أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:
مساء السبت 20 يوليو/ تموز تعرض ميناء الحديدة (غربي اليمن) لسلسلة غارات وصفت بالعنيفة أعلن الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عنها، وأسفرت عن تدمير خزانات الوقود في الميناء وإحداث أضرار كبيرة وغير مسبوقة.
ويعتبر ميناء الحديدة من أهم الموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر، والشريان الرئيسي لدخول المساعدات والبضائع والمشتقات النفطية إلى البلاد، ويتميز بقربه من الخطوط الملاحية العالمية، ورافد للاقتصاد اليمني.
وفي حين تعيش البلاد برمتها وضعا اقتصاديا مترديا منذ اجتياح جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وما نتج عنها تداعيات عسكرية واقتصادية، يتجه سؤال الشارع اليمني إلى الآثار المتوقعة للقصف الإسرائيلي الذي أتى على مخزون الوقود وأحدث أضرارا كبيرة في الميناء.
تدهور أعمق
يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز الدكتور “محمد علي قحطان”: “القصف الإسرائيلي الذي استهدف الميناء ومحطة الكهرباء وغيرها من الاهداف والمنشآت الاقتصادية في الحديدة، تحت مبرر أنها تستخدم لأغراض عسكرية، سيدخل البلاد في مرحلة أعمق من التدهور الاقتصادي والإنساني، ويدخل اليمن في بنك الأهداف الإسرائيلية ومواجهتها مباشرة”.
وتوقع في حديث مع “يمن ديلي نيوز” أن يؤدي تصاعد الصراع بين جماعة الحوثي وإسرائيل إلى “إحداث آثار سلبية بالغة على الوضع الاقتصادي والإنساني في مناطق سيطرة الجماعة بدرجة رئيسية قد يمتد ليشمل جميع المناطق اليمنية”.
وأضاف: تصعيد الصراع العسكري في اليمن، ومنطقة البحر الأحمر سيؤدي لإغلاق الممر البحري الدولي (باب المندب) وبالتالي انهيار نافذة النقل البحري الوحيدة التي كانت قد فتحت “ميناء الحديدة” باعتباره الميناء اليمني الوحيد المفعل في البحر الأحمر، بحكم أن بقية الموانئ اليمنية مغلقة”.
ولم يستبعد أن يؤدي التصعيد إلى ضرب المطارات التي تحت سيطرة جماعة الحوثي وأهمها مطار صنعاء الذي كان قد استعاد عمله برحلات بين اليمن والأردن.
وأردف: “لولا سياسة الحوثيين المتهورة والتي لا تكترث لعواقب ما تقوم به من سياسات وأفعال مدمرة لحياة المواطنين اليمنيين قبل غيرهم كاحتجاز طائرات اليمنية وهي الحامل الدولي الوحيد من اليمن وإليها، لكان من المتوقع أن تتسع رحلات الطيران من مطار صنعاء وإليه لمختلف دول العالم”.
وتابع: التصعيد العسكري، قد يؤدي إلى اشتعال جبهات القتال في مختلف مواقع المواجهات بين الحوثيين والمكونات العسكرية اليمنية التابعة للحكومة اليمنية (المعترف بها) وبدعم إقليمي ودولي، وبالتالي قد يكون من بين ردود أفعالهم قصف منشآت في السعودية، وباعتبارها الداعم الأساسي لقوى الشرعية”.
واستدرك بالقول، “إذا استمر التصعيد العسكري، سيؤدي إما إلى وضع نهاية للحوثيين، أو استمرار الحرب وتدمير اليمن المدمر أصلاً إلى مالانهاية وحسب ما ترغب به الاجندات الإقليمية والدولية”.
آثار عدة
من جانبه قال الخبير والباحث الاقتصادي “وحيد الفودعي” لـ”يمن ديلي نيوز”: من المرجح أن يستمر تعطيل ميناء الحديدة في التأثير على تدفق السلع الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان اليمنيين.
وأضاف “هذا التأثير سيزيد من تكاليف النقل والتأمين على الشحنات المتجهة من وإلى اليمن، وقد يؤدي إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وارتفاع أسعارها، والنقص المستمر في الوقود والكهرباء، وتدهور الخدمات الصحية وتعطيل المستشفيات والمرافق الحيوية، وتفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة الاحتياجات الطارئة للسكان.
كما توقع الخبير الاقتصادي أن “تؤدي الأضرار المستمرة للبنية التحتية في ميناء الحديدة إلى تعطيل الأنشطة التجارية والاقتصادية في المنطقة، مما يزيد من الأعباء المالية على الحكومة، وتفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد”.
وأشار إلى أن الهجوم قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية، مما يزيد من مخاطر اندلاع صراعات جديدة في المنطقة، وتأثيره السلبي على الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.
مرتبط
الوسوم
الاحتلال الإسرائيلي
تداعيات استهداف ميناء الحديدة
ضربات أسرائيل في ميناء الحديدة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news