تباينت الآراء السياسية حول إمكانية تأثير الهجمات التي استهدفت مدينة تل أبيب، وأعلنت ميليشيا الحوثي مسؤوليتها عنها، على مسار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، ومفاوضات التهدئة بين الجانبين.
وأعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية "نوعية" على مدينة تل أبيب، ما أدى لمقتل شخص وإصابة 7 آخرين، مؤكدين أن العملية نُفذت عبر طائرة (يافا)، وأنها "قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، وفق بيان حوثي.
سيناريوهان
ويرى الخبير بالشؤون الإقليمية، رأفت بدوية، أن هناك "سيناريوهين رئيسين لتأثير الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي ضد إسرائيل بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عدة أشهر"، مؤكدًا أن الهجوم سيكون له تأثير مباشر على الحرب.
وقال بدوية إن "السيناريو الأول يتمثل في زيادة الضغوط والمساعي الأمريكية من أجل التوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل يضمن الهدوء على الجبهات المختلفة، وهو الأمر الذي ترغب فيه الولايات المتحدة".
وأوضح أن "مثل هذا الخيار سيجنب المنطقة الدخول في أوسع حرب بتاريخها، خاصة أن توسيع دائرة نطاق الحرب في غزة سيطال المناطق جميعها، ويمكن أن يخلق أزمة أمنية وعسكرية عالمية غير محسوبة النتائج".
أما السيناريو الثاني، وفق المحلل السياسي، فيتمثل في "اتخاذ إسرائيل قرارا بتوسيع دائرة القتال، وتوجيه ضربات مباشرة للحوثيين وحلفاء حماس وإيران في المنطقة، في إطار سياسة الردع التي يسعى الجيش الإسرائيلي لتثبيتها في المنطقة".
وأشار إلى أن "هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا، خاصة أن إسرائيل ترفض التهاون مع أي محاولات لاستهداف أراضيها، وخاصة المدن الرئيسة فيها وتحديدًا مدينة تل أبيب"، مشددًا على أن حكومة بنيامين نتنياهو ستعمل على الفصل بين الحرب في غزة وهجمات ميليشيا الحوثي.
ومن جهته يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "هذه الهجمات ستدفع إسرائيل نحو التعاطي بإيجابية أكبر مع مفاوضات التهدئة مع حماس في غزة"، لافتًا إلى أنها ستكون بحاجة لوقف الحرب ولو بشكل مؤقت.
وقال كيوان إن "قدرة الحوثيين على ضرب أهداف بعمق إسرائيل ستكون ضمن الحسابات المعقدة للمؤسسات العسكرية والأمنية بشأن استمرار الحرب، وسيدفعها من أجل الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق مرحلي في غزة".
وأشار إلى أن هذا يأتي "نتيجة إدارة تلك المؤسسات أن الظروف الدولية والإقليمية غير مواتية في الوقت الراهن من أجل الدخول في حرب بمنطقة الشرق الأوسط".
ورأى أنه "سيتم التوصل خلال الأيام المقبلة لاتفاق مرحلي بين حماس وإسرائيل برعاية الوسطاء، بما يمهد لصفقة شاملة تضمن تحييد غزة عن الترتيبات العسكرية والأمنية للجبهات الأخرى بالنسبة لإسرائيل".
ووفق المحلل السياسي، فإن "ذلك يخدم أهداف حماس في غزة بشكل جزئي، ويخفف الضغوط التي تمارس عليها من قبل الوسطاء للقبول بالشروط الإسرائيلية للتهدئة"، مبينًا أن إسرائيل ربما تقدم على تنفيذ ضربات عسكرية مشددة قبل التوصل لاتفاق.
وزاد: "هذه الضربات ستكون بمثابة الجولة الختامية للجيش الإسرائيلي لغزة، وبما يضمن لها عدم دخول الفصائل المسلحة بالقطاع في المواجهات المحتملة على الجبهات الأخرى"، مرجحًا أن تؤجل إسرائيل ردها على الهجوم الحوثي لفترة وجيزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news