أزمة البنك أم أزمة السياسة؟ - مصطفى النعمان

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 211 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أزمة البنك أم أزمة السياسة؟ - مصطفى النعمان

في خضم الأزمة اليمنية يحاول محافظ البنك المركزي جاهداً المحافظة على استقلالية البنك وإبعاده عن التخبط السياسي والتردد الجلي في الدفاع عن قرارات اتفق عليها. ويدرك المعبقي أنه لن يتمكن من تسيير أعمال البنك إلا بوحدة القرار السياسي أولاً.

حين أصدر محافظ البنك المركزي اليمني أحمد المعبقي تعليماته بنقل غرف العمليات للبنوك العاملة في صنعاء إلى عدن كان من ضمن أهدافه إنقاذها وإنقاذ أموال المودعين ورجال الأعمال من الوقوع تحت طائلة قرار الإدارة الأميركية بتصنيف جماعة "أنصار الله" الحوثية جماعة إرهابية دولية، مما يعني عملياً أن كل جهة متعاملة مع المؤسسات المالية في مناطق سيطرة "السلطة" في صنعاء لن تصبح قادرة على أي إجراء مالي خارجي.

صنعاء تتعامل بعصبية

لكن "السلطة" في صنعاء تعاملت مع الإجراءات بطريقة عصبية تصل إلى حد الهوس والتخوين، فعمدت إلى خلط الأوراق المتعلقة بالملف الإنساني الذي يمثل حجر الزاوية في خريطة الطريق التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإنهاء الحرب، فاحتجزت أربع طائرات تمتلكها الخطوط الجوية اليمنية ومنعتها من مغادرة مطار صنعاء، مما تسبب في إرباك حركة نقل الحجاج من جدة، وعلق الركاب في الأردن. وبطبيعة الحال فإن إعلام "الجماعة" قدم تبريرات لا يمكن قبول منطقها ولا التعامل معها بجدية.

تجسيد الفجوة

قضية البنك المركزي هي الصورة التي تجسد الفجوة الهائلة التي صنعتها الحرب بين اليمنيين لأن معالجتها كانت، ولا تزال، ممكنة إذا ما راعى الطرفان مصلحة الناس أولاً، وهو ما يسعى إليه محافظ البنك أحمد المعبقي. وقد تمكن منذ توليه في ديسمبر (كانون الأول) 2021 من وقف "الإسهال" الذي قام به البنك في طباعة العملة المحلية دون التفات إلى الكارثة التي أحدثها ذلك التصرف غير المسؤول الذي كان الغرض الوحيد منه الحصول على عمولات الطباعة.

أزمة سياسية لا اقتصادية

نحن اليوم أمام أزمة حقيقية، لكنها ليست اقتصادية ومالية، وإنما نحن أمام أزمة سياسية خانقة سببها، وهو ما أقوله وأكرره، عدم وجود رؤية جادة، والإمعان في الغموض والإسراف في الوعود والاكتفاء بالصور والبيانات.

معروف أن الإجراءات التي اتخذها البنك في عدن لم تكن وليدة اللحظة، وأن المساعي لتوحيد العملة وإيجاد قاعدة مشتركة للتعامل بين البنكين كانت تصطدم دوماً بتشدد في مطالب "السلطة" في صنعاء وربطها الأمر بالمشاركة في إيرادات تصدير النفط من شبوة ومأرب والإصرار على دفع مرتبات موظفي المؤسسات (بما فيها المؤسسة العسكرية والأمنية) من عائدات "الشرعية".

وعلى رغم الإدراك أن موظفي المؤسسات العامة في كل اليمن هم مسؤولية مباشرة وعبء يقع على السلطة "الشرعية" فإنه من غير المعقول ولا المنطقي ولا المقبول أن تحتفظ "السلطة" في صنعاء بكل ما تتحصل عليه من الجبايات والضرائب والرسوم والجمارك وتمتنع عن الإنفاق على المؤسسات التي في نطاق المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها.

قرار سياسي

كما في كثير من القضايا فإنه من العسير الفصل بين الإجراءات التي توقعها كثر أو تمنوا الالتزام بها باعتبارها، من وجهة نظرهم، إضعافاً لقدرات "السلطة في صنعاء المالية، لكن المتحمسين تعاملوا مع الأمر كمسألة فاصلة في المعركة متغافلين عن صعوبة استقلال القرار الداخلي لسلطة لا تدفع مرتبات موظفيها إلا بشق الأنفس، وهم يعلمون أنه لولا متوالية المنح التي تقدمها الحكومة السعودية والمشاريع التي تنفق عليها بسخاء، وإلى جانبها دولة الإمارات، داخل اليمن، لانهار المعبد الذي تتآكل أعمدته بفعل الفساد والإهمال والغياب المستدام.

البنك ووحدة القرار

في خضم هذه الأزمة يحاول محافظ البنك جاهداً المحافظة على استقلالية البنك وإبعاده عن التخبط السياسي والتردد الجلي في الدفاع عن قرارات اتفق عليها. ويدرك المعبقي أنه لن يتمكن من تسيير أعمال البنك إلا بوحدة القرار السياسي أولاً.

ومن غير المجدي هذا الخروج إلى الشوارع، في وقت قد يعلم فيه الذين يرفعون الشعارات العاطفية أن الأمر ليس بيد الرجل ولا يستطيع وحده مهما بلغت قدراته أن يسير بالإجراءات التي اتخذها حماية للنشاط المالي والتجاري وودائع المواطنين.

*اندبندنت عربية


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول صورة للقبض على فتيات كانوا برفقة شباب باوضاع مخلة بالاداب في ساحل ابين بعدن

كريتر سكاي | 1066 قراءة 

الريال اليمني يستعيد عافيته.. تراجع ملحوظ في أسعار العملات مساء الجمعه

نيوز لاين | 674 قراءة 

دويد: الحوثيون ذراع خامنئي العسكري.. وخطرهم يتصاعد على المنطقة والعالم

حشد نت | 649 قراءة 

دوي صفارات الإنذار تدوي بالعاصمة صنعاء وتحذيرات عاجلة للمواطنين وإعلان حالة الإستنفار من قبل الجهات المعنيه

الحدث اليوم | 647 قراءة 

  انقسامات داخل إدارة ترمب بشأن اليمن والصين ترفع سقف التفاهمات مع الحوثيين .. عاجل

مأرب برس | 633 قراءة 

السبب صادم.. شاب يقدم على تطليق زوجته في حضرموت بعد أسبوع فقط على زواجهما

يمن فويس | 633 قراءة 

الامطار تزيح الستار عن مفاجأة

نيوز لاين | 557 قراءة 

تحقيق قضائي في ودائع البنك المركزي.. النيابة تطلب مراجعة شاملة لعمليات 2018 – 2019

حشد نت | 549 قراءة 

الإعلان عن استنفار وتأهب كبير بعدن

كريتر سكاي | 530 قراءة 

حركة من محمد بن سلمان داخل السيارة أثناء استقبال السيسي أثارت تفاعل عربي واسع ماذا عمل!؟؟

صوت العاصمة | 503 قراءة