*سيادة القوي واستبداد حكمه على الضعيف*

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 59 مشاهده       تفاصيل الخبر
*سيادة القوي واستبداد حكمه على الضعيف*

*عدن توداي بقلم وجدان محمد الدباش*

الحياة في سياقها العام والخاص تقوم على ركنين أساسيين مختلفين منها ما هو *أبدي* (ثابت)، ومنها ما هو *آني* (زائل) ، ولعلَ من أهم ما تقوم به حياة البشرية في سياق الواقع السياسي والاجتماعي ينتمي إلى ما هو أبدي، ما يمكن أن نسميه بقانون “ *سيادة القوي واستبداد حكمه على الضعيف*

وهو الأمر الذي ولد من رحمه قانوناً آخر يعاكسه، ويتجسد في “محاولات الضعيف المتكررة في سبيل الخلاص من بطش القوي والانتقام منه وهو ما يبديه لنا واقعنا المعاصر ونشاهده يؤكد حقيقة هذا الفكر فيد القوي هي اليد الطولى، وسلطته هي السلطة الغالبة وبالتالي فهو سيد الضعيف ومرجعيته وبوصلة حركته ووجوده، وفي المقابل لا يدخر الضعيف أية وسيلة في محاولاته لتغيير واقعه المعيش.

ومن المهم الإشارة إلى أن الحديث عن “الضعيف” يرتبط بالمعنى الروحي الوجداني أو الإرادي، لا المعنى المادي،

فتسلط القوي على الضعيف يأتي من التوهم أو الشك أو خشية القوي من توافر إرادة التمرد لدى الضعيف أو الرغبة في استقلال الرأي والقرار

، فثمة إشارات كثيرة تدركها تلك القوى المتسلطة فاستعبدت واستبدت الضعيف وقطعت دابره (ودابر من يقف وراءه) قبل أن يشب عن الطوق ويخرج عن السيطرة.

فالأقوياء لديهم فكرة ومعتقد أن بقائهم مستمر مادام الضعيف خارج حلبة الصراع فهذا الفكر يدفعهم الى تهميش واستبعاد الطبقة الضعيفة من محيطهم وتحويلهم الى أناس متسولين أو إلى اجنده لهم يحركونهم يميناً ويساراً على حساب أنفسهم ومصالحهم مقابل ما يحقق رغباتهم الفردية .

إن كل ما يحدث في المنطقة ليس عبثاً، ولا بريئاً، ولكنه وليد فقه أو فلسفة القوي وتخطيطه لإسكات الضعيف على نحو مستمر، خاصة وهو يدرك ويتابع نمو مشروع قوي في المنطقة تتوافر له إمكانات مادية وبشرية، وكذلك امتلاكه رغبة سياسية ذات أبعاد دينية وحضارية وتاريخية، بالإضافة إلى أن هذه الإرادة مصممة على المواجهة ومستعدة لدفع ضريبة البروز والتمكين،

هذا هو محور الصراع الذي يتكبده الإنسان اليمني، ويدفع في سبيله دمه وثروته ومستقبله، دون أن يدرك أنه لا ناقة له ولا جمل في قرارات ومجريات ما يحدث في المنطقة، بل إنه يستخدم أداة من أدوات صراع المشاريع الكبرى في المنطقة، صراع المشروع القوي المستبد مع المشروع الجديد الحالم بإعادة أمجاد الماضي.

أليست اسرائيل اليوم أضعف من العرب من المنظور العام جغرافياً ومادياً وحضارياً، ومع ذلك تعد الأكثر هيمنة ومهابةً في المنطقة، بفعل موت إرادة الهوية العربية والإسلامية

فعلى سبيل المثال

عقود من الزمن المعاصر وأمريكا هي القوة العظمى الضاربة في العالم بأسره، تتعربد بفعل قوتها وجبروتها ذات يمين وذات شمال، وتفرض إرادتها وقوانينها الجائرة كيف وحيث تشاء. ولكن من الملاحظ أنها أكثر عربدة وبطشاً في حيز جغرافي ذات نسق ثقافي وتاريخي واجتماعي معلوم، وهو العالم الإسلامي والعربي.

قد تتباين الرؤى حول مبررات هذا الفعل أو السلوك العدائي تجاه العرب والمسلمين، ولكن الاحتمالات التي نعتقدها الأقرب للمنطق والصواب ترتبط بقانون “سيادة القوي على الضعيف”، فمن المعلوم أن شعوب العالم العربي والإسلامي تعيش حالة ضعف وهزال تفوق تصور العقل والخيال معاً. إلا أن الفكر السياسي وبسط النفوذ لا يؤمن بحالة الضعف والهزال .

(الصراع من أجل البقاء)

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : اغتيال رجل أعمال ونجله وسط العاصمة صنعاء

المشهد اليمني | 3966 قراءة 

الاعلان عن افلاس بنك كبير في اليمن

كريتر سكاي | 2630 قراءة 

“له خامس وسادس”.. الفلكي محمد عياش يكشف عن دخول موسم جديد ويتنبأ بما سيحدث خلال شهر سبتمبر من تقلبات مرعبة

الميدان اليمني | 2544 قراءة 

بشرى سارة للسائقين ومُلّاك المركبات في مناطق حكومة صنعاء

يمن إيكو | 1897 قراءة 

ضربة معلم .. العرادة يُبطل مخطط حوثي وهذا ما فعله اليوم في قبائل وادي عبيدة بمارب

المشهد اليمني | 1838 قراءة 

شاهد بالصور .. انتشار هذا الأمر بصنعاء وسط تصعيد خطير

كريتر سكاي | 1621 قراءة 

تصفية رجل أعمال كبير مع نجله في صنعاء بطريقة وحشية أمام مول تجاري

نافذة اليمن | 1576 قراءة 

العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

المشهد اليمني | 1409 قراءة 

الحكومة الشرعية توجه دعوة عاجلة للشعب

وطن الغد | 1349 قراءة 

شاهد اول صورة لاعلان بنك كبير في اليمن افلاسه

كريتر سكاي | 966 قراءة