بين العبقرية والجنون شعرة ، عرفتُني طفلا ؛ والناس يقولون : “أنت عبقري”. لا ريب سأصبح كذلك، تلك غايتي ، أو أكون مجنونا ! أحبّ الجنون في كل شيء أسلكه ، أعشق التمرد ، أحبّ الاستقلالية ، أكره التبعية للقطيع ، والسمع والطاعة للأشخاص أين كانوا وكنت !.
أفخر بنفسي التي لا تعرف النفاق والزيف ، لا أتلفظ إلا بالحق في كل أجل مسمى ، بي أنفة تجعلني أنثر طعامي للكلاب ، وأمكث جائعا ، إن ألين وأتذلل إلا لغانية أغنتني جمالا ومشاعرَ ودلالا، ولم تزل بعد في حِجري ، فإن خرجتْ فإني أستل ثيابها من ثيابي ؛ كما أستل سلالة من كنيس بيتي.
ترافقني المشاكل كما يرافقني ظلي ، فأنا وهي لدتان ، ساعة أفتعلها ، وساعة تفتعلني ، وفي كل آن أتلذذ بها ، وأصنع منها نورا لنفسي وسوطا أبددها به. لعَمري لم ولن أنكسر يوما لريح تعصف بي مهما بلغت قوتها ، وذاك لأنني خلقت في زمن العواصف كما تقول أمي.
ليس بالضرورة أن أتحدث عن السياسة وقضاياها الشائكة ما دامت لا تروق لي ، ولست خاتما في أصبع أحد السادة ليحركني متى وكيف شاء ، أراني قائدا لا مقودا ، وما دخلت مُدخلا إلا وقد أعددت العدة وأرى لي منه مخرجا، إن ركبت البحر ، فأنا ربان فلكه ، وإن طرت في الفضاء أطير بجناحي “حمامة” ، وإن سرت في المفازات فلا أجتازها إلا بالعاديات الموريات الصافنات ، وسلِ المرسلات في الأجينات عني كأشرف عاشق حل في” تعز”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news