينما تمت الإجراءات القانونية اللازمة ليبدأ تنفيذ حكم الاعدام بحق الجاني/ حسين هرهره، أعلن إبراهيم البكري العفو عنه في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الإعدام.
رفض ابراهيم جميع الوساطات القبلية، ورفض التحكيم والدية، وتمسك بدم ابنته الشهيدة الغالية، ليقدم درسا قاسيا وعبرة تاريخية غير مباشرة لكل من يحمل السلاح باستهتار وتجبر وطغيان ويهدد أمن المجتمع، ولكل من يتوسط لأجل الجناة، بأن الدماء لا تصفح عنها الوساطات القبلية ولا الدية، بل إن جزاءها هو الإعدام ولا غير ذلك، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
الكريم ابراهيم البكري، أحد ابناء يافع الكرماء، أراد أن يطبق شرع الله، وأن يأخذ القانون أيضا مجراه، وتمسك بالقصاص حتى آخر اللحظات لتأتي معجزة عظيمة ويعلن في آخر لحظة العفو عن قاتل ابنته لوجه الله، ولأجل طفلات الجاني حسين هرهره، ليثبت ماقاله نزار قباني: “أن من قمة الأخلاق أن تعفو وأنت قادر على الانتقام”.
العفو ليس قرارا سهلا، وصفة العفوة هي صفة لله عز وجل، وأن تتصف بالعفو لأجل آخرين، لتحيي حياة بداخل منزل كاد أن يموت بيُتمِ بناتها وترمل زوجه، هو تقرب كبير لله عز وجل، ولا ننسى ماقاله الله عز وجل لموسى عليه السلام: “ياموسى أيكون عبدي أكرم مني!”.
واختم برسالتي الى البعض، إن كنتم صادقين في وقوفكم مع ابراهيم البكري منذ البداية، فعليكم أن تقفوا معه أيضا في كل قراراته، ومع عفوه، وعليكم أن تدعموه في قراره، وترفعوا رأسه وتضعوه مثالا يقتدى به، ولتحضروا بعد صلاة الجمعة قاعة الفخامة في خط الهناجر، للمشاركة في اللقاء الكبير التي أعلن عنها، ورحم الله الشهيدة حنين، وجازى الله ابراهيم خير الجزاء.
عبدالله تركي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news