العربي نيوز - الرياض:
فاجأت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الجميع بإعلان صادم كشف كواليس متغيرات دولية غير متوقعة، تجاه جماعة الحوثي الانقلابية، والوضع الحقيقي للشرعية اليمنية في الوقت الراهن وما تواجهه من تحديات تهدد وجودها.
جاء هذا في حوار اجرته صحيفة "أندبندنت" البريطانية الشهيرة، ونشرته على موقعه الالكتروني بالعربية، الاثنين (16 يوليو)، مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين شائع الزنداني، الذي كشف عن اعتراف دولي بالحوثيين. وعن تحديات تهدد الشرعية اليمنية ووجود مجلس القيادة الرئاسي.
وقال وزير الخارجية الزنداني: "الإشكالية تكمن في تراخي المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته الخاصة باليمن". وأردف: "المزاج الدولي بات يتعامل مع الحوثيين كسلطة أمر واقع لا مناص منهم، واستيعابهم بطريقة أو بأخرى".
مضيفا: إن "بعض الدول سعت إلى تشجيع الحوثيين، ولا ترغب في هزيمتهم عسكرياً". وتابع قائلا: إن "مشروع الدولة والسلام المطروح لا بُد أن تحمله قوة تحميه لضمان سلام لا استسلام، مؤكدا أنه "لا سلام إلا بقوة".
وكشف وزير الخارجية شايع الزنداني عن وضع حرج وصعب تمر به الشرعية اليمنية، وقال: إن "مكوّنات الشرعية متوافقة ضد الحوثي". لكنه أردف: "ضعف التماسك الداخلي للقوى التابعة للحكومة أحد أسباب قوة الحوثي".
مضيفا: هناك "قوى داخل الشرعية ترى في مصلحتها عدم وجود أجهزة الدولة في عدن، وهو هدف الحوثيين أيضاً". ومضى قائلا: "لولا خلافات القوى، التي كانت ركيزة الجمهورية، لما تمكّن الحوثيون من المجيء من صعدة".
وتابع: ان "من أبرز التحديات اليوم تلك الكيانات التي نشأت في مناطق سيطرة الحكومة وغلبت الخلاف والصراع السياسي البيني على مشروع استعادة الدولة بمواجهة التحدي الأبرز الذي يتهددها مجتمعة ممثلاً بالحوثي".
محذرا من تكرار "نفاذ الحوثي من بين فراغات الخلاف بين القوى اليمنية التي كانت ركيزة الجمهورية حتى أسقط الدولة، ولولا الخلاف لما تمكن من المجيء من صعدة". ويضيف "بالنتيجة نحن امتداد للوضع السابق".
وقال: إن ظهور المكونات بمناطق سيطرة الحكومة "أمر طبيعي جاء كنتيجة لدخول الحوثيين هذه المناطق وحدوث مواجهات وكانت هناك مقاومة بذلتها هذه القوى التي لم تكن منظمة ولا ضمن مؤسسات الدولة وأفرزتها الحرب".
مضيفا: "بالتالي أصبحت موجودة على الأرض وأوجدت لها تعبيراتها في النهاية، هذه التعبيرات لم تكن خياراً انتقائياً لكنه طبيعي". وأرجع بروز خلافات تهدد حال التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي إلى وجود "ظروف غير مرئية".
وتابع وزير الخارجية شايع الزنداني قائلا للصحيفة البريطانية: "أحياناً يفهمها المراقب بأنها خلافات، صحيح هناك تباينات وهذه التباينات أحياناً ظاهرة صحية، لكن الشيء الإيجابي في هذه الخلافات يكمن في كيفية إدارتها بين رفاق الدرب والقضية الواحدة".
معلقا على الاخفاقات العسكرية لقوات الجيش الوطني و"القوات المشتركة" لمكونات مجلس القيادة الرئاسي، بقوله: "لا ينقصنا الرجال، لكن الحوثي يمتلك الصواريخ والطائرات الإيرانية المسيرة، ولدينا تصور لتعزيز قدرات المنظومة العسكرية والأمنية للشرعية".
في المقابل، لم يخفِ الوزير الزنداني تعقيدات الواقع واستشرافاته المستقبلية، وتحدث عمَّا "تحفل به هذه المسؤولية من جهد وحشد سياسي وإنساني مُلح، يزيد من صعوباته تداخل المصالح والأجندات الداخلية والدولية بانعكاسات مؤثرة على طبيعة وأبعاد الصراع في البلد".
وقال: "أمام هذه التحديات التي تقف في وجه الشرعية يرى الوزير أنه "يجب على الحكومة تقديم نموذج ناجح في عملها من عدن وبقية المناطق التي تسيطر عليها، وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء الثقة بشكل حقيقي، حتى تزول المخاوف بين هذه الأطراف، ونشتغل بالإمكانات والموارد الموجودة لتحسين أداء أجهزة الدولة".
شاهد.. وزير الخارجية يكشف معلومات صادمة
يتزامن هذا مع اعلان السعودية، السبت (13 يوليو) أول موقف لها من قرار مجلس القيادة الرئاسي تأجيل قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، الرامية الى تضييق الخناق اقتصاديا على الجماعة واجبارها على وقف هجماتها البحرية والاستجابة لجهود السلام وفق المرجعيات الثلاث للشرعية اليمنية.
تفاصيل:
السعودية تعلن موقفها من قرارات البنك المركزي
والجمعة (12 يوليو) أعلن مجلس القيادة الرئاسي استجابته لدعوة المبعوث الاممي لليمن الى تأجيل قرارات البنك المركزي في عدن وعقد حوار عاجل بشأن الملف الاقتصادي (تصدير النفط والبنوك والعملة والرواتب) مع جماعة الحوثي الانقلابية، منعا لما سماه "مغامرات كارثية"، فوتها على الجماعة بعد ساعات من حشدها ما وصفته "التفويض الشعبي".
تفاصيل:
"الرئاسي" يعلن تأجيل قرار البنوك بشرط (وثيقة)
برر المبعوث الاممي طلبه، بقوله: “إنني أقدر ما تحملته الحكومة من مظالم اقتصادية منذ وقت طويل أكثرها ظهوراً وقف صادرات النفط الخام، لكن هذه القرارات الصادرة مؤخراً بشأن البنوك سوف توقع الضرر بالاقتصاد اليمني وستفسد على اليمنيين البسطاء معائشهم في كل أنحاد البلاد، وقد تؤدي إلى خطر التصعيد الذي قد يتسع مداه إلى المجال العسكري”.
تفاصيل:
غروندبيرغ يكشف كواليس الغاء قرارات البنك (اعلان)
تأتي هذه التطورات، بالتزامن مع حشد جماعة الحوثي الانقلابية، الجمعة (12 يوليو)، مئات الآلاف من المواطنين -وقدرهم مراقبون بالملايين- في ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء والساحات العامة في مناطق سيطرة الحوثيين بنحو 14 محافظة، تحت شعار "مع غزة وسنتصدى لأمريكا ومن تعاون معها" وتفويض زعيم الجماعة بتنفيذ تهديداته برد عسكري يمتد للسعودية.
شاهد .. حشد "تفويض شعبي" لقصف السعودية (فيديو)
ووجه زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، قواته ببدء تحرك خطير، اليوم الجمعة، وصفه مراقبون "خطوة انتحارية"، ردا على قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، الرامية الى تضييق الخناق اقتصاديا على الجماعة واجبارها على وقف هجماتها البحرية والاستجابة لجهود السلام وفق المرجعيات الثلاث للشرعية اليمنية.
تفاصيل:
الحوثي يوجه بهذه الخطوة الانتحارية اليوم ( فيديو)
جاء هذا في خطاب القاه الحوثي مساء الخميس (11 يوليو)، قال فيه: "الأمريكي يريد منا أن نتوقف عن إسناد غزة وأن نترك المجال للسفن الإسرائيلية لتعبر من البحر الأحمر وأن تتوقف كل أشكال عمليات الإسناد". وأردف: "الأمريكي سعى بعد إدراكه ألا جدوى من عملياته إلى توريط السعودي ليقدم على عدوان وتصعيد غير مسبوق في المجال الاقتصادي".
شاهد .. زعيم الحوثيين يتهم اميركا بالسعي لتوريط السعودية (فيديو)
مضيفا: "إقدام النظام السعودي على خطوات ظالمة تستهدف المطار والبنوك تجاوز للخطوط الحمراء. استهداف البنوك والمطارات والميناء كلها خطوط حمراء لا يمكن القبول بها. المضايقة السعودية للبنوك الأهلية والمصارف الأهلية والشركات خطوات ظالمة عدوانية لا يمكن القبول بها ولا التغاضي عنها. منع السعودي للرحلات من مطار صنعاء لا يمكن القبول به أبداً".
شاهد .. الحوثي يجدد اتهام السعودية بـ "تصعيد عدواني" (فيديو)
وتابع: "خطواتكم العدوانية في سياق الأوامر الأمريكية لخدمة إسرائيل ومحاولة إجبارنا على التراجع عن إسناد غزة هو عين المستحيل وأبعد عليكم من عين الشمس. لن تنجح في إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني ولا في الحد منها، ولن تجبر شعبنا على التراجع عن موقفه وستخسر. ما يهمنا أن نكون في الموقف الحق والقضية العادلة والتصرف الصحيح، ثم ما كان فليكن".
مردفا: "أنتم تعودون بالأمور إلى مستوى أسوأ مما كانت عليه في ذروة التصعيد، والبريطاني والأمريكي يحرض بشأن الميناء". متحديا: "مهما كان تصعيد السعودي ومهما نتج من تداعيات فإن ذلك لن يؤثر أبدا على موقفنا الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه. العمليات ستستمر وستتواصل مهما كانت الضغوط ضد السفن المرتبطة بالإسرائيلي والأمريكي والبريطاني".
شاهد .. الحوثي يتحدى السعودية ويتوعدها بالهزيمة (فيديو)
وجدد توعده المملكة، الذي اطلقه قبل ايام، باستئناف قصف المنشأت الاقتصادية والنفطية والمطارات والموانئ السعودية، بقوله مخاطبا النظام السعودي: "لديك الكثير الكثير مما يمكن أن يستهدف وأن يلحق بك أبلغ الضرر". وأردف: "تحذيرنا للنظام السعودي بداية العام الهجري الجديد هو تحذير جاد بكل ما تعنيه الكلمة". حسب تعبيره.
شاهد .. الحوثي يتوعد السعودية بخسائر اكبر (فيديو)
سبق هذا الخطاب، اعلان جماعة الحوثي الانقلابية، الاثنين (8 يوليو) رسميا، التعبئة العامة، ضمن اعلانها الحرب على ما وصفته "التصدي للتصعيد العدواني" من جانب التحالف بقيادة السعودية، وتنفيذا لتهديدات زعيم الجماعة بـ "مقابلة خطوات تصعيد بالمثل". واستهداف مطارات وموانئ السعودية ومنشآتها النفطية.
تفاصيل:
الحوثيون يعلنون "التعبئة العامة" للحرب (بيان)
والقى زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، مساء الاحد (7 يوليو)، خطابا متلفزا بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية والسنة الهجرية الجديدة، هدد فيه بقصف البنوك والمطارات والموانئ السعودية واستهداف المنشآت النفطية في المملكة وايقاف تصديرها النفط كليا، وغيرها مما سماه "العواقب الخطيرة للتصعيد السعودي".
شاهد .. الحوثي يهدد بقصف بنوك ومطارات السعودية (فيديو)
مخاطبا قيادة السعودية، بقوله: "إذا كنتم مستمرون على سلبيتكم ولم يكفكم تصنيف المقاومة الفلسطينية بالارهاب، وكنتم تريدون الاقدام على ما هواكبر واخطر، فعواقب ذلك خطيرة عليكم. عندما تلجئونا الى خيارات لا مناص لنا منها، سنتحرك بكل قناعة واطمئنان لاننا اصلا في المشاكل، في الحرب والحصار والمعاناة".
شاهد .. زعيم الحوثيين يوجه تحذيرا لقيادة المملكة (فيديو)
الى ذلك، تتواصل جولات حرب شاملة، يشنها تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني وتحالف "اسبيدس" الاوروبي، عبر غارات جوية على العاصمة صنعاء وعدد من المدن، ومواجهات بحرية وصاروخية واسعة مع جماعة الحوثي الانقلابية، ردا على تصعيد هجماتها المتواصلة بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها".
تفاصيل:
اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)
وتهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
تسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل:
الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل:
علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "38202 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 82216، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 6800 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news