اخفقت كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا، في تمرير مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي بشأن اليمن، في جلسة طارئة للمجلس دعت اليها واشنطن ولندن وباريس، شهدت مهاترات قوية بين الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، جراء معارضة روسيا والصين لمشروع القرار.
وعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين (22 يوليو)، جلسة طارئة حول الهجوم الحوثي على الكيان الاسرائيلي، بطلب من الاخير. وقال المندوب الامريكي، روبرت وود: إن “إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن النفس”. مضيفا: “أي عضو في المجلس لا يدين هذه الغارة يعتبر متورطا في دعم الحوثيين”.
بدورها، أدانت الهجوم الحوثي، كل من بريطانيا وفرنسا بجانب الإكوادور واليابان وكوريا الجنوبية. وطالب مندوب فرنسا الحوثيين بـ “وقف هجماتهم فورا والانخراط في مفاوضات الحل السياسي في اليمن”. محذّرا من “أن تصعيد الحوثيين قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمَّتها”.
لكن روسيا والصين تصدرتا لرفض مشروع قرار مجلس الامن الدولي يدين الهجوم الحوثي على عاصمة الكيان الاسرائيلي تل أبيب (يافا) بطائرة مُسيَّرة متطورة اخترقت منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية فجر الجمعة (19 يوليو) وتسببت بمقتل اسرائيلي وجرح 10 اخرين.
رد المندوب الروسي فاسيلي نيبنزيا، بقوله: “إن الدول الغربية الثلاث دعت إلى هذا الاجتماع بسبب الهجوم على تل أبيب”. وفي حين اكد “إدانة موسكو أي عدوان على المدنيين”. اعتبر دعوة اميركا وبريطانيا وفرنسا لعقد الجلسة الطارئة بشأن مهاجمة تل ابيب “ازدواجية معايير”.
وقال: “إسرائيل بدعم من اميركا ما زالت ترفض الانصياع لقرارات مجلس الأمن جميعها. أين كنتم عندما هاجمت الطائرات الإسرائيلية المواصي وقتلت العشرات أو عندما هاجمت منطقة خان يونس، وقتلت العديد من المدنيين بمن فيهم الأطفال. لماذا لم تدعوا لاجتماع طارئ لمجلس الأمن؟”.
من جهتها، قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روز ماري دي كارلو: “ضربت طائرة بدون طيار يوم 19 يوليو مبنى في تل أبيب، وقُتل مدني إسرائيلي بشظايا وأصيب عشرة مدنيين إسرائيليين، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، وقامت إسرائيل بشن غارات جوية على ميناء الحديدة”.
مضيفة في انكار مزاعم الكيان: إن “القوات الإسرائيلية شنت عدة غارات جوية في وحول ميناء الحديدة في اليمن يوم 20 يوليو، في عملية ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنها ضد أهداف عسكرية حوثية. وتدعي إسرائيل أن ميناء الحديدة يستخدم كطريق الإمداد الرئيسي لنقل أسلحة إيرانية الى اليمن”.وأردفت: “ميناء الحديدة شريان الحياة لملايين الأشخاص في اليمن، تصل عبره معظم واردات اليمن من الغذاء والدواء والوقود، ويجب ان يبقى مفتوحا وعاملا. يقع الميناء بمنطقة مكتظة بالسكان. والتحديث الأولي يشير إلى مقتل 9 وإصابة أكثر من 80 بجراح نتيجة الغارات الجوية وأضرار كبيرة بالبنية التحتية”.
منوهة بأن أمين عام الامم المتحدة “حث جميع الأطراف المعنية على تجنب الهجمات التي يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين والبنية التحتية المدنية”. وحذر من “خطر اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط. أي خطوة واحدة متهورة، أو خطأ في التقدير، يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود، والخيال”.
مضيفة: “إن الحوثيين يواصلون شن هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، بالرغم من اعتماد القرارين 2722 (2024) و2739 (2024) لتأمين الملاحة. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن عدة ‘عمليات عسكرية مشتركة‘ مع ما يسمى ‘المقاومة الإسلامية في العراق‘، بدعوى دعم سكان قطاع غزة”.
وأردفت كارلو: “هذه التطورات الأخيرة تُظهر الخطر الحقيقي المتمثل في حدوث تصعيد مدمر بالمنطقة”. مؤكدة ارتباط الهجمات الحوثية بالحرب المتواصلة في قطاع غزة، بقولها: “انني أدعو إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن”. حسب المركز الاعلامي للأمم المتحدة.يترافق هذا مع بدء روسيا والصين تدخلا رسميا ومباشرا في الملف اليمني، وبجانب ممارسة ضغوط دولية لاعتراض قرارات لمجلس الامن، بدأتا ممارسة ضغوط على الشرعية اليمنية، اخرها لقاءات مكثفة لمسؤولين روس وصينيين مع قيادة الشرعية اليمنية، سبقت جلسة الامن الدولي المنعقدة لبحث التطورات في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news