“اليمن السعيد”… مستشفى يتحول إلى مأوى لمهجري غزة

     
شروين المهرة             عدد المشاهدات : 104 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“اليمن السعيد”… مستشفى يتحول إلى مأوى لمهجري غزة

شروين المهرة: العربي الجديد

تحول مستشفى اليمن السعيد في قطاع غزة، بعد توقفه عن الخدمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، إلى مأوى للمهجرين وسط انعدام النظافة وتفاقم الجوع في ظل قلة إدخال المساعدات.

في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، يتواجد الآلاف من سكان المخيم وآخرون من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا أقصى شمالي القطاع داخل مستشفى اليمن السعيد غرب المخيم. فبعدما كان المستشفى مسانداً لمستشفيات شمال القطاع الرئيسية وأخرجه الاحتلال الإسرائيلي عن الخدمة جراء سلسلة استهدافات طاولته، عدا عن نقص الوقود والمعدات الطبية والأدوية، تحوّل إلى ملجأ أخير لكثيرين في المنطقة الشمالية. يضم اليوم قرابة 7 آلاف مهجر يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، حيث تتكدس النفايات على امتداد ممرات المستشفى الخلفية بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي. ولا تستطيع البلديات إيجاد أي حل لهذه المشكلة في ظل غياب الإمكانيات ونقص الوقود وتدمير المعدات، وخصوصاً في بلديات شمال القطاع.

المستشفى واحد من المشاريع الخيرية التي تضررت بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي والرقابة على مواد البناء وتشديد الحصار وتحديد المعدات التي تدخل قطاع غزة. بدأ إنشاؤه عام 2013، وتوقف مرات عدة حتى تم الانتهاء منه عام 2020، وسُلّم إلى وزارة الصحة في القطاع. أنشئ بتبرع من جمعية الأقصى في اليمن، وهي ضمن المؤسسات التي تخصص صندوقاً لدعم الفلسطينيين منذ سنوات، وقد تبرعت لصالح الجمعية الإسلامية في جباليا. كما مولت الجمعية تشغيل المستشفى لمدة عامين منذ افتتاحه، علماً أنه يقدم خدماته للمنطقة الشمالية من قطاع غزة، منها العمليات الجراحية وخدمات تخصصية أخرى.

وبدأ توجه الغزيين إلى المستشفى بعد استهداف عدد من مدارس المنطقة الشمالية، وتدمير مربعات سكنية كبيرة وسط مخيم جباليا أثناء العملية العسكرية الأخيرة في مايو/ أيار الماضي. وفي ظل تعرضه لحصار شديد في 21 مايو الماضي واستهدافه وتدمير أجزاء من مرافقه، أعلن عن خروجه عن الخدمة نهاية الشهر نفسه. لكن الطواقم الطبية في المستشفى أبقت عيادة صغيرة للطوارئ، لتنظيف الجروح ورعاية المسنين والنساء والأطفال بالحد الأدنى بسبب عدم تزويدهم بالمعدات اللازمة والأدوية، علماً أن كافة الغرف الطبية أصبحت ملجاً لأهالي شمال القطاع كما يقول علي الأشقر، الموجود في المستشفى للشهر الرابع على التوالي.

كان الأشقر (30 عاماً) ضمن جرحى العدوان الذين تلقوا العلاج داخل المستشفى. وبعد تدمير أجزاء كبيرة من البيوت في منطقة مشروع بيت لاهيا، نزحت عائلته إلى قلب المستشفى حيث استشهد شقيقه الأصغر عبد الكريم (19 عاماً) بعد قصف إسرائيلي استهدف المنطقة، ودفنه في مقبرة الفالوجا التي اعتدى الاحتلال عليها ودمر قبر شقيقه بعد حصارهم في المستشفى أثناء العملية العسكرية قبل أكثر من شهرين.

يقول الأشقر لـ”العربي الجديد”: “نعيش هنا منذ قرابة أربعة أشهر ولا نجد أي مكان آمن في شمال القطاع بالمطلق. الاحتلال دخل بعض المدارس ودمرها واعتقل أشخاصاً فيها، وهناك معتقلون من أفراد عائلتي وجيراننا ولا نعرف عنهم شيئاً. كنا ننظر لهذا المستشفى على أنه الأمل الأخير. وبدلاً من أن يكون مكاناً يشفينا، نتعرض إلى عدوى من بعض المصابين بالأمراض منها الإنفلونزا والأمراض الجلدية”.

يضيف الأشقر: “هناك عدد كبير من الإصابات بالأمراض الجلدية، لأن المستشفى يفتقر إلى النظافة. وفي بعض الأحيان، نتولى تنظيف الأقسام لكن لا يوجد أماكن لتصريف القمامة. وفي النتيجة، بات هذا المكان كأي مركز إيواء في القطاع، حيث تتلاصق العائلات بلا طعام أو مياه أو مواد تنظيف. نخشى أن تطول الحرب أكثر ويصبح المستشفى مكاناً موبوءاً”.

يحصل المهجرون في المستشفى على القليل من الطعام، الذي بالكاد يصل إلى المنطقة. ونجح برنامج الأغذية العالمي مؤخراً في إدخال ثلاث شاحنات طعام إلى المنطقة الشمالية، وتوجهت إحداها إلى منطقة المستشفى التي أصبحت مركزاً لاستقبال المساعدات. لكن في ظل اكتظاظ المهجرين، فإن المساعدات لم تصمد أكثر من يومين، ما أدى إلى حدوث مشاكل بين الأهالي.

ويعتبر مستشفى اليمن السعيد أكبر الأماكن التي تضم مهجرين في شمال القطاع، إذ إن عدة مدارس تضم مهجرين باتت مدمرة بالكامل أو جزئياً، علماً أن العديد من الأسقف آيلة للسقوط. كان حمزة الجبور (43 عاماً) في أحدها في مخيم جباليا، لكنه توجه إلى المستشفى بعد سقوط أحد الأسقف الذي كاد أن يصيب الموجودين في المدرسة.

يقول لـ”العربي الجديد”: “دمر الاحتلال مربعاً سكنياً كاملاً تعيش فيه أفراد عائلتي في بلدة جباليا، وأردنا كالكثير من الناس الصمود والبقاء في شمال قطاع غزة. ولو اتخذنا قراراً وتوجهنا إلى الجنوب، فستبقى عائلات قليلة هنا، ويستبيح الاحتلال دماءهم كما فعل في الكثير من المناطق التي يصعب وصول الإعلام والإسعاف إليها”.

ويعاني اثنان من أبناء الجبور من سوء التغذية والجفاف، ويتلقيان العلاج في العيادة داخل المستشفى. ويسارع إلى الحصول على مساعدات لدى سماعه بقدوم شاحنة لإطعام أطفاله. في إحدى المرات، أصيب بجروح في الرأس نتيجة التدافع الحاصل لدى وصول المساعدات، مشيراً إلى أن العشرات يتعرضون لإصابات نتيجة التدافع بسبب الجوع الذي يكاد يقتل الناس.

تابعوا شروين المهرة على


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رد سعودي حازم على جريمة مقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة

نيوز لاين | 638 قراءة 

طارق عفاش يتعرض لقصف مفاجئ!

العربي نيوز | 604 قراءة 

معلم يخدر طالبة بمساعدة احد الطلاب ويقوم باغتصابها داخل المدرسة ويصورها(صورة)

كريتر سكاي | 421 قراءة 

من الجيش إلى السحل في الأسواق.. شاهد بالفيديو هكذا أهان الحوثيون بائعًا متجولًا في صنعاء

المشهد اليمني | 413 قراءة 

رد سعودي حازم على جريمة مقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة

المرصد برس | 344 قراءة 

شخصية سعودية تثير ضجة داخل أمريكا ونجل الرئيس المصري يعلق

نيوز لاين | 301 قراءة 

السعودية تعلن ضوابط صارمة وجديدة للزيارات العائلية لليمنيين

المرصد برس | 282 قراءة 

السعودية تعيد ترتيب أوراقها جنوب اليمن: قوات جديدة بقيادة خصم الانتقالي

المرصد برس | 281 قراءة 

الكشف عن تمرد عسكري

كريتر سكاي | 242 قراءة 

انفجار عنيف يهز مدينة تعز وكتلة لهب تضيء سماءها (فيديو)

المشهد اليمني | 241 قراءة