وحيدًا، يشاركني الحزن حشرجتي والأنين، ويقلقني كرتين: إذا ما تأملت منكسرًا، وإذا ما توهمت منتصرًا، والمدى جزر تتبعثر مثل الغبار، وقلبي يدق كعادته، وأنا كتلة من قلق.
***
نعم أذن العصر لكننا لم نعد ننتمي للزمان، المكان تشظى، ففي كل شبر أرى علمًا وجهابذة وسرق.
***
نحن في بلد الرؤساء العديدين والكائنات التي نسيت أنها مضغة من علق.
***
سأشحن هاتفي الخلوي لأقرأ عن سر هذا الغموض، وهذا الوضوح الذي يبهر العين لكنه شمعة تتوهج في غيهب ونفق.
***
السماوات فرت، والأرض مشحونة بالتطاحن، والناس مفتونة بالهراء، ولازمة الأغنيات نحيب ترقرق من وجع الروح، ما عاد للأمنيات سنًا أو ألق.
***
لا شبكات التواصل قادرة أن تفك الطلاسم كلا ولا عاد متسع للقراءة في كتب الوقت، منهكة طرقات المدينة، والشعب من جور هذا الجحيم يتمتم، ثم يحوقل، ثم يبسمل، ثم يقول: أعوذ برب الفلق.
***
يهرب الوقت حينًا، وحينا تحس بألا حراك له في بلاد ملبدة بالحروب وبالعفن الطائفي المقيت. يكرر أيامه والأسى، والبيوت على رسلها وجع في النهار من الجوع والقهر، والليل حوقلة وأرق.
***
كما ينقذ الموفد الأممي مرارًا خصوم الجياع وكيما يدلل قاتلنا الطائفي أظن بأن الشموس تدير لنا ظهرها في النهار، وأن الضياء بقايا رذاذ لنور توارى وأسلمنا نتخبط في ظل هذا الغسق.
***
سأخرج من كفني ثائرًا، أدق المسامير في نعش قاتلنا المذهبي، وأعلن أن الذي يحكم الناس يختاره الناس، لا ظل في الأرض لله، يكفي شتاتًا وتكفي فرق.
***
ريثما تخلع الريح معطفها وتعلقه فوق شماعة من غبار، وتمخر أصواتنا في عباب الدخان، سننجز أحلامنا ونعد مناديلنا والنشيج، ونبكي على وهم أعمارنا في سعير الحياة هنا في خضم الدياجير إذ طال شوق الشوارع للفجر، طال انتظار البصيص ولون المنى والشفق.
***
عابر في الطريق بظل عصي على الضوء يهمس في أذن عابرة: هل تخوضين في الحب؟ لم تكترث فتوارا كوهم فمرت شمالًا ومر جنوبًا وفي البين بين حروب ومطرقة وعرق.
***
الخريف أحتوى كل وقت الفصول، “تأبط شرًا” وحربًا، ويهذي بلهجته كل حين ويزعم أن له الحق في قتلنا والدمار.. الخريف اللعين أزاح الفصول فلا ثمر في الغصون ولا زهرة أو ورق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news