سبتمبر نت/ تقرير – توفيق الحاج
رغم الجهود الدبلوماسية الدولية الساعية لتحقيق السلام في اليمن، يبدو أن مليشيات الحوثي تستعد لخوض معركة جديدة ضد القوات الحكومية وتحديدا في محافظتي تعز ومأرب.
يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات وتبادل الهجمات طوال الشهر الماضي ووصول المفاوضات ومساعي السلام في مسقط الى طريق مسدود اضافة الى اشتداد المعركة الاقتصادية واتخذ الحكومة قرارات بنكية استراتيجية مما ينذر باندلاع الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية الواسعة النطاق في البلاد.
وتشير التقارير الأخيرة إلى تحشيد مليشيا الحوثي لعناصرها تحت شعار نصرة غزة ومواجهة امريكا واسرائيل وهو كما يبدو استعدادا لتنفيذ هجمات مكثفة ضد القوات الحكومية في كل من تعز ومارب والحديدة وشبوة.
نذر العاصفة تتجمع
المتابع للمشهد اليمني يؤمن أن هناك معركة كبيرة قادمة تلوح في الافق هذه المعركة ستعيد ترتيب المشهد اليمني من جديد فالتصريحات الحوثية متواترة واستعدادات القوات المسلحة الحكومية مستمرة ومكثفة كل ذلك يشير إلى أن هناك معركة عسكرية جديدة شبه عاصفة تتجمع في سماء اليمن وساحة هذه المعركة واسع النطاق لن يقتصر كما كل مرة على محافظتي تعز ومأرب والساحل الغربي وجبهات صعدة والجوف بل ستتجاوز ذلك بكثير وربما تستقر في عمق صنعاء وأعالي جبال مران وحيدان.
ترصد ورصد
المصادر العسكرية تفيد بأن جبهات القتال تشهد حركة استثنائية طوال الشهر ففي تعز، تشهد جبهات القتال نشاطًا ملحوظًا للحوثيين، حيث كثّفوا من عمليات الاستطلاع وقصف مواقع القوات الحكومية، كما عزّزت المليشيا من تواجدها العسكري في محاور رئيسية.
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يحرّكون تعزيزات عسكرية كبيرة من الحديدة وحجة باتجاه تعز، في مؤشر واضح على نيتهم شن هجوم واسع على المدينة التي ظلت عصية على قبضتهم منذ سنوات.
في المقابل ترصد القوات المسلحة في محور تعز كل تحركات مليشيا الحوثي بدقة وتصد كل التسللات وترد على كل الهجمات الذي تقوم به مليشيا الحوثي الارهابية وتستعد بكل قواتها التي حرصت على تدريبها وتأهيلها الى درجة الاحتراف طوال العامين الماضيين استعدادا للمعركة الفاصلة واستكمال تحرير المحافظة والالتحام بتشكيلات القوات المسلحة في باقي الجبهات.
في مأرب كذلك ازدادت طوال الاشهر الماضية حدة التوتر في مختلف الجبهات، حيث كثّفت مليشيا الحوثي من هجماتها على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية في محاور الجوبة والجبهات الجنوبية والشمالية، بالتزامن مع تحركات مشبوهة لتعزيزات عسكرية الى اكثر من جبهة كما استمرت طوال المدة بارسال طائرات الاستطلاع تجسسية ومتفجرة عملت قوات الجيش على اسقاط معظمها كل تلك التحركات توحي بأن الحوثيين يخططون لشن هجوم واسع على مأرب، بهدف تحقيق اختراق او سيطرة وهو ما لا يمكن تحققه حيث تحيط بالمحافظة من مختلف الجهات عدة الوية ووحدات عسكرية مدربة ومحترفة ونظامية ترصد كل حركة تقوم بها مليشيا الحوثي وتحرق كل من يحاول الاقتراب والتسلل ومع مرور الاشهر طورت مختلف الوحدات العسكرية قدراتها وكثفت تدريباتها واستعدت بقوة لهذه المعركة ومليشيا الحوثي تدرك استحالة اقترابها من مارب لكنها كعادتها تصر على المهاجمة والحشد وخوض المعارك لتثبت انها قوية وقادرة.
إن مؤشرات اندلاع معركة حاسمة في اليمن يثير قلقًا بالغًا لدى المجتمع الدولي، خاصةً مع ما قد ينجم عن ذلك من هزيمة مليشيا الحوثي واجتثاثها وانهاء مشروعها الذي تستغله عدد من الدول لذلك نجد قلقها ونسمع دعواتها والحاحها على ارغام الحكومة الشرعية للموافقة على مقترحات السلام ووضع جدول مفاوضات والعودة إلى طاولة الحوار لحل الأزمة اليمنية سلميًا بما يحافظ على بقاء مليشيا الحوثي قوية متماسكة وهذا يخالف تطلعات المجتمع اليمني.
فالقوات المسلحة الشرعية مكتملة التشكيل والاعداد والبناء والتسليح وهي قوة نظامية معترف بها دوليا تتكون من سبع مناطق عسكرية كل منطقة تضم عدد من الالوية والوحدات المستقلة وكذلك محاور عسكرية ضمن تشكيل القوات المسلحة وتضم ألوية مشاة، ومشاة ميكانيكية، ومدرعة، وصواريخ ومدفعية، بالإضافة إلى قوات خاصة وجميعها تحتكم الى غرفة عمليات وسيطرة موحدة وتوجيه واحد.
كما تمتلك الحكومة الشرعية ضمن تشكيل القوات المسلحة الوية دفاع جوي ووحدات للطيران المسير وقبل عام تم اعادة افتتاح كلية الطيران والدفاع الجوي في مارب والكلية الحربية في عدن اضافة الى القوات البحرية والدفاع الساحلي والتي هي قوة فاعلة ومؤثرة على الساحة.
عصابات مليشياوية
نعلم انه لا مجال للمقارنة بين الدولة والمليشيا بين المؤسسة العسكرية المبنية على اسس علمية ونظام وقانون وبين جماعات مسلحة وحشود قبلية وعناصر مغرر بها، لكن لتتضح نتائج المعركة مسبقا لابد من الاشارة إلى ما تمتلكه مليشيا الحوثي من قوة عسكرية فبحسب التقارير وتصريحات الخبراء فإن مليشيا الحوثي لا تمتلك أي قوة عسكرية وكل ما تمتلكه جماعات مسلحة تابعة لشخصيات قبلية ونافذة وهي عناصر شعبية غير مدربة تم تحشيدها بأكثر من طريقة من مختلف المحافظات وتم تسليحها وتستدعى وقت الطلب لا تتقيد بنظام ولا تحتكم الى برنامج موحد ولا تمتلك عقيدة عسكرية باستثناء معلومات دينية تم ضخها في عقولهم اثناء دورات عسكرية هذه المعلومات والافكار والخرافات تزول عند اول مواجهة عسكرية فتنهار القوة وتفر هاربة او مبعثرة في الشعاب والجبال.
وبالإشارة إلى القوة الصاروخية التي كثيرا ما أعلنت عنها مليشيا الحوثي وهددت بها فإن المصادر تؤكد أنها ليست كما تدعي واضعف من ذلك بكثير وتؤكد المصادر انها استقدمت اسلحة وصواريخ من ايران عن طريق ميناء الحديدة وخبراء متواجدين في مناطق سيطرة المليشيا تعمل على تطوير هذه الصواريخ لكنها تظل صواريخ عادية وغير دقيقة.
وبالتالي فالواقع يؤكد أن القوات المسلحة الشرعية تمتلك تسليحًا أكثر تقدمًا من مليشيا الحوثي، رغم شحة الدعم كما تمتلك القوات الحكومية خبرة أكبر في القتال النظامي، بينما تعتمد مليشيا الحوثي بشكل كبير على المقاتلين المتطوعين والمغرر بهم مما يجعلهم وقودا للحرب وعرضة للهزيمة.
إن ميزان القوى في اليمن واضح جدا، والعالم يدرك رجحان كفة الحكومة الشرعية وطول ذراعها العسكري لكن الخبراء العسكريون يقولون أن مسار الحرب يعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك استمرار الدعم الدولي، وفاعلية العمليات العسكرية، وتماسك الجبهات الداخلية والتأييد الشعبي والأسناد المجتمعي وهي كلها متوفرة في الحكومة الشعرية ومنعدمة في مليشيا الحوثي وهذا يعني الانتصار المحقق والسريع للقوات المسلحة والنهاية الحتمية والسقوط المخزي لمليشيا الحوثي التي حافظ عليها المجتمع الدولي طيلة عشر سنوات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news