قال باحث سياسي يمني إن إيران، "دائما تمتلك خطين عسكري وسياسي في كل أزماتها وحروبها في المنطقة، فإن تمكنت ميلشياتها من الحسم العسكري ستسيطر دون الحاجة للتعامل السياسي وتفرض واقعا في مناطق سيطرتها بقوة السلاح، وإن فشلت ميلشياتها عسكريا تذهب للحوار السياسي وتروج لخطها السياسي الذي جهزته".
جاء ذلك، في تعليقه على ظهور الرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد، وتلويحه بالعودة لحكم اليمن من جديد، وذلك خلال اجتماع مع خليط من السياسيين والإعلاميين في اسطنبول التركية، يوم أمس.
احتياط سياسي
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبدالسلام محمد، في مقالة عن "الرئيس الجنازة" رصدها المشهد اليمني: "أن الرئيس علي ناصر محمد الذي عاش في سوريا طوال سنوات استبعاده من اليمن بعد أحداث 86 وبسبب علاقته الجيدة مع روسيا وإيران هو جزء من الاحتياطات السياسية لموسكو وطهران في اليمن بالذات مناطق الجنوب التي خرج منها الحوثيون نتيجة عاصفة الحزم".
واستدرك قائلًا: "وهذا لا يعني أن إيران فشلت في جنوب اليمن فلديها ميلشيات خاملة ويمكنها تفجير الوضع، لكن يبدو أنها في هذه الفترة تبحث عن موائمة بين العمل السياسي جنوبا والعسكري شمالا، لتستعد لأي نتائج مفاجئة في اليمن".
تحسس مخارج للأزمة
وأضاف أن "الترويج للرئيس السابق علي ناصر لا يعني أن المروجين له أصبحوا ضمن المشروع الروسي الإيراني، لكنهم يتحسسون أي مخارج للأزمة في اليمن خاصة مع وجود احتمالات ضعيفة بإمكانية توقيع دول الخليج اتفاقا يفرض عليهم الحياد في الأزمة اليمنية".
هل ستدخل قطر؟
ويرى الكاتب والباحث السياسي أن "هذا لا يعني أن من أعاد النفخ في جنازة الرئيس الثمانيني يرون فيه أمل اليمن الكبير، بل هي مجرد مزايدات نتيجة مخاوف وتحريك في المياه الراكدة"، لكنه يتساءل: "هل ستدخل قطر في هذه المبادرة الروسية والإيرانية لإعادة إحياء جنازة الرئيس علي ناصر محمد ؟".
وتابع: "من خلال الاحتفائية التي خرجت من اسطنبول من وسط الجالية اليمنية، وبحضور السفير اليمني في قطر، لا يستبعد أن الدوحة تتلمس طريقا للسلام مرضيا في اليمن ومختلفا عن الطرق التقليدية، وقد ترى أن عودة ناصر قد يكون حلا وسطيا بين الأطراف المتصارعة، وقد تكون هناك إشارات تشجيعية من طهران والرياض في تحريك الركود منعا لعودة الحرب التي يهدد بها الحوثيون".
ويصل الباحث السياسي إلى استنتاج في ختام مقالته أن "مثل هذه الأفكار من خارج الصندوق، تظل محل اختبار واحتمالات فشلها أكثر من احتمالات نجاحها، ويبدو أن اليمن تمضي إلى حرب أخيرة يحسمها المنتصر على الأرض".
وكان علي ناصر محمد، قال إن الأمريكيين عرضوا عليه في العام 2010، العودة للسلطة في اليمن، والإطاحة بالرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، إما بالانقلاب أو الانتخاب، لكنه رفض بعد تفكير، حسب قوله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news