وسط هجمات متبادلة ووعيد بحرب مفتوحة، دخلت المواجهة بين أنصار الله (الحوثيين) وإسرائيل مرحلة جديدة وغير مسبوقة، كما يصفها محللان تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟".
وكانت مقاتلات إسرائيلية استهدفت أمس السبت منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة غربي اليمن، ومنشأة الكهرباء في ميناء مدينة الحديدة.
ولاحقا قال زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي "إنه كلما طال أمد العدوان على قطاع غزة ستتجه الجماعة إلى مرحلة جديدة"، مشيرا إلى أن اختراق عاصمة العدو بطائرة مسيّرة جاء ضمن المرحلة الخامسة من عمليات الجماعة وهي مرحلة ستستمر.
وفي هذا السياق، توقع الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد منير شحادة أن يرد الحوثيون على الضربة الإسرائيلية على اليمن، باستهداف مراكز إستراتيجية وبنك أهداف في يافا، قال إن الحوثيين أعلنوا أنهم سيستهدفونه بأسراب من الطائرات الحديثة.
ورجح أن تطلق جماعة الحوثي أسرابا من الطائرات المسيّرة ترافقها صواريخ فرط صوتية، ضد أهداف إستراتيجية مؤلمة لإسرائيل، مذكّرا بأنهم أعلنوا عدم استهدافهم للمدنيين الإسرائيليين.
وأضاف شحادة أن الحوثيين كانوا يستهدفون في المرحلة الرابعة البواخر الإسرائيلية والسفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، وفي المرحلة الخامسة انتقلوا إلى قصف قلب إسرائيل.
وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثي صباح الجمعة 19 يوليو/تموز، أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيّرة قادرة على التخفي عن الرادار، وأسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.
ووفق نفس المتحدث، فقد ارتكبت إسرائيل خطأ فادحا، لأنها سمحت لليمن أن ينقل الحرب من البحر الأحمر ومن ميناء إيلات إلى قلب إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل التي تقاتل على جبهات متعددة لا يمكنها الخروج من المأزق الحالي الذي تتخبط فيه، لا سيما في ظل حالة الإنهاك التي يعانيها جيشها.
ومن جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي، ساري عرابي أن الاستهداف الإسرائيلي المباشر لليمن قد انتقل بالمواجهة نحو مرحلة جديدة، بعد أن كان ينوب عن إسرائيل في ضرب الحوثيين، التحالف الأميركي البريطاني.
ولم يعد الأمر يتعلق بإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بل -يضيف عرابي- باتت المواجهة مباشرة بين الحوثيين والاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الضربة الإسرائيلية على اليمن لم تحقق أهدافها العسكرية، لكنها كانت مؤلمة للشعب اليمني الذي سعى الاحتلال للانتقام منه بحرمانه من الكهرباء ومدخراته المتعلقة بالطاقة والوقود والنفط.
ويعتقد أن التحالف المساند للمقاومة في غزة أو ما يطلق عليه محور المقاومة يجد نفسه الآن أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية كبرى، حيث يفترض أن يعزز التنسيق بين أطرافه ويفرض على الاحتلال وقف عدوانه على القطاع الفلسطيني.
وفي حال لم يوقف الاحتلال حربه على غزة، لا يستبعد عرابي أن تتحول المواجهة إلى مواجهة مصيرية حول ما اعتبرها الهيمنة على المنطقة بين إسرائيل والأطراف المعادية لها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news