كتب محيي الدين شوتري
برزت كفاءته التدريبية بشكل لافت في حقبة التسعينات وبداية الألفية، مع العديد من الأندية الكبيرة التي دربها
ما أن يطوف خيالك وفكرك للسبر في أغوار رياضة حضرموت ونجومها المشاهير وكوادرها الرياضية، إلا وتتذكر واحداً من ألمع نجومها، الذي ذاع صيته وشهرته في نطاق حضرموت والوطن. هو النجم الكبير والمدرب الوطني المقتدر، الكابتن عبد الله أحمد باعامر، الذي يعد واحداً من ألمع نجوم الكرة في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ثم برزت كفاءته التدريبية بشكل لافت في حقبة التسعينات وبداية الألفية، مع العديد من الأندية الكبيرة التي دربها، محققاً معها العديد من النجاحات، لتجعل منه أحد أبرز أعمدة التدريب اليمني.
الهداف من أول لمسة
تفجرت موهبة المهاجم عبد الله باعامر باكراً، حيث استدعاه المدرب السوداني محمد الدقيل للإلتحاق بفريق «شباب الغيل»، في مدينة غيل باوزير لفئة الشباب، وتم تصعيده باكراً إلى الفريق الأول في العام 1967، ثم اختطفته عدسة المنتخب الجنوبي، ليلتحق صغيراً في مشاركة افتتاحية له مع المنتخب في عدن ضد منتخبي أثيوبيا والصومال. وكان المهاجم الهداف باعامر في موعده المنتظر، ولم يفوت الفرصة من أول لمسة، بعد أن أشركه مدرب المنتخب في المباراتين، ليسجل في كل مباراة هدفاً، وليبدأ فصل جديد من رحلة الألق والنجومية للمهاجم عبد الله باعامر، كان خلالها نجماً من عالم آخر، وهدية كروية يصعب تكرارها. ويقول الباعامر عن محطته الكروية: «لعبت 20 عاماً، منها 15عاماً للأندية والمنتخبات الوطنية بفئاتها المختلفة. لعبت في البداية مهاجماً كرأس حربة، ثم أرجعني الكابتن علي محسن المريسي كصانع ألعاب خلف المهاجمين، وكنت في كل دوري تقريباً أنافس فيه على لقب الهداف، كما أن لي أهداف دولية مع المنتخب الوطني، ومنتخب حضرموت، لكن لم أهتم بالتوثيق، ولا أحتفظ بكل ذكرياتي».
الجيش ووحدة عدن
في مطلع السبعينات، انتقل النجم الكبير عبد الله باعامر إلى العاصمة الجنوبية عدن للدراسة، ولعب خلالها لفريقي «الجيش» و«وحدة عدن»، وحقق معهما العديد من الإنجازات الكبيرة في المسابقات المحلية، وبعض المشاركات ضد الفرق الخارجية، منها مباراة لعبها في موسكو، وهو مع فريق «الجيش» ضد «الجيش الروسي»، بدعوة تلقاها فريق «الجيش» من نظيره الروسي، بعدها التحق بفريق «وحدة عدن»، حيث أشار عليه زملاؤه للإنتقال إلى فريق «الوحدة».
جائزة أحسن لاعب
لعب الكابتن عبد الله باعامر 15 عاماً متواصلة مع المنتخب الوطني. لم يغب خلالها عن أي معترك، وظل رقماً صعباً في تشكيلة المنتخبات، وسجل خلال مشواره الكروي، العديد من الأهداف في عدة منتخبات، وفي العام 1977، فاز بجائزة أحسن لاعب في بطولة غرب آسيا في إيران، مناصفة مع كابتن منتخب إيران علي بروين، واختتم مشواره الكروي في العام 1988، حيث احتضن ملعب الشهداء في أبين مباراة اعتزاله، في مباراة ضد المنتخب الإثيوبي، ليختم مسيرته الكروية الناصعة لاعباً، قبل أن يزداد لمعانا في عالم التدريب.
ضياع جهد عام
كان العام 1997 مريراً وقاسياً على «التلاليين»، بعد أن فرط فريق «التلال»، والذي كان يقوده في ذلك الموسم المدرب عبدالله باعامر، حيث خسر «التلال» البطولة في آخر مباراة، بعد أن ظل محافظاً على الصدارة طيلة جولات الدوري، حيث خسر «التلال» المباراة الأخيرة أمام «الزهرة» في صنعاء بهدف، بعد أن فاز «وحدة صنعاء» على «إتحاد إب»، ليضيع معه جهد عامٍ كاملٍ سدىً، وعن هذه الذكرى المؤلمة، قال الباعامر: «خسر التلال البطولة ظلماً بعد أن تم تعديل جولات الدوري بعكس رحلة الذهاب، كما ساهمت بعض المماحكات التلالية في خسارة تلك البطولة في النفس الأخير، وكانت بحقيقة مؤلمة، كون خلاصة جهد كبير على مدى عام يذهب في آخر مباراة».
نجاحات
خاض المدرب الوطني عبد الله باعامر، العديد من المراحل التدريبية في أندية محلية عدة، بالإضافة إلى المنتخبات الوطنية، وهو حائز على شهادات عليا في التدريب من ألمانيا وماليزيا وقطر والكويت، وحقق العديد من الإنجازات في عالم التدريب، منها التتويج بلقب وصيف «بطل الدوري» مع «التلال» في الدرجة الممتازة، وتوج مع «شعب إب» بـ«بطل دوري الدرجة الثانية»، ومع «شعب حضرموت» بـ«بطل كأس نسيم»، ومع «شعب إب» «وصيف بطولة النخبة» في تعز لفرق الممتاز، وحقق مع «وحدة صنعاء» خمس بطولات، ومع «أهلي الغيل» أربع، كما حقق نجاحات مع منتخب «البراعم» و«الشباب» و«الأولمبي» و«الأول».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news