الكاتب : عمر الحار
لم نتواصل بعد الى تفاصيل ضحايا الغارات على الحديدة التي تحول ليلها الدامس الى نهار مشع بالحرائق المتصاعدة السنة لهبها في السماء جراء استهداف صهاريج الوقود فيها بغارات جوية مركزة ، ولا نوعية الخسائر التي لحقت بمنشآتها النفطية الضخمة في الميناء ، لكن كتل اللهب الحمراء المتبعثة منها توحي بحجم الكارثة التي حلت بها منذ اندلاع الازمة قبل عشرة اعوام تقريبا .
ولا تخلو الضربة الثانية الموجعة التي تلقاها الحوثي الليلة في الصميم عن الضربة الاولى التي راح ضحيتها صالح الصماد ، من الرسائل التأديبية العنيفة له ، ربما لتجاوزه الخطوط الحمر في اللعبة ، و تماديه في تصديق نفسه الامارة بالسوء وتهديد المصالح الامريكية الاوروبية المشتركة في المنطقة متجاهلا استعداد امريكا للتضحية بالجميع في سبيل حماية مصالح الغرب و بضربة واحدة .
واستبعد بان تكون الضربة تحولا نوعيا على صعيد المواجهة مع الحوثي بقدر ماهي انذار مبكرا له بالكف عن اللعب بالنار معها .
ويحتاج الحدث لقراءة عميقة في دلالته و نتائجه على اكثر من صعيد لن يكون اولها التأديب ، ولا اخرها التخريب الاقتصادي للموارد السيادية للحوثي المطالب باعادة حسابات تعامله مع امريكا المعروفة بقساوة تعاملها مع صنائعها في المنطقة حال خبطتهم للعجين ، وان اظهرت لهم اللين الى حين .
وعلى الحوثي من الان و صاعدٍ اخذ العبرة من تنظمي القاعدة و داعش ، صاحبي الفضل الكبير في سيطرة امريكا على العالم العربي والاسلامي ، وبسط يدها على المنطقة و مصالحها و انظمتها بصورة مباشرة .
و ستلقي الضربات بظلالها على العلاقات السرية بينهما ، مع صعوبة اعتبارها اعلان بنهاية شهر عسلهما الطويل و الممتد لقرابة عقد من الزمان .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news