سهيل بين الخرافة والواقع

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 319 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سهيل بين الخرافة والواقع

قبل أكثر من مائة عام، في بداية عهد الإمام يحيى حميد الدين، كانت الحياة تسير ببطء في اليمن، حيث يعم البساطة والانعزال. وفي ذلك الوقت، كان الإمام يرسل رجاله لجمع الزكاة من القرى النائية قبل موسم الحصاد. كان هؤلاء الرجال يعرفون بالمطوفين، ومن بينهم كان هناك رجل يدعى سهيل، الذي كتب له القدر أن يصبح بطلاً لقصة لا تنسى.

في أحد الأيام، أُرسل سهيل إلى إحدى القرى البعيدة. وعند وصوله إلى قرية بدائية، كان أهل القرية يعيشون منعزلين عن العالم، يعتمدون على ما تجود به الأرض والسماء من خيرات.

عندما وصل سهيل إلى القرية، تجمع الناس حوله بفضول. سألوا عن اسمه، فأجاب ببساطة: "سهيل". هنا، بدأت الحكاية تأخذ منحى غير متوقع. إذ ارتبط اسم سهيل في أذهانهم بموسم الأمطار الغزيرة، واعتقدوا أن وصوله سيجلب لهم المطر الذي طال انتظاره. لكن السماء كانت جافة والأرض عطشى، فطالبوه بأن يمطر عليهم.

ضحك سهيل محاولاً أن يشرح لهم أنه مجرد إنسان يحمل اسم سهيل، وليس بيده أن يجلب المطر. لكن القرويين كانوا مصرين، واعتبروا كلامه تهربًا. فربطوه إلى شجرة وأطلقوا عليه النمل والصراصير اللاذعة، ليجبروه على إنزال المطر.

بعدما بلغ الألم منتهاه، طلب سهيل أن يتحدث مع شيخ القرية. جاء الشيخ ظانًا أنه سيجد حلاً، ولكن بدلاً من ذلك، زاد الطين بلة. إذ طلب الشيخ أن ينزل المطر على أراضيه أولاً، ثم يمنح البقية القليل منه، قائلاً بلهجة حازمة: "هذه الأراضي ملكي، هبّده عليها هبده، أما البقية هب لهم تفتافوا".

في تلك اللحظة العصيبة، لم يجد سهيل سوى أن يلجأ إلى الله، متضرعًا أن يخلصه من هذا المأزق. وبالفعل، استجاب الله لدعائه وأمطرت السماء بغزارة. فرح أهل القرية بالمطر، لكن سرعان ما تحول الفرح إلى قلق عندما فاضت السيول. أسرعوا إلى سهيل، مطالبين إياه أن يوقف المطر. قائلين له هونها واسهيل هونها فأجابهم وهو ما زال مربوطًا بالشجرة: "والله ما أهون هوانه".

وبعد توسلاتهم، توقفت الأمطار وبدأت السيول تجري في الوديان. قاموا بفك سهيل، وقدموا له أسمى معاني الشكر والعرفان. دعوه إلى وليمة كبيرة، حيث أكل من خيراتهم وشرب من نعيمهم. وكان كلما حاول النهوض، ألحوا عليه بالبقاء ومواصلة الأكل، عرفانًا بما فعله لأجلهم.

وعندما حان وقت الرحيل، ملأوا راحلته بالعطايا والهدايا من العسل والسمن والمواشي ، وودعوه مشيعين له بالشكر والدعوات أن يعود لزيارتهم في كل موسم.

وهكذا انتهت مغامرة سهيل في تلك القرية،حيث تركت هذه القصة أثراً لا يُنسى في قلوب الناس خصوصا في المناطق التهامية، تُروى للأجيال بقصد المتعة والفكاهة، وليست للسخرية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صدور قرار تعيين عسكري جديد

كريتر سكاي | 625 قراءة 

شبوة...غارات جوية مفاجئة تستهدف منطقة خورة وتخلف ضحايا بينهم قيادات ميدانية

قناة المهرية | 376 قراءة 

توتر عسكري بين هذه القوات

كريتر سكاي | 337 قراءة 

مطار صنعاء يقترب من إعادة التشغيل.. تفاهمات وكواليس مسقط 

الأمناء نت | 304 قراءة 

قرار حوثي في صنعاء يجبر جميع المواطنين في مناطقهم على دفع رسوم باهضة ويفجر غضب شعبي

نافذة اليمن | 290 قراءة 

صحابي يمني يخدع أبوبكر الصديق بحيلة ماكرة أضحكت الرسول

المشهد اليمني | 275 قراءة 

عاجل: غارات أمريكية مفاجئة في اليمن والكشف عن مواقع الاستهداف

المشهد اليمني | 264 قراءة 

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 262 قراءة 

أول تحرك للرئيس العليمي بعد امتناع محافظ المهرة توريد الإيرادات لحسابات الحكومة

المشهد اليمني | 255 قراءة 

عضو في مجلس النواب ينجو من محاولة اغتيال

كريتر سكاي | 220 قراءة