تمثيلات نقطة الانهيار

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 169 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تمثيلات نقطة الانهيار

تمثيلات نقطة الانهيار

قبل 2 دقيقة

قدم العام 1971م حدثًا مأساويًا لأوغندا، إنه العام الذي حمل "عيدي أمين دادا" إلى السلطة، ليبدأ ذلك البلد الأفريقي في الانحدار نحو الهاوية، وهو ذات المصير الذي وصلته الصومال بفعل مغامرات "محمد سياد بري".. وتماثلت النتيجة في "قيرغيزستان" البلد الأسيوي، الذي أضحى بعد سنوات قلائل من استقلاله عن الاتحاد السوفيتي دولة منهارة فاشلة.. فيما "اليمن"  الذي أغمض قادته السياسيون أعينهم عن كل هذه الشواهد، وعديد مؤشرات غيرها، أضحت هي أيضًا دولة فاشلة ولا تزال ..

كان للسياسات الاستبدادية للرئيس الأوغندي "عيدي أمين" إسهامها الفاعل في انهيار اقتصاد هذا البلد الأفريقي، عندما أطلق العنان لضباط جيشه للاستيلاء على القطاعين العام والخاص، حتى أُفرغت الخزينة المركزية من النقود بعد سبع سنوات فقط من استيلائه على السلطة.. حينها لجا الديكتاتور المستبد لحيلة عادة ما يستخدمها الطغاة للهروب من الاستحقاقات الداخلية، فكان خيار الحرب هو الأنسب ليظل على السلطة..

هاجم  "أمين" تنزانيا إلا أن جيشه تلقى هزيمة ماحقة أصابت نظام حكمه بالانهيار، ليغادر الحكم بخزينة شبه خاوية وبمديونية تتجاوز الـ 250 مليون دولار، وأكثر من نصف مليون مواطن تحتضنهم المقابر الجماعية..  المصيبة الأكبر حدثت بعدها، عندما بدأ المواطنون بنهب أسلحة الجيش المنهار، التي أشعلت حربا أهلية طاحنة لم تكن تهدأ إلا لتعود مجدداً، أكثر وأشد ضراوةً.

في دولة افريقية أخرى، بدأت تباشير انحلال الصومال منذ تربع ضابط عسكري آخر هو "محمد سياد بري" على العرش العام 1969 بانقلاب عسكري يساري، رافعاً لواء "الاشتراكية العلمية".. ومع أن دولة جارة كأثيوبيا كانت أيضا في ظل نظام اشتراكي ماركسي، إلا أن ذلك لم يمنع "سياد بري" من مهاجمتها لاستعادة إقليم "أوغادين" بذريعة أن سكانه صوماليون، في مؤشر على أن وعي الديكتاتور بالاشتراكية "العالمية" لا يتعدى حدود الصومال الكبرى.. 

ورغم انتهاء حرب "أوغادين" بعد عام على اندلاعها، إلا أن الصراع بين الدولتين استمر، ولم يتعافَ الصومال من هزيمته المنكرة، ليصيب الإنهاك الاقتصاد ويتزايد سخط الشعب، حتى حدث الانهيار الصومالي في يناير 1991م ليشهد بلداً أفريقياً آخراً صراعاً قاتلاً ما انفك يلقي بظلاله المأساوية حتى اليوم.

كانت "قرغيزستان" دولة حديثة النشأة، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي العام 1991م ولأنها كذلك احتاجت لمعونات صندوق النقد الدولي الذي اشترط عليها انفتاحاً على اقتصاد السوق، ما جعل البلد في مرمى سيل من المنتجات العالمية، نافست المنتجة محلياً، ليصبح مئات الآلاف من العمال في الشوارع.. 

ولأن الانهيار كالتنمية، عملية تراكمية تحدث تدريجيا.. أسفرت التراكمات السلبية وتوسع رقعة الفقر والبطالة إلى اندلاع ثورة (التوليب) العام 2005، بعد زيادة تعرفة  الكهرباء التي كانت الشرارة التي ألهبت الثورة ضد حكم الرئيس القرغيزي "عسكر أكاييف".. ومع أن الزيادة كانت مبررة نظرا لكون البلد يعتمد في توليد الكهرباء على السدود المائية التي انخفضت مناسيبها بشدة لقلة الأمطار، إلا أن المعارضة التي نجحت في استثمار الوضع للتعبئة ضد نظام الحكم، لم تفلح -  بالمقابل - في معالجة الأوضاع الاقتصادية التي عانت جموداً حملت معها البلد إلى نقطة الانهيار،  لتتلاشى الدولة والنظام، وتبدأ المليشيات المسلحة بالسلب والنهب، فيما ضاعفت لعنة الحرب الأهلية العرقية بين "القرغيز والأوزبك" مأساة هذا البلد الأسيوي.

ومثلما تغافل سياسيو اليمن مؤشرات سقوطه في مستنقع الفشل والفوضى، الذي لا ينفك يخنق الناس في هذا البلد الموبوء بقادته الفاسدين.. لا تزال هذه القوى التي أسهمت في وصول اليمن إلى نقطة الانهيار، تمارس ذات النهج البائس، بل وضاعفت مأساته بدخول أطراف إقليمية ودولية، ترى من مصلحتها بقاء اليمن دولة فاشلة، تتقاسمها المليشيات وترزح في الفقر  والفوضى والانفلات.. وهو أمر لا سبيل للخلاص منه، طالما استمرت هذه القوى في التحكم بمصير البلد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 831 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 756 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 590 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 575 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 428 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 422 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 415 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 410 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 367 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 278 قراءة