تسربت على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة، خطيرة، بينها مقاطع فيديو سربتها روسيا، تتضمن توثيقا دقيقا متزامنا لمراحل عملية اختراق المنظومات الدفاعية للكيان الاسرائيلي، بطائرة مُسيَّرة متفجرة، وصولا الى استهدافها مبنى وسط تل ابيب (مدينة يافا)، فجر الجمعة (18 يوليو).
وتوثق مقاطع الفيديو، اختراق المنظومات الدفاعية للكيان الاسرائيلي بطائرة مُسيَّرة متفجرة ذات تقنيات متطورة، كشفت جماعة الحوثي، صباح الجمعة (18 يوليو) لأول مرة عن امتلاكها، وتدشين استخدامها بـ "استهداف هدف مهم بمنطقة يافا المحتلة، التي يسميها الاحتلال الاسرائيلي تل ابيب".
تُظهر المشاهد المصورة لحظات تحليق الطائرة المُسيَّرة التي اسمتها الجماعة "يافا"، وسط اجواء "تل ابيب"، دون أي تحرك لمنظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية (القبة الحديدة) أو انطلاق صافرات الانذار، وصولا إلى إصابة الطائرة هدفها، وارتطامها بأحد المباني وانفجارها العنيف والمدوي.
وكشف كيان الاحتلال الاسرائيلي، رسميا، عن ملابسات مثيرة وخفايا صادمة، لتمكن طائرة مُسيَّرة متفجرة من اختراق منظومات دفاعاته الجوية الحديثة، واستهداف مبنى وسط تل ابيب (مدينة يافا) فجر الجمعة (18 يوليو)، معلنا جهة اطلاق المُسيرة ونوعها، ومحصلة الآثار الناجمة عن هجومها.
جاء هذا في اول اعلان رسمي للكيان حتى الان، عن الانفجار العنيف الذي هز عاصمته تل ابيب (يافا)، فجر الجمعة (18 يوليو)، ومحصلته من الخسائر والاضرار البشرية والمادية، أكد اعلان جماعة الحوثي الانقلابية "تنفيذ هجوم نوعي على هدف في عمق كيان العدو الاسرائيلي".
وقال متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي، دانيال هاغاري، مساء الجمعة: "خلال الليلة الماضية تسللت قطعة جوية بدون طيار من جهة الغرب تم اطلاقها حسب تقديرنا من اليمن وأصابت احد المباني في ‘تل ابيب‘ وجراء اصابة المبنى قُتل مواطن وأصيب ثمانية مواطنين غيره بجروح خطيرة".
معلنا نتائج التحقيق بنوعية الطائرة: "بعد التحقيق الاولي الذي اجريناه وبناء على الادلة التي عثرنا عليها في مكان وقوع الحادث ومن خلال المنظومات العسكرية، يتبين ان الحديث يدور حول طائرة مسيرة انقضاضية من طراز صماد 3 والتي وصلت حسب تقديراتنا من اليمن الى ‘تل ابيب‘".
وتابع: "إن صماد 3 هي عبارة عن وسيلة قتالية ايرانية الصنع والتي تم تحسينها على ما يبدو لتستطيع التحليق لمسافات ابعد. إيران تدعم وتسلح وكلاءها في المنطقة بدءا من غزة ويهودا والسامرة ولبنان وسوريا وانتهاء باليمن، كما حدث الليلة الماضية، ويشكل تهديد المسيَّرات تهديدا ملموسا".
موضحا أن تهديد الطائرات المُسيَّرة "نتعامل معه منذ نشوب الحرب على كافة حدودنا". ومقرا بعدم التمكن من اعتراضها جميعها، بقوله: "وحتى الان أُطلقت من اليمن وحدها العشرات العديدة من المسيَّرات التي تم اعتراض او اسقاط معظمها في طريقها او قبل تسللها لأراضي ‘اسرائيل‘".
من جانبه، أضاف، متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي للاعلام العربي، افيخاي ادرعي، إلى حديث ناطق جيش الاحتلال، الذي لم يتضمنه تصريحه المصور، قوله: إن الكيان منذ تسعة اشهر "يواجه تهديدات جوية متواصلة من جميع الجهات. بما فيها عشرات المسيرات التي تم اطلاقها من اليمن".
وتابع: "هذه الهجمات لا تهدد إسرائيل فحسب بل تشكل تهديدًا عالميًا". وأردف: "إن القيادة المركزية الأمريكية وحلفائها اعترضت الكثير من الهجمات المدعومة إيرانيًا على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر بما في ذلك تهديدات جوية تم توجيهها نحو ‘إسرائيل‘". في اشارة للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية.
متوعدا في ختام تصريحه برد عسكري من جيش الاحتلال، على هذه الهجمات و"التهديدات المتواصلة" للكيان، بقوله: "لم نسمح لإيران ووكلائها بإرهاب مواطنينا وسنواصل عمل كل ما بوسعنا لحماية مواطني ‘إسرائيل‘ وحدودها. نجري تقييمًا للوضع وسنتخذ الخطوات اللازمة لحماية دولتنا". حسب تعبيره.
وفجر الجمعة، قال جيش الاحتلال، في بيان: إنه "يحقق فيما بدا أنه هجوم بطائرة مسيرة ضرب وسط ‘تل أبيب‘ في الساعات الأولى من يوم الجمعة". وأردف: "التحقيق الأولي يشير إلى أن الانفجار في ‘تل أبيب‘ نجم عن سقوط هدف جوي ولم تنطلق صفارات الإنذار. الحادث قيد التحقيق الدقيق".
مبررا اختراق منظوماته الدفاعية (القبة الحديدة) بقوله: إن "سلاح الجو تعرف على المسيرة التي استهدفت تل أبيب وكشفها لكن لم يتم اعتراضها بسبب خطأ بشري" حسب
قناة "الجزيرة"
. بينما
اعلنت
"الجبهة الداخلية الإسرائيلية": إنه "لم يرصد اختراق إلى أجواء الوسط ولذلك لم يتم تفعيل صفارات إلانذار".
وقال ناطق جيش الاحتلال،
عقب الهجوم بساعتين
: "في وقت سابق الليلة سمع دوي انفجار في وسط تل أبيب".
مردفا:
"نقوم بفحص شبهة أن الأمر يتعلق بهدف جوي في تل أبيب والموضوع قيد الفحص".
وأضاف:
: "يتزايد التقدير بأن الأمر يتعلق بطائرة مسيّرة متفجرة اخترقت ‘إسرائيل‘ وانفجرت في وسط ‘تل أبيب‘".
في المقابل،
اعلنت
القيادة المركزية للقوات الامريكية (سنتكوم) في بيان لها على حسابها بمنصة إكس (توتير سابقا)، أنها نجحت في تدمير صاروخين واعتراض 4 طائرات غير مأهولة كانت في طريقها إلى ‘إسرائيل‘". ما يشير إلى ان الهجوم الحوثي كان واسعا على عاصمة كيان الاحتلال الاسرائيلي.
من جهتها، قالت شرطة كيان الاحتلال الاسرائيلي في أول بيان لها: إنه "في حوالي الساعة 03:00 فجرًا، وردت مئات التقارير حول دوي انفجار قوي سُمع في منطقة تل أبيب، وقد هرعت قوات كبيرة إلى مكان الحادث وأغلقت المكان، بينما قامت بالمسح بحثًا عن الأجسام المشبوهة والمخاطر الأخرى".
مضيفة حسب ما نقلته وسائل اعلام الكيان: "أثناء عمليات التفتيش، تم العثور على رجل في الخمسينيات من عمره في مبنى قريب من مكان الحادث، ميتًا في شقته، وعلى جسده آثار شظايا. وبالإضافة إلى ذلك، تم إجلاء 10 مصابين بجروح طفيفة من مكان الحادث لتلقي العلاج الطبي". حسب تعبيرها.
وأدلى قائد شرطة الكيان الاسرائيلي في مدينة يافا (تل أبيب)، بتصريحات نقلتها وسائل إعلام "إسرائيلية" عقب ساعتين على وقوع الهجوم،
قال فيها
: "تلقينا بين 600 و700 بلاغ هاتفي عن الانفجار".
مضيفا
: إن "الانفجار كان في الجو والدمار ناتج عن الموجة الانفجارية وليس لدينا نقطة سقوط محددة".
لكن وسائل اعلام "اسرائيلية" ومراسلة قناة "الميادين" بمدينة يافا (تل ابيب)،
أكدت
عقب الانفجار بنصف ساعة: إن "طائرة مسيّرة اخترقت من جهة البحر واصطدمت بمبنى في شارع ‘شالوم عليكم‘ في تل أبيب،
وأدت
الى وقوع اصابات وأضرار كبيرة".
وأردفت
: "استنفار أمني وعسكري كبير في تل أبيب" بعد هجوم المسيَّرة.
وفي تغطيتها المتواصلة، قالت القناة
"12 العبرية"
: إن "الطائرة المسيرة وصلت من البحر في ‘تل أبيب‘ واصطدمت بالمبنى وسمعنا صوت انفجار هائل لم نشهده سابقاً". بينما قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة
"13 العبرية"
: إن "المسيّرة أتت على ارتفاع منخفض ولذلك لم تُرصد".
موضحة
أن
"جميع أجهزة الرصد الأرضية والجوية والبحرية لم ترصد الطائرة المسيرة لحظة اختراقها واستهداف مبنى في ‘تل أبيب‘". ومشيرة إلى
أن
"مبانٍ ارتجّت في منطقة ‘غوش دان‘ بهجوم المسيّرة على ‘تل أبيب‘ والسكان اعتقدوا أن ما وقع هو زلزال"،
وإلى
"تضرر مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية في "تل أبيب" من جراء انفجار الطائرة المسيرة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news