حينما تضيء شمعة الإنجاز والأمل وتعيش المستقبل

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 51 مشاهده       تفاصيل الخبر
حينما تضيء شمعة الإنجاز والأمل وتعيش المستقبل

شخص لا يعرف الهزيمة والاستسلام ولا ينتظر الفرص بل يخلقها بنفسه مهما كانت الظروف والأحوال. هو أخي الأصغر لكنه مدرسة متكاملة في الصبر والحلم والحكمة والإصرار والإنجاز . تعلمت منه دروس بالغة الأهمية لم أتعلمها في المدرسة والجامعة وهو صاحب العبارة الشهير (المدرسة في الغربة وطن) عبارة تكثف إلى أقصى حد ممكن معاني الغربة والاغتراب بما تحمله من كنانة حارقة من الفقد والشوق والحنين والحلم والأمل، إلى الوطن المنشود.

تحت هذا الشعار الحكيم الذي ابتكره أخي العزيز صالح أبو مهيب من تجربة الغربة والاغتراب. إيمانا منه بالمثل الصيني الذي يقول ” أن تبذر بذرة فستجدها سنبلة بعد عام، وأن تغرس شتلة فيمكنك أن تحصل الثمار بعد عشرة عوام، أما حينما تنشئ روضة فأنت تسهم في تنمية الأجيال على مدى مئات الاعوام! إذ أن لديه اعتقادا راسخا بأن المستقبل لا ينتظر أحد, ولا يتحقق بالمعجزات أو بالأمنيات، بل هو ما نصنعه نحن هنا والآن بأيدينا وعقولنا وتعاوننا، فإذا تركنا هذه اللحظة تمر بالتخاذل والخذلان والكسل واللامبالاة فمن المؤكد أن مستقبلنا سيكون خاسر، وإذا ما جعلنا من هذه اللحظة التي نعيشها الآن لحظة فاعلة ونشيطة وزاخرة بالحيوية والإنجاز فلا ريب أن المستقبل سيكون أفضل، فلا يحصد المرء إلا ما زرعه بيده (ومن جد وجد ومن زرع حصد) والأطفال هم براعم الحاضر وثمار المستقبل وكيفما تكون تربيتهم وتعليمهم يكون مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم. وتربية وتعليم الأطفال في عالم اليوم لا تقتصر على الآباء والأمهات بل هي عملية مستمرة يفترض أن تنهض بها المجتمعات والمؤسسات عبر تأسيس الروضات والمدارس والجامعات لاسيما في عالمنا الراهن؛ عالم تحول السلطة؛ سلطة الأسرة والآباء والامهات والمدرسة والمجتمع والمربين ورجال الدين يزداد القلق على الأطفال التشتت والضياع في خضم السوشل ميديا والمؤثرات الخارجية التي يصعب السيطرة عليها. فلم يعد الأبناء هم أولئك الذين يطيب لهم العيش في كنف العائلات ويتلقون التعاليم والنصائح من أمهاتهم وآباءهم كل صباح ومساء بل صاروا يتفاعلوا مع العالم ويتأثروا بسيل منهمر من المنبهات الإعلامية التواصلية الفضائية في ظل انشغال الآباء والأمهات عنهم بالجولات ومثيراتها. فالأسرة لم تعد مدرسة المشاعر الأولى في تنمية وتأهيل الأبناء كما كانت في جمهورية أفلاطون بل ثمة تحول عميق في سلطتها. ففي عالم ثورة الإنترنت والسوشيال ميديا حيث أصبح الجوال الذي يحمله كل فرد بيده ليس مجرد وسيلة تواصل واتصال بل هو العالم كله في متناول اليد؛ مكتبة ومعرفة واخبار واحداث وصور ورموز وتوجهات وثقافات وقيم ومواقف مثيرات من كل شكل ونوع والاطفال هم أشد الفئات انجذابا وتفاعلا معها فكيف السبيل إلى تقنينها وجعلها بنائية ايجابية خلاقة في عملية التنمية المستدامة؟ تنمية الذكاءات المتعددة في ذات الناشئة؟ (الذكاء الوجداني والذكاء المنطقي الرياضي والذكاء الاجتماعي والذكاء البصري والذكاء الايقاعي الموسيقي والذكاء اللغوي والذكاء العضلي والذكاء الوجودي) ففي ذات كل إنسان طيف واسع من المواهب والقدرات المتعددة التي تستدعي التأهيل والتنمية. وتلك هي وظيفة الثقافة في بوصفها الراسمال الذي يبقى بعد نسيان كل شيءٍ! يعد التعليم أهم المؤسسات الحيوية المخولة بإعادة إنتاج المجتمعات وتمكينها وتطويرها بما تقوم به من وظيفة تكوّن الأجيال الجديدة بتربية وتنمية العقول ونقل الخبرة وحفظ المعرفة وتداولها، وذلك بحسب رؤية فلسفية مدركة أو مضمرة عن النخبة المعنية بأمر تسويس المجتمع وتدبيره. والمؤسسة التربوية التعليمة هي تكوينية بالأساس، إذ تنهض بمهمة تصميم وتشكيل وتمكين النمط الثقافي المرغوب في مجتمعٍ من المجتمعات.ففي عالم شديد الانكماش والتغيير والتفاعل تبقى الثقافة هي هدف التربية والتعليم الأخير إذ تتعين وظائفها في إعادة بناء المجتمع كله بما يجعله قادر على التكيف مع الحاضر وإبداع المستقبل وتلك هي وظائف الثقافة الأساسية التي يمكن تحديدها في الآتي:

1 -التهيؤ:

كما هو الحال بالتربية البدنية التي تهتم ليس بتمرين عضو معين من أعضاء الجسم الإنساني بل بتمرين وتهيئة الجسم كله وإكسابه اللياقة اللازمة للنشاط والطاقة والحيوية والحركة والاستدارة بمرونة ورشاقة.والثقافة بوصفها استراتيجية للتنمية العقلانية المستدامة، تمنح الأفراد القدرة على استعمال جميع المعارف والمهارات المكتسبة لمجابهة الأوضاع المختلفة وحل المشكلات الجديدة؛ أي (الذكاء العاطفي) إذ (هي ما يبقى بعد نسيان كل شيء) والثقافة بهذا المعنى هي تجسيد لمفهوم الهابيتوس عند بيبر بورديو بوصفها نسقا من الاستعدادات المُكتسبة بالتربية والممارسة الاجتماعية التي تحدد سلوك الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى الأخرين والحياة و الكون، وهو أشبه ما يكون بطبع الفرد أو بالعقلية التي تسود في الجماعة، لتشكل منطق رؤيتها للكون والعالم. ووفقاً لهذا التصور، يعد «الهابيتوس» جوهر الشخصية والبنية الذهنية المولدة للسلوك والنظر والعمل، وهو في جوهره نتاج لعملية استبطان مستمرة ودائمة لشروط الحياة ومعطياتها عبر مختلف مراحل لوجود، بالنسبة للفرد والمجتمع.

2- الاستيعاب؛

بمعنى استخدام المعرفة وتجريبها ذاتيا؛ لأن المرء لا يستطيع أن يتصرف بمعرفة ما إلا عندما يستوعبها ويجسدها في لغته وذهنه وخبراته وتجاربه الاجتماعية. فكل معرفة غير مستوعبة من الفاعلين الاجتماعيين تظل بالنسبة لهم خارجية وغريبة ومستبعدة من حياتهم. فالمعرفة لا تتحول إلى ثقافة إلا إذ توطنت في البنية الثقافية للمجتمع المتعين وصارت نسقًا أصيلًا في تفكيرهم وسلوكهم.

3- الشمول؛

بمعنى القدرة على الربط العميق بين المعارف المستوعبة والموضوعات والقضايا التي تبدو متباعدة، والنظر إليها برؤية كلية قادرة على الجمع بين أجزاءها في نسق فكري ثقافي منطقي واضح ومقنع.

4- الحكم؛

بمعنى القدرة على التجرد والتجريد الذي يعني في العلم (الحلم) وفي الفن (الذوق) وفي الأخلاق (الضمير) وفي الحياة (الفهم) ذلك هو هدف وغاية كل تعليم وتعلم، فإذا كان التعليم يعلم المعرفة فإن التعلم يعلم الفهم وبدون أن يفهم الناس المعرفة التي يدعون امتلاكها تظل معرفتهم بلا قيمة ولا جدوى. والعلم هو أن تعرف كل شيء عن شيء محدد ومتخصص في علم من العلوم بينما الثقافة هي أن تفهم شيء عن كل شيء تعرفه وهذا هو كل ما يمكن انتظاره من الثقافة، وبدون هذا الـ(كل) لا وجود لشيء جدير بالقيمة والاعتبار. ولكي يتغير العالم، “يحتاج المرء إلى تغيير الطريقة التي يصنع بها العالم. هذه هي الرؤية والممارسة العملية التي يتم عبرها إنتاج وإعادة إنتاج المجتمع ثقافيا. تلك هي الفكرة التي تبادرت إلى ذهني وأنا أشاهد الأطفال في الروضة الجديدة التي تم تأسيسها في مدينة عدن باستلهام الخبرة الكندية عالية الجودة والتصميم وربما تكون تلك الروضة المباركة هي اللبنة الأولى التي تم إنشاءها في اليمن كلها بموصفات الجودة العالمية . ولا غرابة في ذلك طالما ومن أسسها هو منهدس الطيران صالح عبد المحبشي ومدير ادارة مدرسة الصداقة العربية الصينية في كوانزو منذ سنوات وهو صاحب المقولة الشهيرة (المدرسة في الغربة وطن) اطلقها شعارا لمدرسته في الصين الشعبية فيما يشبه التصادي مع عبارة فيلسوف قرطبة أبن رشد الذي قال: ( العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة) نعم عاد إلى الوطن محملا بالخبرة والتجربة ومسكون بالحلم والأمل في استنهاض الحياة في مدينة عدن عبر نقل الخبرة وتطبيق التجربة الناجحة في مجال التعليم والتربية وبذلك تكون الخبرة هي الثروة الحقيقية التي يجب أن تستفاد منها الأوطان الأصلية بعودة المغتربين من بلدان اغترابهم المختلفة. فمنذ عودته من الصينآخذ يفكر في الطريقة الممكنة لخدمة الوطن وجعله جديرا بالعيش الكريم فكانت فكرة الروضة الكندية هي الملهمة وعلى مدى ثلاث سنوات من البحث في أفضل التجارب الناجحة في التربية والتعليم والسفر إلى عدد من الدول العربية منها مصر والسودان والخليج والاطلاع على تجارب العديد من البلدان الرائدة في هذا المجال استقر به الرأي على تأسيس أول روضة من نوعها في مدينة عدن إذ علمت أنها تستقبل الأطفال من ٣ إلى ٦ سنوات وقد تم اختيار موقعها بعناية فائقة وتجهيزها وتصميمها بأرقى معايير الجودة العالمية ديكورا والوانا تشكل بيئة مناسبة جدا لتربية وتعليم الاطفال بادارة خبيرة ترأسها الأستاذة القديرة منى البيتي مديرة المدرسة الدولية السابقه والاخصائية النفسية والاجتماعية في الأسرة والطفل الدكتورة وفاء ام شهاب فضلا عدد من المربيات الخبيرات في تربية وتعليم الأطفال المشود لهن بالكفاءة والتميز في مختلف التخصصات ويتم تدريس الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية بوسائل تعليمية حديثة مثل منهج مونتيسوري وبرنامج الخوارزمي الصغيرالدولي للذكاء العقلي وتوجد شاشات ذكية لعرض الرسائل التعليمية والترفيهية. في عدد من الفصول التعليمية مجهزة باحدث الوسائل وصولة انشطة وغرفة طعام وصولة استقبال مكيفة ومغطاة بأرضية بلاستيكية للحفاظ على سلامة الأطفال كما توجد دورات مياه خاصة بالاطفال وساحة واسعة مفروشة بالعشب الصناعي ومزودة بمختلف ادوات واجهزت الالعاب الحديثة فضلا عن وجود بوفية تقدم وجبات صحية بإشراف اخصائية تغذية معتمدة. لقد تم تصميم وتجهيز الروضة الكندية الأول في عدن بحسب منهج تنمية الذكاءات المتعددة إذ تهدف إلى تنمية وتأهيل القدرات المعرفية والاجتماعية واللغوية واكسابه الأساسيات في الرياضيات والفن والكتابة اليدوية والحروف الأبجدية والقراءة وإيقاظ حب التعلم لدى الأطفال وتطوير عقولهم والعمل على توظيف المهارات البدنية الأساسية مثل التوازن والتنسيق ووعي الجسم والتخطيط الحركي. للطفل بما يسهم في نجاحه الأكاديمي والمهني لبقية حياته. أن وظيفة الروضة الحيوية هي تنمية وتأهيل الذكاءات المتعددة عند الأطفال ( الذكاء الوجداني والذكاء المنطقي الرياضي والذكاء الاجتماعي والذكاء البصري والذكاء الايقاعي الموسيقي والذكاء اللغوي والذكاء العضلي والذكاء الوجودي) هذا هو الطيف الواسع من المواهب والقدرات المتعددة التي تستدعي التأهيل والتنمية. وتلك هي الفلسفة التي تنطلق منها الروضة الكندية الدولية في كل بلدان العالم ففي الروضة يكون المستقبل أو لا يكون.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

زعيم الحوثيين: لدينا ترسانة حربية متطورة لا تمتلكها دول

شروين المهرة | 3058 قراءة 

ابتداء من يوم غد الاحد .. الفلكي عياش يتوقع حدث طبيعي بخصوص فترة الليل والنهار

عدن توداي | 2463 قراءة 

شروط جنوبية لمصالحة اسرة صالح (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 2001 قراءة 

مقتل شخصية بارزة وسط صنعاء (صدمة)

كريتر سكاي | 1970 قراءة 

أمريكا تستفز الجنوبيين بهذا الإعلان الصادم (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 1919 قراءة 

انباء عن تصفية الشيخ المؤتمري امين راجح في معتقله وإصابة العشاري

نافذة اليمن | 1899 قراءة 

سار: اعلان صرف 3 رواتب للجميع

العربي نيوز | 1866 قراءة 

مفاجأة كبرى من روسيا لليمنيين (وثيقة)

العربي نيوز | 1606 قراءة 

صورة تشعل الجنوب وتوحده لأول مرة

اليوم السابع اليمني | 1258 قراءة 

اول موقف للحكومة من انباء طلبها دعم اسرائيل

العربي نيوز | 1232 قراءة