سهيل بين الخرافة والواقع

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 323 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سهيل بين الخرافة والواقع

قبل أكثر من مائة عام، في بداية عهد الإمام يحيى حميد الدين، كانت الحياة تسير ببطء في اليمن، حيث يعم البساطة والانعزال. وفي ذلك الوقت، كان الإمام يرسل رجاله لجمع الزكاة من القرى النائية قبل موسم الحصاد. كان هؤلاء الرجال يعرفون بالمطوفين، ومن بينهم كان هناك رجل يدعى سهيل، الذي كتب له القدر أن يصبح بطلاً لقصة لا تنسى.

في أحد الأيام، أُرسل سهيل إلى إحدى القرى البعيدة. وعند وصوله إلى قرية بدائية، كان أهل القرية يعيشون منعزلين عن العالم، يعتمدون على ما تجود به الأرض والسماء من خيرات.

عندما وصل سهيل إلى القرية، تجمع الناس حوله بفضول. سألوا عن اسمه، فأجاب ببساطة: "سهيل". هنا، بدأت الحكاية تأخذ منحى غير متوقع. إذ ارتبط اسم سهيل في أذهانهم بموسم الأمطار الغزيرة، واعتقدوا أن وصوله سيجلب لهم المطر الذي طال انتظاره. لكن السماء كانت جافة والأرض عطشى، فطالبوه بأن يمطر عليهم.

ضحك سهيل محاولاً أن يشرح لهم أنه مجرد إنسان يحمل اسم سهيل، وليس بيده أن يجلب المطر. لكن القرويين كانوا مصرين، واعتبروا كلامه تهربًا. فربطوه إلى شجرة وأطلقوا عليه النمل والصراصير اللاذعة، ليجبروه على إنزال المطر.

بعدما بلغ الألم منتهاه، طلب سهيل أن يتحدث مع شيخ القرية. جاء الشيخ ظانًا أنه سيجد حلاً، ولكن بدلاً من ذلك، زاد الطين بلة. إذ طلب الشيخ أن ينزل المطر على أراضيه أولاً، ثم يمنح البقية القليل منه، قائلاً بلهجة حازمة: "هذه الأراضي ملكي، هبّده عليها هبده، أما البقية هب لهم تفتافوا".

في تلك اللحظة العصيبة، لم يجد سهيل سوى أن يلجأ إلى الله، متضرعًا أن يخلصه من هذا المأزق. وبالفعل، استجاب الله لدعائه وأمطرت السماء بغزارة. فرح أهل القرية بالمطر، لكن سرعان ما تحول الفرح إلى قلق عندما فاضت السيول. أسرعوا إلى سهيل، مطالبين إياه أن يوقف المطر. قائلين له هونها واسهيل هونها فأجابهم وهو ما زال مربوطًا بالشجرة: "والله ما أهون هوانه".

وبعد توسلاتهم، توقفت الأمطار وبدأت السيول تجري في الوديان. قاموا بفك سهيل، وقدموا له أسمى معاني الشكر والعرفان. دعوه إلى وليمة كبيرة، حيث أكل من خيراتهم وشرب من نعيمهم. وكان كلما حاول النهوض، ألحوا عليه بالبقاء ومواصلة الأكل، عرفانًا بما فعله لأجلهم.

وعندما حان وقت الرحيل، ملأوا راحلته بالعطايا والهدايا من العسل والسمن والمواشي ، وودعوه مشيعين له بالشكر والدعوات أن يعود لزيارتهم في كل موسم.

وهكذا انتهت مغامرة سهيل في تلك القرية،حيث تركت هذه القصة أثراً لا يُنسى في قلوب الناس خصوصا في المناطق التهامية، تُروى للأجيال بقصد المتعة والفكاهة، وليست للسخرية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شرط جديد في منفذ الوديعة يربك المغتربين اليمنيين

نيوز لاين | 925 قراءة 

بعد مطالبة الامارات بمغادرة العليمي المجلس الرئاسي .. السعودية ترد برد قوي .. ماذا قال مستشار دولة الامارات وماهو رد الصحافة السعودية

المشهد الدولي | 849 قراءة 

هاني بن بريك يرفع هذا الشعار ويؤكد على معركة سيدور رحاها في اليمن قريبا .. شاهد ما قاله (صورة)

المشهد الدولي | 826 قراءة 

قريباً زيارة لعيدروس الزُبيدي الى الرياض حاملًا هذا الهم اليمني

يمن فويس | 726 قراءة 

تعليق الرحلات الجوية من مطار عدن ابتداءً من اليوم… تفاصيل القرار

نيوز لاين | 596 قراءة 

مجلس التعاون الخليجي: يصدر تصريح بشان اليمن

كريتر سكاي | 529 قراءة 

مجلس الأمن يعلن موقفه من وحدة اليمن

بوابتي | 376 قراءة 

تنسيق عسكري سعودي عماني 

العربي نيوز | 351 قراءة 

دماج يكشف عن المحافظتان التي أنقذتا بقاء الدولة اليمنية من الإندثار

يمن فويس | 320 قراءة 

قوات درع الوطن تتسلّم مواقع على الخط الدولي في العبر

شبكة اليمن الاخبارية | 309 قراءة