يتألم الصحفي المحرر من قبضة مليشيا الحوثي، أكرم الوليدي، على أوضاع المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، كونه ذاق مرارة الاختطاف وكذلك مرارة الخوف من مصير مشابه بعد أن قررت المليشيات إعدامه مع ثلاثة صحفيين قبل تحريريهم في ابريل 2023.
وفي حديثه لـ "الصحوة نت" قال الوليدي " تتجلى أمامنا مأساة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم لمليشيا الحوثي، وهي انعكاسًا لوحشية المليشيات، وتجسيدًا لصنوف التعذيب النفسي والجسدي التي يعيشها هؤلاء المختطفون ".
حياة المختطفين في خطر
وأضاف الصحفي الوليدي، أن التعذيب الجسدي كان يُحيط به وزملائه كالكابوس، من ضرب وحشي والصعق الكهربائي والركل على الوجه، والتعليق لساعات طويلة، ووضعك في ضغاطة لا تتجاوز متر في متر، وحرمان من النوم والأكل، إلى سوء المعاملة التي لا تنتهي".
وعن التعذيب النفسي يقول الوليدي "كنا نعيش كل لحظة تحت ظل التهديد بالموت، مضيفا " تصور نفسك في زنزانة مظلمة، تسمع خبر نية المليشيا إعدام زملائك، يخفق قلبك هلعًا، وتتسارع أنفاسك خوفًا".
وعن مشاهدة المختطفين على قنوات والمليشيات تعدم عشرة من أبناء الحديدة، يقول الوليدي "كان الخبر يسري في عروقنا كالسم، يزرع في نفوسنا رعبًا لا يوصف، ويجعل كل يوم يمر علينا وكأنه الأخير".
وعن أمله وزملائه بالحكومة والمنظمات يقول الوليدي "كنا نتطلع بأمل إلى الحكومة والمنظمات الحقوقية، كالغريق الذي يبحث عن قشة يتعلق بها".
وأضاف كنا نأمل أن يسمع العالم أصواتنا فيتحركوا لإنقاذنا من براثن المليشيات، نأمل بضغوط تضع حداً لهذه الانتهاكات الجسيمة.
وطالب الصحفي الوليدي المجتمع الدولي والحكومة مواصلة الجهود لإنقاذ من تبقى في سجون المليشيات من المختطفين والأسرى، وأنه لا يجب أن يُترك أي مختطف مواجهة هذا المصير البشع، مشيرا إلى ان حياة المختطفين ليست ورقة مساومة في يد الطغاة.
جرائم مركبة
أما الصحفي "هشام طرموم" ، قال إن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المختطفين، جرائم مركبة، تبدأ من الاختطاف والاخفاء القسري، والتعذيب النفسي والجسدي، ثم تأتي المحاكمات التي لا تستند إلى شرعية قانونية".
والصحفي طرموم، صحفي محرر من سجون مليشيا الحوثي، في أكتوبر 2020، بعد نحو 6 سنوات من الاختطاف، أصيب بأمراض مزمنة واصابات بسبب التعذيب الجسدي خلال فترة الاختطاف.
وأضاف طرموم، أن التهم التي توجهها ميليشيا الحوثي للمختطفين تهم متشابهة، تهم جاهزة ومعدة مسبقا.
وتابع بالقول "تستغل المليشيات المحاكمات كورقة ضغط وابتزاز سياسي، إضافة إلى وسيلة إرهاب بحق أسر المختطفين، مشيرا إلى أن تنفيذها لقرارات الإعدام بحق 9 من أبناء الحديدة، واحدة من هذه الأسباب التي ارادت ايصالها للمجتمع والمعارضين لها".
وأردف بالقول "حاليا يواجه 70مختطفا في سجون الحوثي هذه القرارات ولا شك ان أقاربهم قلقون جدا وهم في حالة خوف شديد على أبنائهم ويخشون حماقات الحوثيين واقدامهم على ارتكاب الجريمة".
أوامر إعدام جديدة
واليوم الأحد
أيدت ما تسمى المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الارهابية، أوامر الإعدام الصادرة عن ما تسمى المحكمة الابتدائية في المحويت، بحق ثلاثة من أبناء المحافظة اختطفتهم الجماعة المدعومة من إيران، قبل تسع سنوات.
وقالت مصادر حقوقية "إن ما تسمى بالشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة، أيدت اليوم، امر الإعدام الابتدائي الصادر بحق المختطفين، إسماعيل أبو الغيث، صغير فارع، عبد العزيز العقيلي، إضافة إلى أحكام أخرى بحق مختطفين آخرين".
وأدانت الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين بأشد العبارات تأييد ما تسمى بالشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة الحوثية لقرار الإعدام الصادرة بحق المختطفين إسماعيل أبو الغيث، وصغير فارع، وعبد العزيز العقيلي، والذين تم اختطافهم من قبل مليشيات الحوثي في اكتوبر 2015م ضمن سلسلة اختطافات نفذتها ضد خصومها السياسيين.
وأكدت الهيئة في بيان لها، أن هذه القرارات التي جاءت بعد محاكمة سياسية صورية تفتقر إلى أدنى معايير العدالة والنزاهة، حيث أن جميع الإجراءات التي رافقت وسبقت تلك المحاكمة الصورية كانت غير صحيحة وباطلة قانوناً فضلا عن انتفاء الولاية القضائية عن مصدري القرارات والجهات الصادرة عنها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news